"خطر الغلو في الدين"

زائر

.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اللهم صلّ على نبينا محمد وعلى آله وبارك وسلم.
.
من جميل ما قرأت في خطر الغلو في الدين الذي حذرنا منه
النبي ﷺ وأثره في تحريف الدين وذكر بعض مظاهره المعاصرة
.
مقال للدكتور لؤي الصمادي -وفقه الله-
يقول فيه:
.
(تحذير صريح اللهجة، من الناصح الأمين، نبيّنا ﷺ،
يقول فيه: «يا أيها الناس! إياكم والغلوَّ في الدين،
فإنه أهلك من كان قبلكم الغلوُّ في الدين».
.
وأول ما وقع الغلو ظاهرًا في الأمة، حين غلا الخوارج في شأن
العاصي حتّى كفّروه وأخرجوه من الدين، لقد كان هذا غلوًّا
مع أن معصية الله خطيرة، ويجب التحذير منها، لكنّ ذلك
لا يدعو بحال إلى درجة تكفير العاصي.
.
ومن مظاهر الغلو المنتشرة اليوم،
الغلو في نقد من وقع منه انحرافٌ في العقيدة.
.
ولا شكّ أن الانحراف في العقيدة خطير، ولا ينبغي التساهل فيه،
لكن التعامل مع المسلم الذي يقع منه ذلك، لا سيّما في زمان
الجهل وضعف نور العلم، لا ينبغي أن يصل إلى الغلوّ
الذي حَذّرنا منه ﷺ.
.
ومن أظهر صور الغلو في هذا النقد:
.
١. تضخيم الانحراف دائمًا، وذلك بجعله - في كلّ حال- داخلا في
البدع المغلّظة أو المكفّرة، كوصف من تلبس بشعبةٍ من بدع الخوارج
بأنه خارجي، أو من تسامح مع الروافض بأنه رافضي.
.
٢. عدم التفريق بين الأحكام المطلقة التي تتعلق بالأوصاف
والانحرافات، فتقتضي التغليظ، وبين الأحكام المعيّنة
التي تتعلق بالأشخاص، فتقتضي الإنصاف والعدل.
.
٣. معاملة من انحرفَ معاملة الكافر، وذلك بإحباط عمله والنهيِ
عن اعتبار حسناتِه ولو كانت عظيمةً في ميزان الله تعالى،
أو بتركِ الترحّمِ عليه، أو باستحلالِ دمه أو عِرضه بغيبته
في غير ما انحرف فيه، أو بنفي محبّته مطلقًا،
أو بالامتناع عن نصرته على ظالمه.
.
٤. النهي عن التوازن مع ذلك المسلم والاعتدالِ معه وحفظِ
حقّ الإسلام له من الموالاة والنصرة، واتهام من يدعو لذلك
بأنه مميّع للدين ومضيّع للعقيدة.
.
٥. حصر الانحرافات السارية بين الناس في نوعٍ أو بدعةٍ
يقع التركيز عليها وحدها، والتعامي عن انحرافاتٍ أشدّ خطرًا
وهدمًا للعقيدة والتوحيد، بالتقليل من شأنها والتزهيد في
جهود العاملين على حربها.
.
وينبغي أن ينتبه إلى أنّ كلّ من غلا في فكرة، ألبسَ غلوّه ذلك:
ثِيابَ الشجاعة في الحقّ، والثبات عليه، والصلابة فيه، وهو خطابٌ
يؤثر في الناشئةِ والشباب المتحمسين للدين، لكنّه كخِطاب الخوارج.
حدثاء الأسنان، الذين يدخلون في الدّين بكل قوة، فإذا هم قد خرجوا
من الجهة الأخرى! كما قال ﷺ: «يمرقُون من الدين كما يمرق السهم
من الرمية».
.
والحقيقة أنّ الصلابة في الحق والشجاعة فيه تقتضي الاعتراف
بحق التوحيد والإسلام الذي قام في قلب ذلك المسلم الذي انحرف،
فإنّ لهذا التوحيد حقًّا يطالِب الله عباده به ويؤاخذهم على التقصير فيه،
فاتخاذ المواقف ومعاداةُ الخصوم ليس مساحةً مفتوحةً
لتصفية الحسابات والانتقام من المخالفين، بل هذا من فعل
أهل الأهواء والبدع على مرّ التاريخ.
.
والله الموفق والهادي)

.
منقول للفائدة.
.

» عز الدين
» خير الدين بربروس
» عمر و صلاح الدين حيان
» سجن الأمراء والبدع في الدين
» لباس صلاح الدين