إنتظار أم تأجيل ؟!

الله يجزيكم الخير .
لست بشيء .
نسأل الله السلامة والعافية في الدين و الدنيا .

اسماعيل كتب:

فلا تؤجل عملك حتى تأتي اللحظة المناسبة ، في الواقع انت بالفعل في كل اللحظات المناسبة .

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
هذه بالفعل تُنقش و تدرّس،
أحسن الله إليك أخي إسماعيل.

أحسن الله إليكم يا شيخ صقر .
ليس ما قلت بجديد .
فقط اردت أن اذكر ، لعلي انتفع بمن يصله .

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

{ ‏‏يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ }

إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)


اعتقد والله اعلم ياااخي اسماعيل انك لم تفهم معنئ الامانة علئ معناها
وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ (30)


للاسف هناك مايوجد بين الانتظار والتاجيل وهو الصبر والامل والله اعلم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الاخ الكريم يوسف .
لا تحمل كلامي ما لم اقصده .
و لا تظن في شخصي ما لم ادعيه ، و لا في نيتي ما ليس منها ، لا يعنيني شيء مما تستعظمه ، و مرادي اهون بكثير جدا مما يدور في خلدك .
أنا كل ما يهمني هو من هم مثلي ، لا أريد لهم - او لنفسي - ان تنصرف همتهم و شغلهم عما هم له من الحاضر الي ما قد لا ندركه في المستقبل و تحول بيننا و بينه الحروب و الفتن و ربما الأجل.
هو طعام قدم لنا ، و بعضنا يصر علي الجوع حتى يأتيه طعام ليس من حظه و إنما حظ غيره .
أما الأمل في اطلاقه فلم أذمه و لا اعيبه علي أحد.
لكن الأمل يكون في الله ، و الهمة متعلقة بحسن التصرف فيما لدينا من وقت و فسحة الأجل قبل الموت ، لا بكثرة التمني علي الله في واقع غير الواقع ، هو ذا نصيبنا من الحياة ، فلنرضى به و نحسن التصرف فيه .
هناك حروب و فتن علي الابواب ، قد يهلك فيها خلق كثير ، و لا مجال و لا فسحة كبيرة في الوقت للاستكثار من الاعمال و الخير ، و هؤلاء و نفسي من عنيت و أخاطب .
أما أولئك الذين دأبوا علي النظر للعوام علي مجرد انهم ارقام و تضحيات ضرورية أو كما يقال Collateral Damage ,، لا يهم ما دامت المهمة الاساسية تتحقق و تمضي ، فلست من هؤلاء و لا احبهم ، هذه النظرة المتعالية نظرة سقيمة .

و هؤلاء مخطئون في الفكر و المعتقد ، المهدي ليس هو الغاية الكبرى و لا الهدف الاسمى ، بل هذا صورة اخرى من صور المعتقد الصوفي فيه الذي جعله غاية الله من البشر و عليه و له تدور الافلاك!!

