“ طبول الحرب تدقّ..” الحرب العالمية الثالثة.

و عليكم السلام ورحمه الله وبركاته
أختي الكريمة ،
الحرب العالمية بدأت منذ مدة ، لكن ان كنت تقصدين الألعاب النارية و القنابل و الطائرات فهي مازالت بعد في طور التحضير .
الحرب العالمية الثالثة مصطلح صغير يخفي تحته خطط بالغة التعقيد تليق بأهداف اعقد و امكر من كل الخطط العسكرية و السياسية .
بداية الحرب العالمية الثالثة كانت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
الهدف ليس الرياض في ذاتها و لا اي عاصمة عربية ، الهدف هو كل العالم ، و علي الادق كل بيت و كل اسرة .
ما ترينه و تسمعينه هي مسرحيات اعد لها سلفا من قبل كل المشاركين بها ، و ان لم يعلم بها الجيوش و القادة . و السؤال هو من كان يعلم بها اذا ؟!
الجميع و لا أحد في نفس الوقت .
كل واحد في كل زمن في كل منصب أعطي قطعة صغيرة من العمل و المهام ، انه يعلم جيدا انه يمثل دورا في أمر ما ،لكن ما هو ؟. لم يعط احد الحقيقة كاملة ، فقط قطعة من المعرفة تفيده فقط في القيام بدوره .. اسلوب التدرج الماسوني تسري قاعدته علي الجميع .
المستهدف يا اختاه هذه المرة هو كل البشر ، آدم نفسه في كل جين من جيناته التي تركها في ذريته .
الحرب القادمة يراد بها تدمير البشر روحيا تدميرا حد الفناء ، اما تلك الالعاب النارية و غيرها فمجرد مظهريات شكلية في بعض الاحيان ، و احيانا اخرى ادوات تستخدم ساعة و ساعة .
والله من وراءهم محيط .

نعم اختي الكريمة هي مجرد مسرحيات ،
ليس بين الشيعة و الصهاينة عداء حقيقي ، هم فقط يستغلون تمثيليات العداوة بينهم لخدمة اغراضهم و تمرير مصالحهم في الداخل و الخارج .عدوهم المشترك هو العرب ، و العرب خاصة دون بقية اهل الاسلام ، و كل واحد له أسبابه و دوافعه .
اما عن كل ما يحدث علي الساحة فكلها خطوات محسوبة و متزامنة للوصول الي الهدف النهائي .
ما نعيشه في عصرنا الحالي هو الخطة الاخيرة لمخلوق يائس يعيش منذ دهور تدفعه الضغينة و لا يبخل بالمكر في سعيه .
ان الامر اقترب جدا من يديه حتى يكاد يلمسه وولهذا فسيقاتل بضراوة و مكر غير مسبوق ، سياط لوعته و رغبته تلهب ظهره .
كل من ترينهم علي الساحة بلا استثناء الا عدد اصابع اليد من قادة و مؤثرين قد وقعوا في حباله ، أكثرهم عن سوء نية و قليل منهم بغباء .
التيك توك و الانستاجرام و اليوتيوب و غيرها بكل ما فيها من سفاهة و علوم مخلوطة و نظريات مغلوطة و هرطقة في كل فن و باب هي جوهر الحرب العالمية الثالثة .
الحرب العالمية الثالثة مخطط متعدد الجبهات و الادوات هدفه الظاهر هو السيطرة علي الموارد و النفوذ ، و هدفه الخفي هو نظام حكم عالمي جديد ، كما كانت عصبة الامم ثم الامم المتحدة و مجلس الأمن نتائج الحربين السابقين ، و الهدف الاخفى و الاعمق هو الوصول بالبشر الي الخواء الروحي و الديني و النفسي حتى يصبحوا كالانعام المتسافدة ، لا يعرفون لهم ربا و لا لحياتهم غاية غير المتعة الصرفة .
للوصول الي ذلك الهدف لابد من التهيئة الممتدة علي عقود من خلخلة الثوابت و التشكيك في الاعراف و تنابذ اهل الحق و اختلاف كلمتهم و اغرائهم ببعض حتى لا يبقى للخير مثال او قدوة او نموذج ناجح يسترشد به الناس في الظلام المخطط له .
ثم الطرق بمطارق الازمات و الكوارث و الوباء و الغلاء ، و كل هذا من قدر الله ، فقد سبق من الله و رسوله التحذير ان من يفعل هذا يلقى ذاك ، لكن من يسمع ، كل واحد و جماعة مفتون بهواه و يعتقد انه سينجو و أنه مختلف .
و في الوباء و الغلاء مع قلة الدين و العلم تكثر الأسئلة الوجودية ، لماذا يفعل الله هذا ؟! لماذا لا ينصرنا ؟! لماذا لا يجيب دعاءنا ؟! هل يسمعنا ؟! هل هو موجود اصلا ؟!!!!!!
مقارض الفقر تقرض و الألم شديد و لا علم رصين يصف دواء ، أما النفس فقد نزعوا منها عزيمة الصبر علي المكاره و تعلقت بالملذات و حب الدنيا ، فكل خسارة لمتاع منها و لو كان قليلا خسارة فادحة ، فمن يصبر ؟! و من يعلم ؟!
حتى اذا بلغ الناس مبلغهم من الجزع و اليأس و لم يعرفوا لهم ربا يدعوه و لا عندهم صبر يتكئكوا عليه قبلوا بأول ناعق ، و باعوا أنفسهم لجبل الخبز ، و كان أول منقذ لهم من هذه الفوضى إلها متبعا و ربا يعبدوه .
لعله ان صدق توقعي فاننا نشهد و سنشهد المزيد في الايام القادمة من التلاعب بالنبوؤات و تلويع الناس بقربها ثم نزعها من بين اصابعهم ثم تعاد الكرة بعد الكرة ، و في كل مرة يسقط من يسقط بالخذلان و مرارته ، لكن كلا إن وعد الله حق و ان نصره آت.
والله من ورائهم محيط .

.
نسأل الله الهداية والثبات والسلامة 
ونعوذ بالله من الفتن والمحن.
بارك الله فيكم.
.