تحذير هام لمن يهتم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .
ما أكتبه هو فهمي و ما يغلب فيه يقيني شكي في صدقه .
و انما اكتبه لا اتهاما لأحد و لكن جرت بي عادة لا أنكرها علي نفسي إذا وجدت شرا ان أبلغ ما ارى ، و الصواب يعلمه الله .
فقد ساقتني الاقدار منذ قليل الي الوقوع علي قناة علي اليوتيوب لأحدهم ، يتحدث فيها عن اخر الزمان و نبوءاته ، و يكثر فيها من ذكر المهدي ، ووجدته يجمع فيها الاقوال من كل حدب و صوب ، فساعة يذكر من كتب المتصوفة ، و ساعة من نبوءات العهد الجديد و القديم و ساعة من اقوال تنسب الي الإمام علي ، و ساعة الي مخطوطات و اسفار مكتشفة .

و هذا الدرب و الاسلوب ذكرني بما كنت منذ فترة ليست طويلة و لا قصيرة كنت منشغلا فيها باستكشاف خطط الماسونية ، و كان فيها ان احد مراحل المخطط الكبير لهم ، بعد الكساد الاقتصادي ، هو ظهور اكتشافات و مخطوطات تطعن في ثوابت الأديان .
و بغض النظر عن دقة ما كان منشورا ساعتها و متاحا حولهم و حول افعالهم ، فمازال النهج واحد ، و مازال يقع فيه من يقع ، عن حسن نية او سوء ، الله اعلم ، و ليس لنا إلا الظاهر .
و ما أريد ان اقوله ، ان جمع كل هذه المصادر و الاتكاء عليها كليا او جزئيا و خلطها بالحق الذي نعلمه من دين الله مما جاء به النبي ﷺ مآله كله الى خدمة مخططاتهم ، تنبه لهذا من تنبه و تغافل من تغافل .
سينتهي الحال ، و لا تتفاجأ ساعتها ان شخصية المهدي ستتطابق مع شخصيات عدة لكل صور المخلص في كل ملة و عقيدة ، و قد يغنم بهذا كله الدجال عليه لعنة الله .
هذه المقاربة بين المخطوطات و الروايات و الاقوال التي لا يعرف مصدرها يقينا و ما سبق بيان سوء مصدرها من قبل مع خبر المهدي الذي اخبر به رسول الله ﷺ و ان كان ظاهره الخير و التيقن ، إلا انه سيجرف متتبعه و هو لا يشعر ثم يفيق و يجد نفسه قد كون صورة عن المهدي غير ما كان يعرفه من الحق سابقا .

و مرد هذا عندي ، ان إبليس اللعين يعلم جيدا امارات الساعة و لاشك بلغه امرها منذ القدم و مع كل نبي و رسالة ، و لعله زرع في كل ملة و نحلة ما يفسد الأمر اذا جاء وقته ، نصوص نائمة ، و أسلحة له دفنها في طريقه حتى اذا اتى وقتها استعملها .

و إلا فكيف لإبن عربي ان يعرف الغيب  ؟! و كيف لصاحب مخطوطة كذا ان يبلغ هذا الأمر ؟!
ام هل بشرت الانبياء بالمهدي اقوامهم  فهذا أثر عنهم ؟! ام هل هذا ما يراد بنا تصديقه و الوقوع فيه ؟!

و كل هذا لابد مفضي الى المبالغة في شأن المهدي مبالغة قد لا يستقيم معها فهم لصحيح الدين.
فالحذر واجب ، و الاجتناب افضل ، و من حام حول الحمى أوشك ان يقع فيه .
نسأل الله السلامة و الرشاد و السداد .
والله أعلم بالصواب و الحق .

اختاه .
هذا نبي الله ﷺ لم يسلم قوله و فعله من كذب الكاذبين وزيادة السهو من الرواة او بسوء نية من الوضاعين ، فكيف بأخبار منسوبة بلا سند لمجاهيل ، فلا ميزان هنا لا في السند و لا في تحري المتون ، كيف بعد هذا نجعلها موردا لنا في التبصر في نبوءة نبوية شريفة ؟!
و ان السابقين ما كانوا يرون عن اهل الكتاب و لا غيرهم من الامم و اصحاب النحل إلا من باب معرفة احوالهم و التعرف علي طرق فكرهم ، لكن ما سمعت عن احد من العلماء احتج و لا نظر في قول واحد من مثل هذه ، إلا ان يكون وافق حقا عندنا ، أما غيره فلا يقام له وزن و لا يغير له قناعة .
و التعرف علي أخبار المهدي من كتب السابقين تعجل و لا يخلو من استصغار ما لدينا في ديننا عنه ، و هوى نفس غالب من حب فضول العلم ، و لا اقول ان الاطلاع أمر سيء في ذاته ، لكن اذا قاد صاحبه للتصديق به ثم رويدا رويدا يجعله يؤمن بصدق كتب و مناقيل ، فهذا درب خطير جدا ، فما يدري بعدها ماذا يصدق من أقوالهم ، و هذا لمن لا يتنبه قطع الخبز التي يلقيها الشيطان للصالحين ، اولها حسن النية و الخير .

أنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ قال: يا رسولَ اللهِ، إنَّ أهلَ الكِتابِ يُحدِّثونَنا بأحاديثَ قد أخَذَتْ بقُلوبِنا، وقد هَمَمْنا أنْ نَكتُبَها، فقال: يا ابنَ الخطَّابِ، أمُتَهَوِّكون أنتُم كما تَهَوَّكَتِ اليهودُ والنَّصارى؟ أمَا والذي نَفْسُ مُحمَّدٍ بِيَدِه لقد جِئتُكُم بها بَيضاءَ نَقيَّةً، ولكنِّي أُعطيتُ جَوامِعَ الكَلِمِ، واخْتُصِرَ لي الحَديثُ اختِصارًا.
الراوي : الحسن البصري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 23/350 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات إلا أنه من مراسيل الحسن البصري

و انما كتبت تحذيرا حتى لا يغتر الناس بكتبههم لأجل مشابهتها في بعض معانيها او الاسماء التي وردت بها او نصها مع الحق الذي تركنا عليه رسول الله ﷺ .
والله أعلم بالحق .