المهدي لا يأتي ليحول بين الناس و بين مصيرهم الذين يخشون ملاقاته من ويلات و حروب و امتحانات صعبة ، و لا هو بالذي يأتي ليشبع رغبة البعض في التمتع بازمان السطوة الإسلامية.
هذا الفهم لنبوءة المهدي هو فهم صاغته اماني و تصورات مسبقة ، و فهم مغلوط عن مراد الله للناس من الدنيا .
كم يدوم حكم المهدي ؟!  المكثر يقول عشرين عاما .. ثم ماذا ؟! القحطاني - ان صح انه بعده - عشرين سنة اخرى ؟! ثم ماذا ؟! .. فتن اخرى تتوالى . حتى تقوم الساعة علي شرار الناس .
فتن من قبله و فتن من بعده و أربعين عاما علي الاكثر من السلامة ؟!
متى نرى ان الفتن هي الاصل و ان غيرها هو الاستثناء ؟!
الحياة كلها فتنة ، و هذا هو الاصل فيها ، فمما نهرب ؟! و إلي أين ؟!
الاحداث المفصلية في تاريخ طويل للدنيا من الفتن هي تدخل إلهي رحيم لتصحيح مسار اتخده الناس بأيديهم حتى يكاد يفضي لهلالكهم ، لكن هذا التدخل ليس الاصل ، و لا لاعفاء الناس من طريق الامتحان ، الذي هو نفسه طريق كسب الدرجات و الفوز بالجنة .
هذا التدخل الرحيم هو تفضل إلهي خالص ، لإعطاء الناس فرصة لالتقاط الأنفاس قبل استكمال الرحلة ، و ليس لاعفائهم من الطريق و السير .
حدث هذا التدخل ببعثة الله للانبياء و الصالحين ، و حدث في أمتنا ببعثة النبي ﷺ ، و من جاء بعده من الصالحين ، حدث في زمن التتار ، حدث في زمن الصليبين ، حدث و مازال يحدث بصور خفية اقل لمعانا - في أعيننا نحن - في كل منعطف ، و لكننا مازلنا نصر علي لون واحد من التدخل ، و شكل معين من العطية . و الأسوأ من هذا هو ترك الانشغال بصاحب الأمر كله إلي الوسيلة التي يصرفها لنا ، و التعويل علي قادم و ترك الحاضر ، و التعويل علي غائب و ترك من لا يغيب أبدا .
بخلاف هذا ، فهذا زمن المسير و هذا وقته لكل واحد منا ، حياة كل امرؤ الشخصية هي امتحانه و طبق طعامه الذي قسمه الله له ، فلا يسرف في النظر إلي طعام غيره ممن قد لا يلحق بهم و تبغته الفتن أو الأجل .

يااخ اسماعيل انا فاهم جدا ما تقول ولست متعجب من ذلك

ولكن اعتقد والله اعلم ما كنت لتكتب هذه الكلمات وانت واقف الان في ارض غزة

من قال لك ان الشيخ يوسف ينتظر في المهدي هذا تصور وفكر البعض من اجمل الكل واستثنئ نفسه

لهذا اقول لك
لن يظهر المهدي حتئ يصبح امثالي وامثالك يتمنون ذلك
والسبب واضح الا وهو الاحساس بحرق الجمرة من الجميع والله اعلم

اخي ،
لا تزايد علي في أهل غزة .
قريبا سنصبح جميعا كأهل غزة .
و لو تفقه قولي لعلمت أن أهل غزة في خير و نحن الذين في شر .
أتعلم متى يظهر المهدي و لماذا لم يظهر لاحداث غزة او غيرها من تكالب الأمم؟!
يظهر علي اختلاف بين الناس يكادوا يضربوا فيه رقاب بعض و يرتدوا كفارا ، مصيرهم النار .
أما ما فيه اهل البلاء كغزة و غيرها من الثغور فهو بين حق و باطل ، طريق اخره الجنة بفضل الله و رحمته .
المهدي لا يظهر لننتصر علي عدونا الخارجي أو يكفينا اهل الكفر .. كيف و مجالدتهم جسر الي الجنة ؟!
انما يظهر حين يتنافس اهل الايمان و الاسلام الدنيا بينهم حتى يكادوا يقتلوا بعضهم تقتيلا ، و يظلموت بعضهم ظلما تضج الارض له ، و هذا هو طريق النار لا غيرها .
افهم يا اخي مراد الله لنا ، و مراد الله لظهور المهدي من الاثار و الاحاديث و حتى الرؤى .

المهدي ليس طالوت الذي نقاتل في سبيل الله معه .
بل هو كجده المصطفى صلى الله عليه وسلم ، يصلح الله به بين عباده المسلمين و يكفيهم الدنيا التي يتنافسوها بينهم فكادت ان تهلكهم و يهلكوا بعضهم البعض فيها.