لا يكلف الله نفسا إلا وسعها

السلام عليكم
وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
وبعد
يقول الدكتور أحمد خيري العمري في كتابه "القرءان لفجرآخر"
"......لا يكلف الله نفسا الا وسعها"هذا ثابت... إنها آية من ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه،الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
أما فهمنا البشري،فهو ليس بثابت،وهو يحتمل الريب،ويحتمل أن يأتيه الباطل خاصة إذا كان يؤدي إلى نتائج سلبية كالتي وصلنا إليها
"لا يكلف الله نفسا إلا وسعها"
هنا ميزان كفتاه متساويتان
كفة التكليف ...وكفة الوسع
التكليف إلهي..والوسع بشري
ونحن بفهمنا الذي يشبه حقنة مورفين،نقرر أن الوسع البشري هو الذي سيحدد التكليف الإلهي
شيء ما في هذا المنطق يبدو غير منطقي
أي منهما ثابت وأي منهما متغير؟
أي منهما يهيمن عل الآخر؟
ماذا لو أن التكليف الالهي هو الذي يحدد الوسع البشري؟
هل يمكن أن نعتقد أنه كلف النفس البشرية مالا تطيق ؟
كيف وهو الأعلم بسعتها؟
هل يمكن أن نعتقد أنه هو ،العدل،الحق ،الخبير ،يكلف النفس ما لا طاقة لها به؟
الجواب على هذا السؤال ضمن السؤال نفسه،هو الحق ،العدل ,المنزه عن الظلم لا يكلف نفسا الا وسعها
اذاً كلفنا بما في وسعنا،ولم نكلف بما ليس لنا طاقة به أو سعة
ونحن لا نعرف تحديدا وسعنا ولكننا نعرف تحديدا ما كلفنا به..
ونعرف أن هناك علاقة مساواة بين الإثنين....
....]سيقولون أن الوسع البشري يكاد يكون كافيا لأداء فروض الصلاة والصيام وتقفز أنت مرة واحدة إلى " خلافة الأرض"؟
_المشكلة في هذا الأمر أن هذا جاء من ذاك
_هذا التقلص في الوسع البشري،في الطاقة البشرية على الأداء ،جاءت بسبب قولبتها وحصرها في أُطر وقوالب ضيقة.
التكليف الإلهي محدود وثابت،إنه يأخذ شكل الإطار والقالب الذي يوضع فيه ...يمكن لك أن تحصره في إطار فردي ضيق
أفُقُه التفاصيل والهوامش ووقتها ستكون هذه الطاقة متثاقلة بهذه التفاصيل ،تبحث عن تبريرات لضعف الأداء تبخث عن أعذار تفسر التثاقل...
ويمكن أن نضع هذه الطاقة في قالب يسع الكون بأسره...فإذا بهذه الطاقة تفصح عن مارد عملاق ،عن إنسان يمكن أن يعتبر خليفة الأرض

......الإنسان الذي كان يُعذب على الرمال الحارقة في بيداء مكة،وكان يهمس بأقوى ما يمكن لحنجرته أن تفعل:أحد،أحد...هو إنسان وضع طاقته في المدى الأوسع،ولوكان غير ذلك لقال لنفسه ،كما يمكن أن يقال اليوم وفي كل يوم "لا يكلف الله نفسا الا وسعها" ولهز كتفيه غير مكترث ،وقد أزاح بهذا عبئ الصخرة ،لكن ما كلفه الله به كان في وسعه...أن يكون خليفة في الأرض ،وقد تقولبت طاقته وفق ذلك
ولو أن الفهم المورفيني كان موجودا في مكة ،في عقول الجيل الأول من الصحابة،لما حصل كل الذي حصل...ولما تحركت عجلة التاريخ باتجاه النور الذي سارت إليه،بعيدا عن الظلمات التي كانت سادرة فيها...
...]وظيفتك الأصلية ليست أيا من هذه التي تكتب أمام خانةالمهنة في صفحة هويتك...
وظيفتك الأصلية هي ذلك التكليف :في الأرض خليفة
وعندما تعي ذلك فإن أي مهنة أخرى،ستكتسب ذلك المعنى ،وسيكون للإستخلاف معنى آخر من خلالها
فقط إن آمنت أنك الخليفة.."
بتصرف

شكر الله لك وبارك فيك