الشَّامِلُ لِرُؤَى المَهْدِيِّ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشَّامِلُ لِرُؤَى المَهْدِيِّ

مُنتَدَى إِسْلَامِيٌّ سُنِّيٌّ يُعْنَى بِجَمْعِ رُؤَى المَهْدِيِّ وَ تَعْبِيرِهَا و تَرْتِيبِهَا مَعَ بَيَانِ الرُّؤَى المَكْذُوبَةِ وَ الوَاهِيَةِ
 
الرئيسيةس .و .جبحـثأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» كلام عجيب!
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyاليوم في 1:38 am من طرف رُقيّة..

» المظاهرات الطلابية
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyاليوم في 12:03 am من طرف رُقيّة..

» غامضة
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyأمس في 11:48 pm من طرف محمد حسين

» رجل ينشر ملابسه المغسولة
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyأمس في 11:37 pm من طرف محمد حسين

» يريدون سرقة تاج الملوك
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyأمس في 9:42 am من طرف يوسف

» عندما يصير الكرتون بخمسين
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyالثلاثاء أبريل 30, 2024 11:07 pm من طرف ياسر 337

» شرب خمر
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyالثلاثاء أبريل 30, 2024 9:44 pm من طرف ياسر 337

» يأجوج ومأجوج
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyالثلاثاء أبريل 30, 2024 9:30 pm من طرف احمد المفلح

» بشرى
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyالثلاثاء أبريل 30, 2024 5:37 pm من طرف احمد المفلح

» صورة وتعليق.. (شاركونا)
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyالثلاثاء أبريل 30, 2024 2:46 pm من طرف رُقيّة..

» « الـحـداثـيـيـن »
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyالثلاثاء أبريل 30, 2024 12:14 pm من طرف رُقيّة..

» المهدي المنتظر 2024
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyالثلاثاء أبريل 30, 2024 11:43 am من طرف راجي عفو ربه

» “ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ”
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyالثلاثاء أبريل 30, 2024 7:49 am من طرف ياسر 337

» المهدي المنتظر 1445
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyالإثنين أبريل 29, 2024 7:54 pm من طرف راجي عفو ربه

» « رؤيا في أمي » بارك الله فيكم.
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyالإثنين أبريل 29, 2024 7:52 pm من طرف راجي عفو ربه

» احمد الممفلح هذه هي الرؤيا التي حدثتك عنها
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyالإثنين أبريل 29, 2024 3:58 pm من طرف احمد المفلح

» « اذا علم الله صدقك’ هداك إلى الحق. »
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyالإثنين أبريل 29, 2024 2:14 pm من طرف رُقيّة..

» « أحداث نهاية العالم» وهل نحن على أعتاب النهاية؟
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyالأحد أبريل 28, 2024 2:52 pm من طرف رُقيّة..

» وصية علي بن أبي طالب
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyالسبت أبريل 27, 2024 4:18 pm من طرف محمد حسين

» وصية للخليفة المامون
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyالسبت أبريل 27, 2024 4:14 pm من طرف محمد حسين

» بشرى وتحذير لأهل فلسطين
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyالجمعة أبريل 26, 2024 11:20 pm من طرف محمد حسين

» رضيع يقرأ سورة الطارق
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyالجمعة أبريل 26, 2024 7:50 pm من طرف احمد المفلح

» تحية من الشيخ محمد المبيض
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyالجمعة أبريل 26, 2024 5:08 pm من طرف رُقيّة..

» “ يارب قد طال البلاء على أهل غزة، وعظم الخطب وانت ارحم الراحمين”
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyالجمعة أبريل 26, 2024 11:29 am من طرف رُقيّة..

» ياااااارب نجينا، وارحمنا برحمتك يا ارحم الراحمين (فضفضة) .
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyالجمعة أبريل 26, 2024 2:28 am من طرف رُقيّة..

» نزع الكعبة لكسوتها..! علامات وإشارات .
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyالخميس أبريل 25, 2024 1:52 pm من طرف رُقيّة..

