بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ)
تأمَّل أمرَ النِّساء وبُروزَهنَّ في المناسبات السِّياسية اليوم
ورُتوعَهنَّ في مواسِم التَّطبيل رُتوعَ المُجدب يجد أرضا مُمرعة
كحالِهنَّ في إحياء مهرجان ولاتَة أو تلميع ذِكرَى الاستقلال
وقارن بينهنَّ هناك وبين ما نصَّ عليه فقهاءُ المالكيَّة وغيرهم من أحكامهنَّ وضوابط خُروجِهنَّ
لتَرى الفرق الواسع بين الاقتداء والاعتداء, والحقيقة والادِّعاء
لقد قال خليلٌ في مُختصره: (وخروجُ مُتجالَّة لِعيد واستسقاء, وشابَّة لِمسجِد..) فحتَّى خُروجُهنَّ لهذه الطَّاعات فصَّلوه, وقيَّدوه بقيود
قال علِّيش في شرحه للمختصر عطفا على الكلام على خروج المتجالَّة: (تَخرج لما ذُكر, ولمجالس العلم والذِّكر ولجنازة الأجنبيِّ
وجاز خروج مرأَة "شابَّة" غير فارهة في الشَّباب والجمال وإلَّا فلا تخرج لشيء أصلا
"لِمسجِد" للصَّلَوات الخمس مع الجماعة ولِجنازة أهلها وقرابَتها بِشَرط عدم الطِّيب والزِّينة
وأَن لا تُخشَى منها الفتنة
وأن تَخرُج فِي رَديء ثِيابها
وأَن لا تُزاحِم الرِّجال
وأَن تكُونَ الطَّرِيقُ مأمونة من تَوقُّع المفسدة وإلَّا حُرِّم..)
فإذا علمنا من الفقهاء وُجود شُروط زائدة على خروجِهنَّ مستَترات
"يُخبِّئن أطرافَ البَنان من التُّقَى"
ويقصدنَ إقامةَ الصَّلاة
فما الظَّنُّ بحكمهنَّ إذا بَرزن "وزَجَّجنَ الحواجِبَ والعيُونا"
يَقصِدن إقامةَ الصِّلات..
يتلمَّظ بعض فقهاءُ اليوم تلمُّظ الأفاعي
ويجيئون بالطَّمِّ والرَّمِّ
عندَما يَتعلَّق الأمرُ بإنكار ما يَرونَه بأعيُن سادَتِهم غلُوًّا وتَطرُّفا.
لكنَّ هذا النَّوع من الجفاء المتهتِّك
وهذا اللَّون من التَّطرُّف المُنكَر
والَّذي لا يُقرُّه مذهب
يسكتون عليه لأنَّه يُعزَف على أوتار تَمجيد سادَتهم ..والله المستعان
منقول