في أول شوال إختبئوا

السّلام عليكم و رحمة اللّه،
تحديد النسل...
ذلك ما إتّفقت عليه القوى المسيطرة على العالم منذ عقود عدّة، تفاديا لحدوث أزمة "ملتوسيّة" (نسبة لصاحب النظرية tomas malthus )، و التي تتلخّص بإيجاز في أنّ النموّ الدمغرافي المتسارع للإنسان سيفوق يوما ما القدرة على الإنتاج من الموارد الطبيعية للأرض، مما سيتسبب في تقلّب النمط المعيشي للبشر و إنحساره بين المجاعة و اللامجاعة.
الحلّ؟؟؟ اللجوء إلى إفتعال الحروب و المجازر و الأوبئة و خاصّة تحديد النسل. و مع إتّفاق القيادات الرائدة في العالم على هذا المبدأ، بدا العمل بهذا المقتضى، ففي ما يخصّ تحديد النسل، إختارت الصين سياسة الطفل الواحد، أمّا البلدان الأخرى فقد إنتهجوا نهجا آخر، هل تدرون ما هو؟؟
إختاروا التعقيم، نعم، التعقيم القسري.
فتصوّروا إخواني أن إلى غاية السبعينات تمّ تعقيم أكثر من ٤٥ مليون إمرأة في الهند، في أمريكا كانوا يعقمون ١٠٠ ألف شخص سنويّا، و روسيا كذلك أسرفت في هذا الأمر، و كذلك الأمر حتى في بلداننا العربيّة لكن بوتيرة أقلّ.
في السبعينات، تمّ إكتشاف التعديل الجيني على البذور، و خرجت لنا من المخابر الأمريكية ما يسمى اليوم "البذرة الممتازة"، إعتقد العالم يومها أنه تمّ إيجاد الحلّ للأزمة الملتوسية، و ان موارد الأرض ستتضاعف أضعافا، و مع ذلك حافضت السياسة العالمية على التعقيم القسري لكن بطريقة أقلّ، و راهنوا على التوعية الأسرية تحت ما يسمى بالتنظيم العائلي و حثّ الأولياء على عدم الإنجاب بكثرة، و لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السّفن...
فما الذي حدث؟؟
طرأ طارئ جديد إسمه ثقب الأوزون، و ظاهرة الإحتباس الحراري!!! فهذه الظاهرة إن لم يتمّ تداركها ستتسبب في ذوبان نسبة كبيرة من القطب الجنوبي و حتى الشمالي، مما سيتسبب في غرق أقطار كثيرة من الأرض، حتى أنه دول بأسرها قد تغمر، مما يعني كذلك خسارة مساحات كبيرة من الموارد الطبيعية إذا أضفنا أيضا أن النموّ الدمغرافي يكون بطبعه على حساب الأراضي الزراعية و الطبيعة بشكل عام...
زد عليه إستهلاكنا المفرط للطاقة و ما تسببه من تلوّث، و طريقة عيشنا التي لا تخلّف سوى النفايات، و النفايات الكيميائية و غيرها، تسبب كارثة بيئية و آختلال إيكولوجي ملحوظ، و الكارثة تمشي نحو التصعيد بخطا ثابتة، حتى أنه من المنتظر أن تنقرض الكثير من الفصائل الحيوانية و النباتية و الحشرات!!! إذا في جميع الحالات كوكب الأرض الذي نعرفه اليوم لن يكون نفس الكوكب بعد مئة عام، و الحياة فيه لن تكون بنفس الجمال، إذا ما الحلّ؟؟؟
في أجتماع شعاره "save the planet, kill your selfs" تقرر أنّ عدد سكّان الأرض يجب أن يتقلّص... هذا لم يعد خيارا بل ضرورة، و ضرورة قصوى.. عدد سكان الارض يجب أن ينخفظ بمليارين إلى ثلاثة مليارات نسمة!!! و الحلّ بإختصار هو الرجوع إلى التعقيم القسري و "قتل النّاس"، و هنا تأت دور "الفيروسات"، و لا أقصد "كورونا"، ففيروس كورونا مجرّد تجربة علمية ليدرس من ورائها عدد الأفراد الذين قد يصيبهم فيروس قاتل عند إتخاذ درجات الإحتياط القصوى تجاه فيروس شديد العدوى،... المهمّ يجب أن ينخفظ عدد سكّان الأرض، و أكرر، لا علاقة للأمر بالإقتصاد و المال، بل العلاقة كلّها مرتبطة بطبيعة العيش على الأرض في العقود القادمة.

أدعوكم إخوتي لدراسة "النظرية الملتوسية" حتى تفهموا نوعية النّاس الذين يقودون العالم، و كذلك نظرية "المليار الذهبي" حتى تعلموا طبيعة الخارطة الإستعمارية في العالم.

هذا ما أمكنني تذكّره، هذا و الله أعزّ و أعلم.