السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
في رأس خبر منقول من احد مواقع الاخبار .
- اقتباس :
"واشنطن بوست" تقضح "السر المكشوف" عن "مسيرات ساهمت بإسقاط الأسد"
نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مصادرها أن كييف أرسلت قبل أكثر من شهر من سقوط النظام السوري 150 مسيّرة و20 مشغلا لها إلى إدلب
و أقول - إن كان لي ان اقول - ؛ نسأل الله السلامة ، السلامة من تقصد مراد النفس ، حدا يجعلها في النهاية تطرق دروبا لم يتخيل أصحابها أن يكونوا فيها ، او أن يقبلوها يوما .
هل صار الوصول الي مراد الانتصار يجوز للمرء ان يصادق عدوه ؟!! و عدو اخوته ؟! أم أن التشبث بمراد معين - و جوهره حق - قد يصل بالمرء أن يغض الطرف عن نوايا العدو الفاسدة ، فيظن فعلا أنه يريد به خيرا ؟!
أهو جهل بالاحكام ، أم تأول ؟!
اهو سذاجة ، أم افراط في الثقة بالنفس انك فعلا قد تستطيع ان تستخدم هؤلاء لغايتك ؟!
ام أنه لا هذا و لا ذاك ، و أن فرط شوق أهل الصلاح الي القيادة ، جعلهم يتبعون أي راية دون تبصر ؟
أمر محزن جدا .
ما هي حقيقة و جوهر فتنة الدهيماء ؟!
ما هو الشيء الذي جعلها تقسم الناس لفسطاطين و تكشف دقائق الإيمان و النفاق ؟!
اقول - و الله أعلم - إن فهمي قادني أنه إيمان الناس بالقدر!!
أهل الدنيا يظنون انهم قادرون عليها و اننا نصنع اقدارنا باختياراتنا ، فهو تأليه الذات و الهوى ، و له مظاهر كثيرة ، من نبذ الدين ، و دعوة التجديد الباطلة ، و النسوية و التحررية و النظم العلمانية و تعريف الذكر و الانثى!! ، و امور كثيرة جوهرها ، اننا - كبشر - نصنع و نقدر ، و لو حتى بلغ أن صنعنا ذكاءا اصطناعيا ، ثم يجري الآن محاولات لدمجه بانسجة عضوية ، كخلق جديد و دواب مستحدثة .
و أهل الحق مدعوون إلي الإيمان بأننا عبيد محضة ، ما لنا إلا ما بين أيدينا ، الله يعلم و نحن لا نعلم ، و أن حظنا هو الاجتهاد ، و أن الاجتهاد يكون بمراده حقا لا بمراد انفسنا ، بل و ان كان علي غير هواها .
هل كان سراقة ليلبس سواري كسرى لو لم يقل النبي ﷺ هذا من قبل ؟!
هل نسير في طريق النبوءات ام نصنعها او تصنع لنا ؟!
قال تعالى : " قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154 آل عمران .
و هذا كلام عجيب صاعق .
يجيب علي تساؤل كبير ؟! هل كان الأمر ليحدث بدون اجتهاد البشر و سعيهم .
و الإجابة صريحة ، إن الأمر واقع ، لابد ، اجتهدت و فعلت او لم تفعل .
إنما حظك العمل و السعي ، و عليه تؤجر او تؤزر ، و هذا يزيح عن عاتقنا حملا كبيرا جدا من ملامة النفس فيما يحدث من مكروه رغم سلامة الاجتهاد ، و كذلك يريحنا من سلك طريق التجوز في الاجتهاد بما يخالف ، ظنا منا أن الغاية تشفع و حسن النية يفيد ، لأن الضرورة اوجبت ، و الحق ان الضرورة انما هي ضرورة من إلحاح النفس في طلب المراد و تحققه علي رؤية العين قبل بلوغ الأجل .
مات رسول الله ﷺ ، و لم يشهد في حياته هزيمة كسرى او قيصر الروم ، و مات موسى عليه السلام في سنوات التيه قبل أن يدخل الارض المقدسة ، و رفع الله عيسى عليه السلام قبل أن يرى انتصار الحواريين و هزيمة اليهود الذين مكروا به ، إن اليقين الذي قر في قلوب الانبياء الكرام ، جعل الغيب كالشهود ، سيان ، و لابد واقع ، لا يستلزم ترخصا و لا تأولا ، قد يفضي إلي غير المراد ، و لا اسراعا قد يدفع بالمرء الي تجاوز حده و مغالبة قدره .
إن الغاية لا تبرر الوسيلة ، ببساطة لأن الغاية متحققة و لو بغير الوسيلة ، فأشغل نفسك بتنقية الوسيلة لانها هي كل ما هو مطلوب منك .
لا التحالف مع الشيعة ينفع .. و لا الترخص في التحالف مع العدو الامريكي ينفع و لو كانت الغاية خيرا .
تركنا ما نحن له من وسيلة و شغلنا ما ليس لنا من غاية و انجاز الأمر .
فوقع منا شبه من مثل ما اعتقد أهل الدنيا ، أن الارادة منا و أن الفعل نفسه هو ما يحدد النتيجة .
اللهم سلامة و رشدا و نجاة من الفتن .