كتاب من تأليف شخص أعجمي يقترح فيه استبدال الديموقراطية بشريعة الدين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

بعد أن لفت انتباهي يوم السبت وجود موضوع بعنوان "عندما يصير الكرتون بخمسين" تذكرت كتاباً من خمسين صفحة بخلفية صفراء عُرضت عليّ ترجمته إلى الإنجليزية فرفضت لأنني لم استوعبه في البداية وكان غريبا خصوصا أن كاتبه قدم نفسه أنه إسباني ومستواه رائع في العربية، فقفزت إلى الخاتمة لأعرف عن ماذا يتكلم فوجدت مقطعا من الانجيل فرفضت العرض.

الكتاب معروض للترجمة منذ شهر ونصف ولم يترجمه أحد بعد لأن نمط الترجمة الذي طلبه الكاتب غير متوافق مع أسلوب الكتابة المعقد نوعا ما.

قضيت اليوم كله بما أنه عطلة بالنسبة لي في قراءته بحرص شديد فبدأت أستوعب مضمونه وهو مثل ما ذكرته في العنوان بالضبط، فارتأيت ان أشاركه مع حضراتكم.

تحميل الكتاب

وعليكم السلام،

تصفحته في دقائق وهذه مراجعة أولية:

هذا الكتاب مُشكِل لأسباب عديدة، منها:

1- مخالفة عقائد ثابتة في ديننا مثل قتل المرتد.
2- الإيمان بتفوق العرق الأوروبي-الجرماني على غيره، وبدرجة ثانية العرق الفرعوني القديم، وبدرجة ثالثة العرب... وعليك أن تتمعن قليلا لتفهم ذلك، وفهم توابعه.
3- الترميز والباطنية في الكلام، وهذا ديدن الماسونيين وأشباههم.

أضيف بغض النظر عن الكتاب:

هناك حركة لاحظتها —والله أعلم إن كنت محقا— للاستيلاء على الإسلام من قبل الجنس الأوروبي، إن صح التعبير.

أي ابتكار نظرية جديدة (قديمة) للإسلام والأعراق والتاريخ، استباقا لظهور هذا الدين في كل الأرض، وقد رأيت الكثير من بذورها زُرعت...

فسمعت بعض الأمريكيّين والأوروبيين يدّعون فهماً للإسلام خيراً من فهم العرب، وأنهم أحق بهذا الدين وبخلافة الأرض من سائر الأجناس، وذلك لنبالة دمهم... وهذا ما عرّض به صاحبك في الكتاب.

وأحد "علماء" الأنثروبولوجيا المشهورين، لديه مئات آلاف المتابعين، ادعى صراحة أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أوروبي الأصل، وأن العرب الأصليّين كذلك، وإنما فقدوا نُبْل دمهم (وبياضهم) لاختلاطهم بالأفارقة... وهذه على حد علمي نظرية قديمة في الأنثروبولوجيا يتم إحياؤها الآن.

...

فيا صديقي، لا تتحمّس كثيرا لكل أوروبي يقول كلمتَيْ إعجاب بحق الإسلام... أمثال الكاتب هذا وغيره ليس من ورائهم خير، وإنما دجل ومكر لم أصل بعد لحقيقته.

ووالله، الكثير منهم لديهم كره وحقد للعرب لا حدود له.

نعم، كلنا لآدم، وآدم من تراب، ولا فرق بين أعجمي وعربي في الإسلام، ولكن الشريعة ليست "ذاهِلةً"، عن الحقائق الكونية، لذا وجب التنبيه لبعض الأمور.

...

الإسلام آتٍ، وهم يعلمون ذلك جيداً. أغلب الظن أننا الآن في آخر الزمان، وقريبون من الخلافة الراشدة، ورغم أنوف الغرب والشرق سيقوم هذا الأمر بالعرب، كما كانت النواة الأولى للإسلام من العرب.

وهذا ليس تكبرا ولا تنطعا ولا عنصرية، بل حقيقة تاريخية شرعية نبوية... والله يعلم أن من أكثر ما يؤلمني أن ينتقص أحد من العرب ولو تعريضا، لأن هذا ذم للنبي صلى الله عليه وسلم وللإسلام.

وللذي يحب أن يتعرف على فضل العرب في شريعتنا فليتفضل:

https://www.alukah.net/culture/0/114083/%D9%81%D8%B6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9/