كيف يكون المهدي سياسيا محنكا ؟

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

تحتل السّياسة جانبًا مهمًّا في حياة الزّعماء والقادة، كما يتعلّق الكثير من الكتّاب والمحلّلين بالسّياسة باعتبار أنّ الكتابة فيها هي مهنتهم التي يتكسّبون منها أو هي هوايتهم التي تستهويهم وتلامس شغاف قلوبهم، وذلك لما في السّياسة من مفاجآت ومغامرات وتشويق أحيانًا فالإنسان عربيًّا كان أو غربيًّا يقبل يومًا بعد يوم على متابعة أمور السّياسة والأحداث السّياسيّة في المنطقة والعالم بسبب تأثيرها على حياة النّاس.
وقد برع الكثير من السّياسيين عبر التّاريخ في قضيّة السّياسة وإدارة شؤون الدّولة الخارجيّة والدّاخلية وقد مثّلت السّياسة لهؤلاء وغيرهم سبيلاً للخروج من المآزق والأزمات، فأن تكون سياسيًّا بارعًا فهذا يعني أن تكون قادرًا على خدمة وطنك بكلّ السّبل والوسائل وأن تصل بها إلى برّ الأمان، وحتّى يكون السّياسي رجلاً محنّكًا ينبغي له أن يتّصف بعدّة صفات.

صفات السياسي المحنّك :

القدرة على الخطابة والتّأثير في النّاس، فعلى مرّ التّاريخ كان السّياسي النّاجح والمحنّك هو الرّجل القادر على أن يتكلّم في جموع النّاس بكلامٍ مؤثّر وبليغ يبعث فيهم الحماسة ويدغدغ مشاعرهم ويثيرها للاهتمام بقضيّة معّينة، فجموع النّاس مهما كانت مشاعرها تحتاج إلى من يستطيع بحنكته وكلامه أن يخرج تلك المشاعر لتترجم أفعالاً على أرض الواقع، وفي الحديث (إنّ في البيان لسحرًا)، وهذا يعني أنّ بعض الناس يمتلكون موهبة سحر النّاس بكلامهم المنمّق والمؤثّر بحيث يلتفون طواعية حول صاحب الفكرة والرّسالة .

القدرة على المفاوضات، فالسّياسي المحنّك ينبغي أن يكون مفاوضًا ناجحًا قادرًا على إدارة دفّة الحوار مع خصمه حتّى يحقّق الهدف من الحوار، كما أنّه مفاوض ناجح يستطيع من خلال مفاوضاته انتزاع الحقوق بأقلّ الخسائر أو التّنازلات .

السّياسي المحنّك يتعلّم باستمرار من دروس التّاريخ، وينظر في أحداث التّاريخ نظرةً ثاقبة متبصّرة لاستنباط الأساليب الصّحيحة في الحكم والسّياسة الرّاشدة، فالتّاريخ يعيد نفسه كما يقال والسّياسي الذّكي من يكون قادرًا على تجنّب الأخطاء التي وقع فيها السّياسيّون عبر التّاريخ .

السّياسي المحنّك قادر على اتخاذ القرارات التي يرى أنّها الصّواب في الوقت المناسب والزّمن المناسب وبدون تردّد، ومن خلال الموازنة بين الإيجابيّات والسّلبيّات وتغليب المصلحة العامّة

منقول.

وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته
من الاخر كل سياسي كذاب
قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا يَنْصُرُ اللَّهُ هَذِهِ الأُمَّةَ بِضَعِيفِهَا بِدَعْوَتِهِمْ وَصَلاتِهِمْ وَإِخْلاصِهِمْ»

والله اععلم

الكذب حرام في الدين، و السياسي المؤمن المحنك يحرم عليه الكذب و الغدر و الغيانة، و ليس مطالبا بالاخبار عن كل شيء و التصريح عن استراتيجياته و غيرها، و يجوز له التورية بالكلام و التعريض و الكلام بما يفهم منه شيء اخر..
سأضرب لك مثلا :
لنفترض ان المهدي سيغزو غدا اليهود في القدس و يباغت اليهود، فيمكن مثلا ان يلقي خطابا اليوم عن السلام و الحوار و امكانية التفاوض مع اليهود ، فهذا سيعطيهم الامان و يجعلهم ينامون بهدوء ، و الفعل سيكون معاكسا تماما.
و مثلا لذلك ايضا انه سيحشر عددا هائلا من الجنود في شمال بلاد الحرمين بحجة حماية حدود الوطن و نحو ذلك ، و يكون هؤلاء الجنود قد ابلغوا لهذا الغرض ، لكنه في الباطن انما ارسلهم لفتح المسجد الاقصى...
و اشياء كثيرة من هذا النمط
سأعطيك مثلا اخر..

نفترض انه سيسأله صحفي من الكفار او منا نحن : يقال انكم ستفتحون اراضي اهل الكتاب و القدس و تقتلون اليهود كما جاء في الحديث؟
فهنا ليس كل ما يعرف يقال ، فممكن مثلا ان يقول المهدي : دين الاسلام السمح الحنيف يمنعنا من قتل الأبرياء و يأمرنا بالاحسان للناس كافة ، و هو دين يسر و رحمة و دعوة... الخ.
فهذه سياسة و هو كلام حق صحيح ، و لكنه في نفسه قد أعد لهم   السيوف البتارة التي تقطع أعناقهم...

و الله جل جلاله اعلم و احكم.

جزاك الله خيرا اختي العزيزة كلمات مشرقة ...
أتوقع ايضا ان المهدي سيرزق بزوجة داهية مثله ترى بنور الرحمن، كما استنتجته من الرؤى..
كما انه سيكون له مستشارون دهاة مدربون جيدا...

يااخي الفرزدق
سميها اسم اخر غير اسم السياسي