المهدي, بين التأصيل العلمي والرجم بالغيب.

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله. أما بعد فقد استوقفتني كثير من المواضيع الموجودة في المنتديات ووسائل التواصل الاجتماعي حول المهدي. والتي تتحدث عن أمور غيبية لا يمكن أن ترتقي إلى شيء يعول عليه في تحديد ماهية وحقيقة المهدي بسبب الهلهلة العلمية الموجودة فيها. ومن خلال البحث الذي قمت به قبل سنوات، استنتجت أن أغلب إن لم نقل كل الأبحاث التي تصب في موضوع المهدي ليست أبحاثا أكاديمية، أو أبحاثا تعتمد على التأصيل العلمي المتين، وإنما هي مقالات تشبه إلى حد كبير قصصا خيالية لأحلام الصبيان.
من خلال هذا الموضوع سأتطرق إلى مختلف أنواع تلك الأسباب التي تجعل من هذا الموضوع مزارا لعوام الناس وغوغائهم... دون خواصهم وعلمائهم. وسأقوم بتسليط الضوء على بعض القواعد التي يجب على المسلم الذي ينتمي إلى أهل السنة والجماعة الالتزام بها، وعدم تجاوزها إلى المغالطات والفرضيات غير العلمية. أو المشوبة بعيب من عيوب المعرفة الناقصة.
أولا: أسباب نفسية مرضية معقدة. وأعني بالأسباب المرضية النفسية هي أن الكثير من أصحاب هذه المواضيع يقوم بكتابة المقال أو البحث وفق دوافع غير علمية، وإنما يقوم بذلك وفق دوافع نفسية مرضية محضة، وسأقدم مثالا على ذلك.
• المثال الأول: هب أن شخصا اسمه محمد وأبوه عبد الله، هذا الإنسان مثلا يقوم بكتابة موضوع حول المهدي، ليس لكونه أستاذا للدراسات الإسلامية، ولا لكونه عالما في العلوم الشرعية ولا لكونه يهتم بأمور الساعة وأماراتها، وإنما دافعه يكون أمنية أو أملا في أن يكون هو نفسه المهدي، وهذا يشمل أيضا ما يسمى بمدعي المهدوية، غير أن الأولى نفسية داخلية والثانية تطورت إلى ان أصبحت ظاهرة للناس, تجدهم يهتمون بهذه الأمور لوهم يعتقدون به, وكأنهم يعملون لأنفسهم دعاية ضمنية من أجل جعل القارئ أو المستمع أن كاتب المقال أو صاحبه هو هو نفسه المهدي.
• المثال الثاني: هنا نتحدث عن مرضى الفصام أو مرضى الشيزوفرانيا، هؤلاء الناس معرضون للوقوع في مثل هذه المغالطات العلمية، فيهتمون لموضوع المهدي ليس من منطلق حب التعلم والعلم والمعرفة، وإنما من منطلق كونهم يوهمون أنفسهم أنهم اشخاص غير طبيعيين، أو بمعنى آخر أشخاص لهم فتوحات ربانية أو إعجازية ليست لأحد مثلها. فيقومون ببناء فرضيات أو نظريات وفق أهوائهم، كأن تجدهم يعتقدون أن المهدي من المغرب كونهم مغاربة، أو من مصر كونهم مصريون لا لكونهم وصل البحث بهم إلى هذا الموضع.
ثانيا: أسباب علمية محضة، وهنا نتحدث بالخصوص عن أمر مهم يتعلق بدرجة العلمية التي لدى الشخص، فتجد مثلا شخصا لا يعرف الفرق مثلا بين شروط صحة الصلاة وشروط وجوبها، هذا مجملا، ومن حيث التخصص، تجده لا يمتلك أدنى درجة تمكنه من فهم علم أصول الفقه، باعتباره علما رئيسيا يمكن الفقيه أو العالم أو المعلم من ضبط أدوات استنباط الأحكام من النص. وهذا السبب أشنع من الأول كونه قد يكون مغلفا بلباس العلم، فينخدع به كثير من الناس الذين ليست لهم القدرة العلمية في تمحيص الأدلة الشرعية وتقييمها. لأنهم في الأخير يعرضون الأدلة ولكن بطريقة غير صحيحة.
ثالثا: أسباب نفسية غير مرضية، ويتعلق الأمر بمسألة مهمة جدا، وهي مسألة الميلان نحو المواضيع الغريبة أو التي تتعلق بأمور أكثر إثارة, فيكون الشخص محبا لإثارة مثل هذه النقاشات الغيبية كنوع من أنواع الرغبة في الخوض فيها, وهنا المشكلة, فإن أصحاب هذا السبب قد يضطرون أحيانا إلى الاعتماد على بعض الأدلة غير العلمية حتى يتسنى لهم إشباع الفضول عند القراء أو المشاهدين, فيكون هناك نوع من قلة ضبط الأدلة وكثرة التساهل مع ضعيفها وسقيمها.
وبعد أن تطرقنا لبعض أسباب هذه الظاهرة، فإننا الآن سنقدم الطريقة الشرعية التي يجب على الإنسان أن يتبعها حتى يقوم ببناء اعتقاداته وفق قواعد أهل السنة والجماعة. وسأقدم بعض هذه القواعد دون التي تتطلب درجة علمية عالية لفهمها وتطبيقها. ولهذا نكتفي بالقواعد التي يجب على القارئ أن يعتمد عليها لتقييم أي موضوع يتعلق بالمهدي رضي الله عنه، وهي كالآتي:
- القرآن: يجب أن يكون المقال يتضمن أدلة من القرآن الكريم إن وجدت، وإلا فلا حرج إن تضمن المقال القواعد الآتية. وبالمناسبة فذكر المهدي منعدم في القرآن الكريم.
- السنة: يجب أن يعتمد على صحيح السنة، وإلا جاز الاعتماد على ضعيفها مع وجود القوة في مجموعها.
- الإجماع: يجب أن يتضمن المقال أدلة على الإجماع.
- الاعتماد على أقوال السلف. واجتهاداتهم.
- عدم الاعتماد على أقوال الروافض والمذاهب الفاسدة والمنحرفة. ما عدى أخبار أهل الكتاب إن كانت لا تعارض الشريعة.
- عدم الاعتماد على الاجتهادات الشخصية، من قبيل الأحلام والرؤى.
- عدم الاعتماد على الأحاديث المنكرة.
- أن يكون للمقال هيكل ينسجم مع ما هو متعارف عليه وفق علم أصول الفقه.
وأخيرا. بعدما يتبع القارئ لهذه القواعد والضوابط، ويكتشف الأسباب التي دعت إلى وجود هذا النوع من الظواهر، فإنه يستطيع الابتعاد قدر المستطاع عن العلوم غير الشرعية التي لا تلتزم بالضوابط العلمية، وهي أقرب إلى قصص كليلة ودمنة من المقالات العلمية الرصينة.

