عيسى عليه السلام و المهدي .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نسأل الله السلامة والعافية في زمن البلاء و الفتن
فقد وقعت اليوم علي مقطع لأحدهم علي قناة علي اليوتيوب ، ظاهر كلامه فيه انه ينفي قول من يقول ان المهدي يمهد لعيسى عليه سلام الله ، و لكن باطن معانيه تلميح بأن مقام المهدي أعلى من هذا ، و إنه و إن لم يصرح فقد كاد يقول أن مقامه فوق أن يجعله ممهدا لعيسى .
و قد وجدت فيما قاله مما لا ينفع السكوت عنه .
فأحب ان اقول ما يلي و أسأل الله التوفيق فيه .
أن من يتبع أصحاب الضلال لابد ان يكون هذا منتهاه و هذا فهمه ، فمن تتبع الضال إبن عربي الذي تكلم بالغيب تخرصا في المهدي و ابتدع له مقاما خاصا لابد ان تكون هذه ثمرة هذه الشجرة الخبيثة.
أما مقام النبوة فلا يدانيه مقام  ، و لا يقارن به صلاح الصالحين ، فإن الله خص الأنبياء بما لم يخص به غيرهم من البشر ، و إنهم كلهم عباده ، لكنهم خير عباده قاطبة .
و من أتى غيرهم إنما يأتي بعدهم ، و لا يقول بأفضلية إمام او صالح علي نبي إلا جاهل و ضال .
و من زادوا في أمر المهدي توقيرا او تحقيرا إنما من أنفسهم ، و لا دليل عليه من صحيح في الاثر و إلا فلياتوا به .
و هذا التعيس صاحب القناة كأنه لا يدري من عيسى عليه السلام ، وجيه في الدنيا و الآخرة ، و من أولي العزم من الرسل ، عبد الله و كلمته ، و إن معتقدي أن المهدي ما يستنكف اذا تزامن مع عيسى عليه السلام ان يمهد له إن أراد منه هذا و قضى له الله به .
و لم يثبت ان المهدي يزامن عيسى عليه السلام إلا بالظن و التدبر في بعض الأحاديث و الاثار و ليس هذا استنتاج لازم ، بل مجرد ظن .. و إنه و إن حدث فلا شك ان عيسى عليه السلام خير من المهدي قطعا .
و الاعتقاد بخيرية الانبياء علي ما عاداهم من البشر عقيدة اهل السنة .
فأحببت التذكرة .
والله أعلم و أحكم.