« ليس الخبرُ كالمُعاينة »

زائر

.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اللهم صلّ على نبينا محمد وعلى اله وبارك وسلم.
.
علَّمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أُمَّتَه الحِكَمَ الواقعيَّةَ في الحياةِ، وأنَّ الإنسانَ قد يَصدُرُ منه عندَ رُؤيةِ الحدثِ والفِعلِ ما لم يكُنْ يتصوَّرُه إذا حُكِيَ له نفْسُ الحدَثِ.
.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
"ليس الخبرُ كالمُعايَنةِ"، أي: الشَّأنُ في رُؤيةِ الحدثِ بالعينِ ليس مِثْلَ
السَّماعِ عنه في اليقينِ والتَّثبُّتِ
.
"إنَّ اللهَ تعالى أخبَرَ مُوسى بما صنَعَ قومُه في العِجلِ"
أي: مِن عِبادتِهم له بعدَ أنْ أغْواهم السَّامريُّ
.
كما قال تعالى:
{إِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ}
[طه: 58]،
.
"فلم يُلْقِ الألواحَ"، وهي ألواحٌ مِن الحجارةِ مكتوبٌ فيها التَّوراةُ، "فلمَّا عايَنَ ما صَنَعوا"، أي: رأى بعَيْنِه
فِعلَ قومِه وما أخبَرَه به اللهُ عزَّ وجلَّ، "ألْقى الألواحَ"، أي: غضِبَ ورَماها مِن يَدِه، "فانكسَرَت"
.
كما حكى ذلك الحقُّ في قولِه:
{وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ}
[الأعراف: 150]؛
.
وكان ذلك لِعِظَمِ ما هاله ممَّا أتَوه مِن المعصيةِ
فدلَّ على أنَّ المُعايَنةَ أعظَمُ مِن الخبرِ، مع أنَّه أخبَرهُ
المحيطُ بكلِّ شيءٍ عِلْمًا، فلم يقَعْ منه الخبرُ كما وقعَتْ منه المعاينةُ، وفيه أنَّه يَحتمِلُ أنَّ المُرادَ: ليس أثَرُ الخبرِ عندَ المُخبَرِ كأثَرِ المعاينةِ وإنْ كانَا سواءً في قوَّةِ التَّصديقِ، لكنْ يَصدُرُ عن المعاينةِ ما لا يَصدُرُ عن الخبرِ .
.
===
.
« ليس الخبرُ كالمُعاينة »
على أرض الواقع في غزة.
.
يحكي الشاب الأستاذ حمزة مصطفى أبو توهة .
عن الاوضاع العصيبة التي يعيشها…في غزة، يقول:
.
أشتهي أمورًا يسيرة لا تستطيع أمة الإسلام والعرب تلبيتها لي: أن أنام ثلاثين دقيقة نومًا متواصلًا، أن أشرب كأسًا من ماء سوادُه أقلُّ مما أشربه الآن، أن آكل كسرة من خبز ولو كان فيها شيء من العفن، أن أتنفس قليلًا من الهواء النقي، أن أجد قماشة أفرشها تحتي على الأرض، أن أبدّل ملابسي التي ألبسها الآن وقد لازمَتني أسبوعين، أن أجد من الأرض ولو مترًا واحدًا آمنًا أُجلس فيه زوجتي وأطفالي، أن أجتمع بمن أحبّ وقد أرهقني الشوق.
.
من غزة، تعليق الشيخ محمد بن أحمد الخالدي
باحث في السنة النبوية وعلومها :
.
كلنا يا أبا البراء نشتهي ذلك اليوم وقد بلغت القلوب الحناجر، ولكن كما قُلتَ سابقاً؛ نحن مسلمون وعقيدتنا راسخة رسوخ الجبال وثابتةٌ لا تتزحزح، فالماء شحيح وقليل وما نجده لا يروي الظمأ ولا يشفي الغليل، والخبز اليوم صار نادراً وعزيزاً لا يحصله أي أحد حتى كسر الجوع أجسادنا وفتت روحنا، امتلأت الأجواء بالزيت الذي يستعمله الناس ليكون وقوداً لسيارتهم بدلا من الوقود المفقود مما يخرج روائح طبياً مضرة جداً، البرد ينخر في أجسادنا ولا نملك جاكيت يدفئنا ولا ملاءة نفرشها تحتنا، حتى بيت الخلاء لا نريدهم أن يدروا عن ذلك لما فيه من الألم والضيق، ملابسي لم أغيرها منذ أسابيع ولم أستحم منذ أكثر من ذلك والله المستعان! حتى الوضوء يكون تيمماً ومع ذلك سنصبر حتى يجعل الله من بعد ذلك أمراً ويكشف عنا الضر والألم.
.
ربط الله على قلوبنا وثبتنا ونصرنا نصرا عزيزاً مؤزراً.
…
اللهم آمين امين
.
اللهم ارفع البلاء والمحنة عن أهل ⁧‫غزة‬⁩ واحفظهم بحفظك، اللهم نصرك الذي وعدت
آمين يارب العالمين.
.

زائر

.
إنها العقيدة.
الشيخ محمد بن أحمد الخالدي:

.
عنتريات الحوثي لا تزيد رصيده عندنا قيد أنملة
ولا يساوي عندنا جناح بعوضه.
.
من يتطاول على صحابة نبينا ونساءه رضي الله عنهم جميعا
لا يرفع من شأنه ما يفعله من عنتريات ليس لها من صدى،
فمن جعل عداءه لأصحاب النبي وزوجاته ويسبهم صباحاً ومساءاً
جهاراً ونهاراً لا يزيدنا إلا إيماناً
بأنه لنا عدو ومعول للطعن في دين الله
وأن ما يفعله ليس إلا كلام فارغ!
.
لا تمدحوهم فإنهم لا يستحقون، واجعلوا عقيدتكم
فوق كل اعتبار أيها المسلمون.
.
فالله ناصرنا لا هم ولا غيرهم، من تحت الأحزمة النارية
والقصف الوحشي نبرأ إلى الله من مدحهم
ومنهم وهم عدو لكل مسلم سوي العقيدة
.
اللهم أنزل غضبك وسخطك على العدو المغضوب عليه وعلى الطاعنين
في عرض الصحابة ونساء النبي رضي الله عنهم جميعا.
.
اللهم آمين امين يارب العالمين
.