» الحوت الأزرق ورجل أسود الوجه يسرق أحد طفليه
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyالخميس أبريل 25, 2024 4:32 am من طرف محمد حسين

» المهدي و الحوت الأسود
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyالخميس أبريل 25, 2024 4:28 am من طرف محمد حسين

» أيام الصمت فيها خير من الكلام
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyالخميس أبريل 25, 2024 4:17 am من طرف محمد حسين

» “ شر البلية ما يضحك! “
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyالأربعاء أبريل 24, 2024 2:07 pm من طرف رُقيّة..

» عن القضاء و القدر و الفرق بينهما .
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyالأربعاء أبريل 24, 2024 11:20 am من طرف رُقيّة..

» رؤية المهدي للرؤى !!
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyالأربعاء أبريل 24, 2024 12:56 am من طرف رُقيّة..

» « إن الوفاء مبارك ، وحسن العهد من الإيمان »
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyالثلاثاء أبريل 23, 2024 11:37 pm من طرف رُقيّة..

» “الشيخ عبد المجيد الزنداني في ذمة الله”
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyالثلاثاء أبريل 23, 2024 3:29 pm من طرف احمد المفلح

» “ الله سبحانه وتعالى قادر أنه يغير الأحداث في لحظة “
أهمية الأخلاق الحسنة Emptyالإثنين أبريل 22, 2024 6:32 pm من طرف رُقيّة..

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 4 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 4 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 283 بتاريخ الأحد يوليو 04, 2021 7:25 am

 

 أهمية الأخلاق الحسنة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الفرزدق
مُنَسِّقٌ عَامٌّ وَ مُعَبِّرُ المُنتَدَى
مُنَسِّقٌ عَامٌّ وَ مُعَبِّرُ المُنتَدَى
الفرزدق


المساهمات : 9401
نقاط : 253
تاريخ التسجيل : 26/12/2017

أهمية الأخلاق الحسنة Empty
مُساهمةموضوع: أهمية الأخلاق الحسنة   أهمية الأخلاق الحسنة Emptyالأحد فبراير 25, 2018 12:35 pm

