نقض قصيدة البردة للبوصيري

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
[من فتاوى #اللجنة_الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء]
س : أرجو إفتائي في هذا الشريط بصوت جمعة جمعه جاد الله المدرس بقسم الدراسات القرآنية وعليه بردة البوصيري ، علمًا بأنني عندما سمعته لم أعترف به نظرًا لبعض الكلمات التي تشير إلى إطراء الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأيضًا المغالاة فيه وهذا الشريط يسمعه كثيرون من محبي الشيخ بل ويسجلونه وآخر يعطي الآخر ، وقد ينشر هذا الشريط في هذا البلد الذي تعودنا منه نشر الخير والبعد عن كل ما يشك فيه ولعلم فضيلتكم عندما نصحته بأن هذه البردة بها إطراء ومغالاة لم يستجب لي وقال: بأن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فأرجوا من فضيلتكم بيانًا نحو هذا الشريط، وهل يجوز   سماعه أم لا؟
ج : وقد درست اللجنة الدائمة الاستفتاء المشار إليه واطلعت على مضمون الشريط المرفق ، وأجابت بأن الشريط المستفتى عنه لا يجوز نشره وتداوله لما اشتمل عليه من مبالغات في مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - وتوسلات غير مشروعة ، سواء كان ذلك في أبيات البردة التي تضمنها هذا الشريط أو في القصيدتين الأخريين المسجلتين مع أبيات البردة .
وهذه نماذج من القصائد الثلاث التي تضمنها الشريط يظهر من خلالها ما في تلك القصائد من مبالغات في مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - وتوسلات غير شرعية .
القصيدة الأولى : البردة للبوصيري ، والذي وصفه صاحب الشريط بالإمام ، ولا يخفى ما في هذا الوصف من تزكية له ولقصيدته رغم ما فيها من المخالفات والشركيات ، وقد حذف صاحب الشريط جزءًا كبيرًا منها . ومما جاء فيما سجله :




وراودته الجبال الشم من ذهـــب عن نفسه فأراها أيمـــــا شمــــــم وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من لولاه لم تخرج الدنيا من العـــــــــدم فاق النبيين في خلق وفي خلق ولم يدانوه في علــــــم ولا كـــــــرم وكلهم من رسول الله ملتمــــس غرفا من البحر أو رشفًا من الديــــم لو ناسبت قدره آياته عظـــــــــمًا أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمم جاءت لدعوته الأشجار ساجـــدة تمشي إليه على ساق بلا قـــــــدم يا رب بالمصطفى بلغ مقاصدنـــا واغفر لنا ما مضى يا واسع الكـــــرم بجاه من بيته في طيبة حــــــرم واسمه قسم من أعظم القســـــــم

القصيدة الثانية : المضرية ، ولم يذكر صاحب الشريط قائلها ، وإنما اكتفى بقوله : للناظم . ومما جاء فيها :




أرجوك يا رب في الدارين ترحــــــــمنا بجاه من بيديــــــــــــه سبح الحجــــر بالمصطفى المجتبي خير الأنام ومن جلاله نزلت في مدحــــــــــــه السور

القصيدة الثالثة : المحمدية ، ولم يذكر قائلها . ومما جاء فيها :




محمد رويت بالنــور طيـــــــــــــــنته محمد لم يزل نورًا من القـــــــــــدم محمد زينة الدنيا وبهجتـــــــــــــــــها محمــد كــــــاشف الغمات والظلـــم

وهذا الشريط وإن حذفت منه بعض الأبيات الشركية التي تضمنتها البردة إلا أن حذف تلك الأبيات لا يبرر نشره لما ذكر سابقًا .

وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.


_______________
رابط الفتوى على الموقع الرسمي:
http://alifta.net/Fatawa/FatawaChapters.aspx?languagename=ar&View=Page&PageID=14711&PageNo=1&BookID=3
_______________
رابط تطبيق فتاوى اللجنة الدائمة:
https://play.google.com/store/apps/details?id=com.wahid.fatawacommittee