تذكرة لنفسي .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إنما تذكرة لنفسي و ليس رميا لغيري بخلافها تعريضا ، و لا استعلاءا - باذن الله - .
و التذكرة لنفسي بعدم الافراط في تعليق القلب بظهور المهدي بغية انفراج الأزمات و الكربات .
و إن الأمر و شدته لا تخفى علي كل من لازال فيه تعلق بالدين.
اقول هذا لأمرين اولهما اهمها ؛ أن الله وحده جل و على هو الولي بالرجاء و طلب العون ، و عليه وحده التوكل و المتكل ، و في فضله كل مأمل و علي عونه و غوثه كل معول .
و إن ربنا تبارك و تعالى ما انقطع عنا فضله من قبل عن مؤمن و لا عاص ، و فرج عن عباده من غيرما عبد من عباده .
و لا اخفض من قدر المهدي ، و ما يكون لي ، كما لا ازكيه علي مولاه .
و لكن من تمام التوحيد و العبادة أن يكون الرجاء في الله وحده ، و إن كان من مأمل في الاسباب فإنما يكون من بعده فرعا من أصل.

و السبب الثاني ، أن الأمر قد يطول او يقصر ، و الإفراط في الشوق و تعلق القلب بشيء معين مدعاة لمشقة الصبر ، و افساد لصالح العمل بجعل شيء معين من الخير رغبة نفس فيصير من هواها ، فتطلبه لنفسها و تحكيما لهواها و تلح عليه انتصارا لمرادها ، و لعلها بعدها كالعبد المتشرط علي سيده ، فتجاوز الإلحاح في الدعاء و الرجاء إلي الدلال و الادلال ، فتسيء الأدب في الطلب .
و الأصل ان من تمام العبودية ، تفويض الأمر و كيفيته إلي صاحبه المسيطر عليه سبحانه ، و الإلحاح يكون من التعشم فيه و في كرمه لا من الدلال عليه تبارك و تعالى ،

أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أُتيَ بأسيرٍ فقالَ : اللَّهمَّ إنِّي أتوبُ إليكَ ولا أتوبُ إلى محمَّدٍ . فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : عرفَ الحقَّ لأهلِهِ
الراوي : الأسود بن سريع | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : عمدة التفسير | الصفحة أو الرقم : 1/417 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح


قلت - و ما لمثلي قول ، ولكن - إن كان هذا صح في فصل الحكم في ما مضى من فعل و ذنب ، فكيف في أمر غيب ،. لا يملكه إلا الله .؟!!

و كثرة التعلق ، اذا علمها الشيطان في المرء ، لوعه بالتلاعب فيها ، و أوهن صبره عنها .
و اذا علمها العدو ، جعل فيها خديعته ، و دخل لنا منها .
و الله غالب علي أمره . لا يضر قدره مكر عدوه ، و لا ينفعنا استعجالنا له بنفاذ الصبر .

و لكن نسأله وحده و نرجوه وحده ، لا إله غيره ، و لا حول و لا قوة إلا به ، أن يفرج كروبنا أجمعين و يعطينا من فضله العميم ما هو أهل له من سخاء العطاء و إغاثة المتلهفين ، وسيلتنا إليه أنا نشهد أنه لا إله إلا الله و أن محمد عبده و رسوله ، و لله علينا المنة جميعا ، و لا ندل عليه بعمل ، و شفيعنا عنده ظننا في كرمه و عفوه .
اللهم صلي علي محمد وآل محمد أولا و آخرا و حتى قيام الساعة .