هل يعقل أن يرفض المهدي البيعة مع علمه أنه المهدي الخليفة ؟

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

في موضوع نشرناه اليوم عن الكلام عن رؤيا شخص يظن انه المهدي في المنام في قسم بريد الرؤى ، سألتنا أختنا كلمات مشرقة أسئلة عن المهدي و هل يمكن ان يعلم انه المهدي و مع ذلك يرفض البيعة كارها لها .
و صورة السؤال مبنية على جزءين : الاول هل المهدي يعلم انه المهدي قبل البيعة ؟
و الثاني : هل يبايع مكرها ؟ و لماذا ؟

فأما الشق الثاني فقد اخبرنا عنه نبينا محمد صلى الله عليه و سلم ، و كفى به صادقا أمينا .
يبقى سبب كرهه لها سأشرحه بعد قليل .

اذن فالمهدي سيبايعه المسلمون و هو كاره لها سواء علم بمهديته او كان في غفلة عنها ، فانه سيبايع مكرها .

فان كان جاهلا لحظة البيعة بمهديته و كرهها فله أسباب عدة .
اما خوفه من تكرر حادثة جهيمان و وقوعه في الالحاد في الحرم ، فيكره ذلك و ينفر منه .
و اما انه أصلا لا يحب الزعامة ، فيأنف منها طلبا للخمول و الانقباض عن الخلق ، كحال سيد التابعين أويس القرني رحمه الله تعالى .
و اما ان الامر يهجم عليه فجأة فهو غير مهيأ نفسيا فيكرهه و لا يتقبله عقله .
و اما غير ذلك من الامور المحتملة عقلا و منطقا .
فكل هذا وارد و ممكن .
فهذا وجه للمسألة
و وجه آخر لها ان نقول : ان المهدي يشك في نفسه انه هو المهدي ، فاذا بويع خشي ان لا يكون هو المهدي الحقيقي ، فبالتالي فهي بيعة هدر و خطأ فيكرهها ، لهذا السبب و للأسباب السالفة .
و آخر الوجوه الواردة : ان المهدي متيقن تماما من مهديته و انه هو خليفة المسلمين و الموعود به اخر الزمان .
فهنا نتطرق الى موقفه تجاه ذلك قبل البيعة .
فانه لا يخلو اما ان يكون قابلا لذلك او رافضا له .
فان كان رافضا له نافرا منه فانه بالتأكيد سيبايع مكرها على ذلك ، لانه اصلا رافض للفكرة .
و اذا كان عالما بمهديته تماما و قابلا للفكرة و مقتنعا بها و مؤتمرا لأمر الله و اختياره له ، و راغبا فيما عند الله ، و متحمسا لنصرة الدين و عباد الله المؤمنين و قمع و جهاد الكفار و المنافقين و غير ذلك مما يدور في صدره ، فهذا قد تيقن و وافق على ذلك .
فهذا الرجل إذا بويع مع كل هذا و كره هذه البيعة فلا بد أن نفهم أسباب هذا الكره .
فهناك سبب او اسباب لا يعلمها الا الله تعالى .
فمنها خشية المهدي من ان هذه البيعة ليست هي البيعة التي يعقبها الخسف ، فمشكلة كبيرة اذن .
بمعنى ان البيعة الحقيقية ليس هذا وقتها .
فبالتالي ستكون ردة فعل امن الحرم قوية له و لمبايعيه و النتيجة خطيرة للغاية ، فلا خسف و لا خلافة الان .
فهذا ممكن
و اما انه سيكون كارها لها لوسواس شيطاني له حينها ، فيقذف في نفسه الشك انه المهدي ، فيدخل الشك في قلب المهدي حينها و يكرهها .
و اما لأن المهدي سيغير فكره اخر ايامه و يحذف فكرة المهدية من دماغه فيبايع و هو زاهد فيها .
و اما غير ذلك من الاسباب ..
لذلك فكرهه لها كره حقيقي ليس مصطنعا ، و الموقف حرج للغاية و حساس جدا ، و يحتاج المهدي فيه الى قوة نفس و ثبات قلب و قدم و شجاعة و مواجهة و تدابير اخرى سأذكرها ان شاء الرحمن في موضوع خاص مهم للغاية ..

و الله اعلم .

انا شخصيا من خلال كثرة بحثي في الرؤى و النصوص ظهر لي انه متيقن من نفسه انه المهدي و انه سيكرهها زهدا في الدنيا و حبا للخمول ، و يأبى الله الا ان يتم نوره .

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً أخي الكريم..... ما شاء الله تحليلات منطقية وتطرقت لجميع الاحتمالات بوركت جهودك أخي الفاصل
وفعلاً الأمانة عظيمة جدا فكيف بحمل أمانة أمة بأكملها.... أظنه كارها للبيعة إما لخوفه من حمل الأمانة خوفا من الله فلو قرأ المهدي قصص خوف الخلفاء الراشدين من هذه الأمانة لو قرأ عن زهدهم وعدلهم وبكائهم واستغفارهم وغير ذلك لربما يقف شعر رأسه وتبيض خصل شعره وينحل جسده  .ويشحب لونه... فلا تجده الا شاردا أو مهموما وغارقا بهموم الأمة ..... فينأى بنفسه عن هذه المسؤولية والأمانة ويتهرب منها هذا سبب مقنع لا بأس به .... أو لربما كما ذكرت سابقاً لشكه بنفسه وعدم تيقنه من مهديته وهذا ما أرجحه والله اعلم .... والموضوع له أكثر من احتمال ولا مانع من الاجتهاد به والله اعلم منا جميعا


قال الله تعالى: ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) الأحزاب / 72 .

و اياكم اختي الكريمه
الموضوع اجتهادي بحت ، لم تتعرض له لا آية قرآنية و لا حديث صحيح واضح بين .
لذلك فهو يخضع للاجتهاد و استعمال الرؤى الصادقة التي قد تفيد في الموضوع .