بارك الله فيكم الاخ الكريم على طرحكم الموضوع
من اجل ما ذكرتم يجب على الانسان ان يكون متجرد من هوى النفس باشكالها كلها
فمرة تكون الرؤية واضحة فلا يقبلها فقط لانها لا تلائم ما كان يفكر فيه و اظن ان امر المهدي  سيقلب القلوب تقليبا و الله من وراء القصد

السلام عليكم

جزاك الله خير ,اتفق معك بأمور واختلف بأمور , نعم في موضوع المهدي هناك غلو وانحراف كبير , وما دام عالم الانترنت بيد الغرب فمن الصعب غربلة ذلك.


-رغم عظمة مكانة النبي محمد عليه الصلاة والسلام فلم يتم ذكره كثيرا في القران الكريم , فليس بالضرورة ان يكون المهدي موجودا في القران !, ولكن بالتأكيد هناك مثل في القران لقضية المهدي (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ....).

ثانيا : لو اردنا مثلا البحث عن كيفية صنع اسلحه للمجاهدين فهل نحتاج اصول الفقه لذلك ؟ والبحث عن المهدي واحواله نفس الشيء , من الخطأ ان نحصر انفسنا في عالم ضيق , والله سبحانه وتعالى حلل لنا كل شيء عدا المحرّم منه !!

- الشيعة رغم ضلالتهم فهم ليسوا كفار , لا يوجد اجماع من الامه على تكفيرهم كلهم , هل نأخذ من النصارى واليهود ولا نأخذ من الشيعة او الصوفيه المسلمين ؟!

- اذا كان كل المسلمين علماء فقه وحديث فمن سيصنع لهذه الامه الماديات كسلاح ولباس وطعام و و و

- قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: فضلُ العالمِ على العابدِ كفضلي على أدناكم ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ إنَّ اللَّهَ وملائِكتَهُ وأَهلَ السَّماواتِ والأرضِ حتَّى النَّملةَ في جُحرِها وحتَّى الحوتَ ليصلُّونَ على معلِّمِ النَّاسِ الخيرَ.

- بالامس وانا اتصفّح اليوتيوب عن المهدي تمنيت لو هذا الموقع يوقف مسالة الربح لانه صار موقع مسخرة ...فجأة اصبح الكل علماء!

