«  تعبير الرؤى بين العلم والفراسة. »

قال الله عز و جل : " وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ "
قال الطبري في تفسيره: وقوله: (ويعلمك من تأويل الأحاديث) يقول: ويعلمك ربك من علم ما يؤول إليه أحاديثُ الناس، عما يرونه في منامهم. وذلك تعبير الرؤيا . (7)
* * *
18691- حدثنا القاسم ، قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد: (ويعلمك من تأويل الأحاديث) قال: عبارة الرؤيا.
18792- حدثني يونس ، قال، أخبرنا ابن وهب ، قال، قال ابن زيد ، في قوله: (ويعلمك من تأويل الأحاديث) ، قال: تأويل الكلام: العلم والكلام. (
وكان يوسف أعبرَ الناس، وقرأ: وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا . [ سورة يوسف : 22]. .

فالتعبير من العلوم و الاصل فيه انه هبة من الله ، و كل واحد علي حسب ما يناله من الهبة ، و قد رأيت من عامة الناس من يعبر رؤيا نفسه و يصدق ، غير انه لا يجيد ذلك لغيره ، و منهم عكس هذا .
و أما جعله حرفة و حصرا ، فهذا من حظ النفس في طلب الرياسة و التمايز .
و كذلك الانبراء له و التجرؤ عليه بلا غاية كريمة من مساعدة الناس في فهم ما يصلهم من رؤى و ازالة حيرتهم ، و من ابتغى به صولا او رفعة ثبت فيما رأينا من احوال بعضهم انه ينتكس فيه فيتخبط بعد هدى ، و هذا من أدل الدلائل انه هبة يصرفها الله او يمنعها .
و حضور الرموز و الاوجه في التعبير شأنه شأن كل ما يجول في الخاطر ، لا يأتي إلا بتوفيق ، و قد يكون المقصود بالتوفيق هو صاحب الرؤيا ، فيستخدم الله المعبر لمنفعته و يفتح له ، و ان لم يكن المعبر أهلا لها . و هذه النقطة من احد تفسيرات الحديث ان الرؤى تقع علي ما يكون تعبيرها ، فان القدر يدخل في صرف الرؤيا للرائي و في صرف تعبيرها للمعبر ، فيكون التعبير من القدر المحيط ابتداءا و انتهاءا ، و ان كان الظاهر للبشر و غيرهم ممن لا يعلم القدر و الغيب ان التعبير يوقع الرؤيا عليه كما دل ظاهر الحديث الشريف .
و لا احب من المعبرين المشهورين إلا من كان خفيض النفس ، قريبا من الناس صدوقا ، و ما ازال اترقب بذي الانفة منهم حتى يدركه طمس البصيرة ، و هو مدركه لا محالة إلا يرجع .
و التعبير كله من اوله لاخره ظن راجح في أحسن احواله ، فلا يغتر رائي او معبر .
فالله اعلم بالحق .

احمد المفلح كتب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهم نقطة لتعبير رؤيا ما ان يعرف المعبر مستوى قرب الرائي من الله سبحانه وتعالى ومن هذه النقطة ينطلق  
.
.

.
السلام عليكم 
طيب، وإذا كان الرائي غير مسلم ؟ 
 (وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف)
.