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

أولًا: الأخلاق الحسنة امتثال لأمر الله ورسوله
تضافرت النصوص من كتاب الله عز وجل على الأمر بالتخلق بالأخلاق الحسنة، ونصت على الكثير منها، فمن ذلك قوله تعالى: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ [النحل: 90].
وقوله تعالى: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [الأعراف: 199].
وقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ [الحجرات: 6].
وكذلك نهت عن الأخلاق المذمومة ومن ذلك:
قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ [الحجرات: 11-12].
ولما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتثل أمر الله تعالى في كلِّ شأنه قولًا وعملًا، ويأتمر بكلِّ أخلاق حسنة ورد الأمر بها في القرآن، وينتهي عن كلِّ أخلاق سيئة ورد النهي عنها في القرآن؛ لذا كان خلقه القرآن. وأيضًا فإن الالتزام بالأخلاق الحسنة امتثال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: فهو الذي يأمر بها ويحض عليها، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن)) [9] رواه الترمذي (1987)، وأحمد (5/153) (21392). قال الترمذي: حسن صحيح. وحسنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (97). .
ثانيًا: الأخلاق الحسنة أحد مقومات شخصية المسلم
فــ(الإنسان جسد وروح، ظاهر وباطن، والأخلاق الإسلامية تمثل صورة الإنسان الباطنة، والتي محلُّها القلب، وهذه الصورة الباطنة هي قوام شخصية الإنسان المسلم، فالإنسان لا يقاس بطوله وعرضه، أو لونه وجماله، أو فقره وغناه، وإنما بأخلاقه وأعماله المعبرة عن هذه الأخلاق، يقول تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات: 13]، ويقول صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله لا ينظر إلى أجسادكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)) [10] رواه مسلم (2564). ويقول صلى الله عليه وسلم أيضًا: ((لينتهينَّ أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا إنما هم فحم جهنم، أو ليكوننَّ أهونَ على الله من الجُعَل [11] الجعل: حيوان معروف كالخنفساء. ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (1/277). الذي يُدَهْدِه [12] يدهده: يدحرج ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/143). الخِراء بأنفه، إن الله أذهب عنكم عُبِّـيَّة [13] عبية: يعني الكبر ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (3/169). الجاهلية وفخرها بالآباء، إنما هو مؤمن تقي، وفاجر شقي، الناس بنو آدم، وآدم خلق من تراب)) [14] رواه الترمذي (3955) واللفظ له، وأحمد (2/361) (8721). وحسنه الترمذي، وحسن إسناده المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (4496)، وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (5482). ) [15] ((الأخلاق الإسلامية)) لحسن السعيد المرسي (ص 24). .
ثالثًا: الارتباط الوثيق بين الأخلاق والدين الإسلامي عقيدة وشريعة
إن ارتباط الأخلاق بالعقيدة وثيق جدًّا، لذا فكثيرًا ما يربط الله عز وجل بين الإيمان والعمل الصالح، الذي تعدُّ الأخلاق الحسنة أحد أركانه، فالعقيدة دون خُلُق، شجرة لا ظل لها ولا ثمرة، أما عن ارتباط الأخلاق بالشريعة، فإن الشريعة منها عبادات، ومنها معاملات، والعبادات تثمر الأخلاق الحسنة ولا بد، إذا ما أقامها المسلم على الوجه الأكمل، لذا قال تعالى: وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ [العنكبوت: 45]، وأما صلة الأخلاق بالمعاملات، فإنَّ المعاملات كلَّها قائمة على الأخلاق الحسنة في أقوال المسلم وأفعاله، والمتأمل لتعاليم الإسلام يرى هذا واضحا جليًّا.
رابعًا: آثارها في سلوك الفرد والمجتمع
(تظهر أهمية الأخلاقية الإسلامية لما لها من أثر في سلوك الفرد، وفي سلوك المجتمع.