جزى الله كاتب الموضوع خيرا .
و صدق في كلامه .
المشكلة في هذه الأيام ان الكلام عن المهدي تحول من تذكرة الناس بامور الساعة و ما يتبعه من تذكر اليوم الاخر و احوال الاخرة و ما يقتضيه من العمل في الدنيا لتحقيق الفوز في الاخرة الى انه اصبح دعاية و تبشيرا .
فالموغلون في الحديث عن المهدي حولوه من بوابة للفرج الرباني علي الأمة الي أنه اصبح بذاته قبلة و طلبا ، و هذا الشبه تحدثت عنه رؤى بينه و بين عيسى بن مريم سلام الله عليه ، فقد اخرجه الله أية ثم تحول بالضلالة و الغلو الي مراد في ذاته و مرجوا في شخصه ، فنعوذ بالله من الغلو و الضلال .
فمن لم يخلص رجاءه في الله كيف يطمع ان يعطيه الله رفقة المهدي متى ظهر ؟!
للأسف ما من كل ما يحدث مخرج و لا سبيل إلا من الله ، و انما هي اقدار تقضى و لابد تقع .
و أسلم الطرق في هذا هو الاقتصار علي الصحيح من الآثار ، و ترك تعبير الرؤى المبشرة بقرب ظهوره إلا العامة منها في الدلالة ، و إلا فان بعض الرؤى قد جاءت ان المهدي نفسه له قدرة في تعبير الرؤى فلا حاجة له بالتعابير المنتشرة ، ليس فقط لان بعض التعبير غير صحيح او متحيز بالهوى ، لكن حتى الصحيح منه يصف حالا له يشابه احوال كثير من اهل هذا الزمن ، و في هذا مدعاة لنشر التوهم و الشك ثم الافتتان .
و أرى والله أعلم انه لا فائدة من دفع المتوهمين إلا البلاغ ، فالقدر سيجري علي الجميع و بالجميع و لكل واحد دوره ، فاللهم سلمنا ، و نعوذ به ان نضل او نُضل .

إلياس238 كتب:

بارك الله فيكم الاخ الكريم على طرحكم الموضوع
من اجل ما ذكرتم يجب على الانسان ان يكون متجرد من هوى النفس باشكالها كلها
فمرة تكون الرؤية واضحة فلا يقبلها فقط لانها لا تلائم ما كان يفكر فيه و اظن ان امر المهدي  سيقلب القلوب تقليبا و الله من وراء القصد

شكرا جزيلا لكم على هذه الإطلالة الرائعة. في الحقيقة لقد طرحت هذا الموضوع باعتباره يعالج ظاهرة اجتماعية نجدها عند كثير من الشباب والمراهقين وحتى عند بعض الكهول...
وكما تفضلتم به تجريد النفس من الهوى أمر صعب للغاية, وأنا أظن أن الأمر يتطلب علاجا روحيا, يتعلق بعمل ضبط وكبح للنفس عن حب الشهرة أو التكبر أو اتباع العواطف غير المعقلنة.

ولهذا فأغلب من يدعي اتباع المهدي سيكون ممن يحاربه عند ظهوره, لأن أغلبية المجتمعات العربية المتدينة أصبحت تناصر للقضايا المختلفة من جانب عاطفي دون عرض القضية على الكتاب والسنة بتجرد. ولهذا ليس من المستبعد أن تكون عقائد المهدي وقناعاته أمرا قد يقلب القلوب قلبا فضلا عن كونه معجزة إلهية. تحياتي

Averroes كتب:

السلام عليكم

جزاك الله خير ,اتفق معك بأمور واختلف بأمور , نعم في موضوع المهدي هناك غلو وانحراف كبير , وما دام عالم الانترنت بيد الغرب فمن الصعب غربلة ذلك.


-رغم عظمة مكانة النبي محمد عليه الصلاة والسلام فلم يتم ذكره كثيرا في القران الكريم , فليس بالضرورة ان يكون المهدي موجودا في القران !, ولكن بالتأكيد هناك مثل في القران لقضية المهدي (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ....).

ثانيا : لو اردنا مثلا البحث عن كيفية صنع اسلحه للمجاهدين فهل نحتاج اصول الفقه لذلك ؟ والبحث عن المهدي واحواله نفس الشيء , من الخطأ ان نحصر انفسنا في عالم ضيق , والله سبحانه وتعالى حلل لنا كل شيء عدا المحرّم منه !!

- الشيعة رغم ضلالتهم فهم ليسوا كفار , لا يوجد اجماع من الامه على تكفيرهم كلهم , هل نأخذ من النصارى واليهود ولا نأخذ من الشيعة او الصوفيه المسلمين ؟!

