فلوس اللبان ياكلهم زعطوط ..

فلوس اللبان ياكلهم زعطوط ..
قد يكون هذا المثل الدارجي مضحك لما تقرأه في المرة الأولى .. و قد لا ننتبه للحكمة الكبيرة التي فيه ..
فالمقصود من هذا المثل ..
ان المال الذي تاخده .. على غير الطريقة الصحيحة .. يأت الله بمن ياخده منك عاجلا ..
هذا اللبان كان يغش في اللبن.. و يزيد عليه الماء .. و يبيعه للناس .. فسلط الله عليه زعطوط.. الذي هو الفأر.. فكان يأكل كل ما يدخره اللبان من قمح و مؤونة ...
مع من تلعب يا انسان .. هل تضحك على نفسك..
و الله.. لن تاخد الا ما كتبه الله لك .. و عبثا تحاول.. فقط النفس و الشيطان يزينون لك الباطل .. و ما انت اخد منه شيء ..
أحد أفراد عاءلتي.. كان لديه إحدى عشر مليون دولار .. زيادة على أملاك و عمارات كانت ملكه ... انظروا إلى هذا العدد الهائل.. لكن البخيل ما اخد
شيء .. بقي فقير ..
ما كان يعطي زكاة و لا صدقة لأي احد .. حتى ابناءه و زوجته.. حرمهم من كل شيء ... هو بنفسه عاش عيشة الفقراء .. و من يضلل الله .. لن تجد له وليا مرشدا .. هته عاقبة الظالمين .. هته القصص لعلنا نتذكر ..
منذ شهرين اصابه الزهايمر .. فمنع القاضي عنه حق التصرف في املاكه و أمواله.. و أعطى لزوجته الحق في ذلك ..
و ابناءه كلهم سفهاء .. نزلوا على المال نزول الجاءع.. الذي لم ياكل منذ سنين .. و امهم تعطي لهم اي مال يريدونه .. فهم يشتتونه يمينا و شمالا.. بدون عقل ..
هذا ما أخده هذا السفيه .. كره ابناءه له .. بالتأكيد هم الان فرحين و يتمنون لو يبقى في مرضه .. اكثر و اكثر ..
هذا ما أخده هذا السفيه .. خسر الدنيا و الآخرة.. هته القصص .. لعلنا نتذكر .. هته عاقبة الظالمين..
لا هو تمتع بهذا المال.. و لا هو ربح اولاد صالحين..
و لا ربح رضى الله.. و خسر نفسه و اولاده..
لان المال سلاح ذو حدين.. اما تصعد به أعلى الدرجات أو تسقط به أسفل الدركات...
لو كان يخرج الزكاة ،. كان افضل له ..
لان الزكاة تحصين للمال .. لكن السفهاء عن هذا غافلين.. فيظنون ببخلهم يحافظون على مالهم.. و العكس صحيح.. خسرو انفسهم و اموالهم و ذرياتهم ... و خسروا دنياهم و اخرتهم ..