أما أثرها في سلوك الفرد فلما تزرعه في نفس صاحبها من الرحمة، والصدق، والعدل، والأمانة، والحياء، والعفة، والتعاون، والتكافل، والإخلاص، والتواضع.. وغير ذلك من القيم والأخلاق السامية، فالأخلاق بالنسبة للفرد هي أساس الفلاح والنجاح، يقول تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا [الشمس: 9-10]، ويقول سبحانه: قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى [الأعلى: 14-15]، والتزكية في مدلولها ومعناها: تعني: تهذيب النفس باطنًا وظاهرًا، في حركاته وسكناته [16] ((خلق المسلم)) لمحمد الغزالي (ص 15). .
وأما أثرها في سلوك المجتمع كلِّه، فالأخلاق هي الأساس لبناء المجتمعات الإنسانية إسلامية كانت أو غير إسلامية، يقرر ذلك قوله تعالى: إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا [العصر: 1-3].
فالعمل الصالح المدعم بالتواصي بالحقِّ، والتواصي بالصبر في مواجهة المغريات والتحديات من شأنه أن يبني مجتمعًا محصنًا لا تنال منه عوامل التردي والانحطاط، وليس ابتلاء الأمم والحضارات كامنًا في ضعف إمكاناتها المادية أو منجزاتها العلميَّة، إنما في قيمتها الخلقية التي تسودها وتتحلى بها) [17] ((الأخلاق الإسلامية)) لحسن السعيد المرسي (ص 26). .
خامسًا: مكارم الأخلاق ضرورة اجتماعية
(إن أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية لا يستطيع أفراده أن يعيشوا متفاهمين متعاونين سعداء ما لم تربط بينهم روابط متينة من الأخلاق الكريمة.
ولو فرضنا احتمالًا أنه قام مجتمع من المجتمعات على أساس تبادل المنافع المادية فقط، من غير أن يكون وراء ذلك غرض أسمى؛ فإنَّه لابد لسلامة هذا المجتمع من خلقي الثقة والأمانة على أقل التقادير.
فمكارم الأخلاق ضرورة اجتماعية، لا يستغني عنها مجتمع من المجتمعات، ومتى فقدت الأخلاق التي هي الوسيط الذي لابد منه لانسجام الإنسان مع أخيه الإنسان، تفكك أفراد المجتمع، وتصارعوا، وتناهبوا مصالحهم، ثم أدى بهم ذلك إلى الانهيار، ثم إلى الدمار.
من الممكن أن تتخيل مجتمعًا من المجتمعات انعدمت فيه مكارم الأخلاق كيف يكون هذا المجتمع؟!
كيف تكون الثقة بالعلوم، والمعارف، والأخبار، وضمان الحقوق لولا فضيلة الصدق؟!
كيف يكون التعايش بين الناس في أمن واستقرار، وكيف يكون التعاون بينهم في العمل ضمن بيئة مشتركة، لولا فضيلة الأمانة؟
كيف تكون أمة قادرة على إنشاء حضارة مثلى لولا فضائل التآخي، والتعاون، والمحبة، والإيثار؟
كيف تكون جماعة مؤهلة لبناء مجد عظيم لولا فضيلة الشَّجَاعَة في ردِّ عدوان المعتدين وظلم الظالمين، ولولا فضائل العدل والرحمة والإحسان والدفع بالتي هي أحسن؟!
كيف يكون الإنسان مؤهلًا لارتقاء مراتب الكمال الإنساني إذا كانت أنانيته مسيطرة عليه، صارفة له عن كلِّ عطاء وتضحية وإيثار؟
لقد دلَّت التجربات الإنسانية، والأحداث التاريخية، أن ارتقاء القوى المعنوية للأمم والشعوب ملازم لارتقائها في سلم الأخلاق الفاضلة، ومتناسب معه، وأنَّ انهيار القوى المعنوية للأم والشعوب ملازم لانهيار أخلاقها، ومتناسب معه، فبين القوى المعنوية والأخلاق تناسب طردي دائمًا، صاعدين وهابطين.
وذلك لأنَّ الأخلاق الفاضلة في أفراد الأمم والشعوب تمثل المعاقد الثابتة التي تعقد بها الروابط الاجتماعية، ومتى انعدمت هذه المعاقد أو انكسرت في الأفراد لم تجد الروابط الاجتماعية مكانًا تنعقد عليه، ومتى فقدت الروابط الاجتماعية صارت الملايين في الأمة المنحلة عن بعضها مزودة بقوة الأفراد فقط، لا بقوة الجماعة، بل ربما كانت القوى المبعثرة فيها بأسًا فيما بينها، مضافًا إلى قوة عدوها.
وإذا كانت الأخلاق في أفراد الأمم تمثل معاقد الترابط فيما بينهم، فإن النظم الإسلامية الاجتماعية تمثل الأربطة التي تشدُّ المعاقد إلى المعاقد، فتكون الكتلة البشرية المتماسكة القوية، التي لا تهون ولا تستخذي) [18] ((الأخلاق الإسلامية وأسسها)) لعبد الرحمن حبنكة الميداني (1/29). .