- اذا كان كل المسلمين علماء فقه وحديث فمن سيصنع لهذه الامه الماديات كسلاح ولباس وطعام و و و

- قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: فضلُ العالمِ على العابدِ كفضلي على أدناكم ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ إنَّ اللَّهَ وملائِكتَهُ وأَهلَ السَّماواتِ والأرضِ حتَّى النَّملةَ في جُحرِها وحتَّى الحوتَ ليصلُّونَ على معلِّمِ النَّاسِ الخيرَ.

- بالامس وانا اتصفّح اليوتيوب عن المهدي تمنيت لو هذا الموقع يوقف مسالة الربح لانه صار موقع مسخرة ...فجأة اصبح الكل علماء!

أسعدني مرورك سيد أفيريوس. في الحقيقة كلامك هو نصيحة قيمة يجب علي العدول إليها طبعا, كما قلت أصول الدين ليس كل شيء, والمهدي رغم عدم ذكره في القرآن فهو مذكور في الأثر, وبالنسبة لما ذكرته من كوننا نقبل التحديث عن أهل الكتاب ولهذا ليس من المنطقي ألا نقبله ممن ينتمون إلى المسلمين بصفة عامة, هذا أنا معك وأظن أني عملت بمبدأ التأصيل دون ذكر أي اجتهادات شخصية, وأظن كلامك هو الأقرب للصواب. ولو كان المنتدى يقبل تعديل النصوص لضمنت ما كتبته في الموضوع. تحياتي ومودتي

محمد حسين كتب:

جزى الله كاتب الموضوع خيرا .
و صدق في كلامه .
المشكلة في هذه الأيام ان الكلام عن المهدي تحول من تذكرة الناس بامور الساعة و ما يتبعه من تذكر اليوم الاخر و احوال الاخرة و ما يقتضيه من العمل في الدنيا لتحقيق الفوز في الاخرة الى انه اصبح دعاية و تبشيرا .
فالموغلون في الحديث عن المهدي حولوه من بوابة للفرج الرباني علي الأمة الي أنه اصبح بذاته قبلة و طلبا ، و هذا الشبه تحدثت عنه رؤى بينه و بين عيسى بن مريم سلام الله عليه ، فقد اخرجه الله أية ثم تحول بالضلالة و الغلو الي مراد في ذاته و مرجوا في شخصه ، فنعوذ بالله من الغلو و الضلال .
فمن لم يخلص رجاءه في الله كيف يطمع ان يعطيه الله رفقة المهدي متى ظهر ؟!
للأسف ما من كل ما يحدث مخرج و لا سبيل إلا من الله ، و انما هي اقدار تقضى و لابد تقع .
و أسلم الطرق في هذا هو الاقتصار علي الصحيح من الآثار ، و ترك تعبير الرؤى المبشرة بقرب ظهوره إلا العامة منها في الدلالة ، و إلا فان بعض الرؤى قد جاءت ان المهدي نفسه له قدرة في تعبير الرؤى فلا حاجة له بالتعابير المنتشرة ، ليس فقط لان بعض التعبير غير صحيح او متحيز بالهوى ، لكن حتى الصحيح منه يصف حالا له يشابه احوال كثير من اهل هذا الزمن ، و في هذا مدعاة لنشر التوهم و الشك ثم الافتتان .
و أرى والله أعلم انه لا فائدة من دفع المتوهمين إلا البلاغ ، فالقدر سيجري علي الجميع و بالجميع و لكل واحد دوره ، فاللهم سلمنا ، و نعوذ به ان نضل او نُضل .

جزاك الله خيرا أسعدني ردك. في الحقيقة يا أخي محمد حسين كلامك يعكس رغبتك في جعل موضوع المهدي أكثر انضباطا وتأصيلا بسبب كثرة الضلالات والغلو فيه من طرف المهتمين والمتكلمين وبعض الصوفية.

أتذكر أني سمعت كلاما لأحدهم وهو يقول عن المهدي بأنه شخص مسحور, أو شخص فيه علامات جسدية لها علاقة بأولئك الناس الزهريين تخيل من حديث يتنبأ بظهور المهدي إلى شخص يعاني أسحارا ومشاكل نفسية, المشكلة ليست في كوننا ننكر وقوع هذه الأمور بالقدر ما المشكلة متعلقة بمسالة الدليل, عدم وجود أدلة صحيحة يفرض علينا أمرين: الأمر الأول عدم الرجم بالغيب, وثانيا عدم استبعاد أمور قد لا تكون مذكورة في الأثر ولكن لا نحددها ولا نجزم بها والحديث فيها كما قلت ضلال وهرطقة... تحياتي