سادسًا: أهميَّة الأخلاق في الدعوة إلى الله عزَّ وجلَّ
(الذي يظنُّ أنَّ الناس يدخلون في الدين فقط؛ لأنهم يقتنعون عقليًّا فقط، لا شك أنه مخطئ... وكثير من الناس يدخلون في الدين؛ لأنهم يرون أنَّ أهل هذا الدين على خلق، وأن الدعاة إلى الله عندهم أخلاق، والشواهد في هذا الباب كثيرة... فالاستقامة على الأخلاق لها أثر كبير، ونفعها بليغ، ولا أدلَّ على ذلك مما جاء في السيرة النبوية من أنَّ أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم كانت محل إعجاب المشركين قبل البعثة، حتى شهدوا له بالصدق والأمانة.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((لما نزلت هذه الآية: وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ [الشعراء: 214] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلًا تخرج بسفح هذا الجبل، أكنتم مصدقي؟ قالوا: ما جربنا عليك كذبًا. قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد)) [19] رواه البخاري (4971)، ومسلم (208)، واللفظ له. .
وقد بدأ انعكاس الصور السلوكية الرائعة في تأثيرها في انتشار هذا الدين في بعض المناطق التي لم يصلها الفتح؛ إذ دخل في هذا الدين الحنيف شعوب بكاملها لما رأوا القدوة الحسنة مرتسمة خلقًا حميدًا في أشخاص مسلمين صالحين، مارسوا سلوكهم الرشيد، فكانوا كحامل مصباح ينير طريقه لنفسه بمصباحه، فيرى الآخرون ذلك النور ويرون به، وليس أجمل منه في قلب الظلام، وبناء على ذلك الإقبال سريعًا دون دافع سوى القدوة الحسنة، فَرُبَّ صفة واحدة مما يأمر بها الدين تترجم حية على يد مسلم صالح يكون لها أثر لا يمكن مقارنته بنتائج الوعظ المباشر؛ لأن النفوس قد تنفر من الكلام الذي تتصور أنَّ للناطق به مصلحة، وأحسن من تلك الصفات التمسك بالأخلاق الحميدة التي هي أول ما يرى من الإنسان المسلم، ومن خلالها يحكم له أو عليه...) [20] ((موسوعة الأخلاق)) لخالد الخراز (ص 39) (بتصرف). .
سابعًا: أهمية الأخلاق في إضفاء السعادة على الأفراد والمجتمعات
لا شك أنَّ السعادة كلَّ السعادة في الإيمان بالله والعمل الصالح، وعلى قدر امتثال المسلم لتعاليم الإسلام في سلوكه وأخلاقه تكون سعادته، فـ(التزام قواعد الأخلاق الإسلامية كفيل بتحقيق أكبر نسبة من... السعادة للفرد الإنساني، وللجماعة الإنسانية، ثم لسائر الشركاء في الحياة على هذه الأرض وذلك بطريقة بارعة جدًّا؛ يتم فيها التوفيق بالنسب المستطاعة بين حاجات ومطالب الفرد من جهة، وحاجات ومطالب الجماعة من جهة أخرى، ويتم فيها إعطاء كل ذي حق حقه، أو قسطًا من حقه وفق نسبة عادلة اقتضاها التوزيع العام المحفوف بالحق والعدل.
فمن الواضح في هذا العنصر أن أسس الأخلاق الإسلامية لم تهمل ابتغاء سعادة الفرد الذي يمارس فضائل الأخلاق ويجتنب رذائلها، ولم تهمل ابتغاء سعادة الجماعة التي تتعامل فيما بينها بفضائل الأخلاق مبتعدة عن رذائلها.
وروعة الأخلاق التي أرشد إليها الإسلام، تظهر فيما اشتملت عليه من التوفيق العجيب بين المطالب المختلفة للفرد من جهة، وللجماعة من جهة أخرى، وتظهر فيما تحققه من وحدات السعادة الجزئية في ظروف الحياة الدنيا، بقدر ما تسمح به سنن الكون الدائمة الثابتة، التي تشمل جميع العاملين، مؤمنين بالله أو كافرين، أخلصوا له النية أو لم يخلصوا) [21] ((الأخلاق الإسلامية وأسسها)) لعبد الرحمن الميداني (1/82). .

منقول.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alchamil.ahlamontada.com
 
أهمية الأخلاق الحسنة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اكتساب الأخلاق
» التدرب على الأخلاق
» أهمية السلوك الإيجابي
» خصائص الأخلاق الإسلامية
» أقسام الأخلاق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشَّامِلُ لِرُؤَى المَهْدِيِّ :: القِسْمُ الشَّرْعِيُّ :: تَزْكِيَةُ النَّفْسِ ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا )-
انتقل الى: