بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قَالَ رَسُولُ الله ﷺ
لا تقومُ الساعةُ حتَّى ينزلَ الرومُ بالأعماقِ ، أوْ بدابقٍ فيخرجُ إليهمْ جيشٌ مِنَ المدينةِ . مِنْ خيارِ أهلِ الأرضِ يومئذٍ
فإذا تصافُّوا قالتِ الرومُ : خلُّوا بينَنا وبينَ الذينَ سُبُوْا مِنَّا نقاتلُهُمْ
فيقولُ المسلمونَ : لا . واللهِ ! لا نُخلِّي بينَكمْ وبينَ إخوانِنا
فيقاتلونَهُمْ . فينهزمُ ثلثٌ لا يتوبُ اللهُ عليهمْ أبدًا ويقتلُ ثلثُهمْ ، أفضلُ الشهداءِ عندَ اللهِ ويفتتحُ الثلثُ . لا يُفتنونَ أبدًا . فيفتتحونَ قُسطنطينيةَ
فبينَما همْ يقتسمونَ الغنائمَ ، قدْ علَّقوا سيوفَهُمْ بالزيتونِ إذْ صاحَ فيهم الشيطانُ :
إنَّ المسيحَ قدْ خلَفَكمْ في أهليكُمْ
فيخرجونَ . وذلكَ باطلٌ . فإذا جاءُوا الشامَ خرجَ
فبينَما همْ يعدونَ للقتالِ ، يسوونَ الصفوفَ ، إذْ أُقيمتِ الصلاةُ
فينزلُ عِيسى ابنُ مريمَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . فأمَّهُمْ
فإذا رآهُ عدوُّ اللهِ ، ذابَ كما يذوبُ الملحُ في الماءِ فلوْ تركَهُ لانذابَ حتى يهلكَ . ولكنْ يقتلُهُ اللهُ بيدِهِ فيريهِمْ دمَهُ في حربتِهِ
الراوي : أبو هريرة المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2897 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
***شرح الحديث***
يَحكي أبو هُرَيْرَةَ رضِي اللهُ عنه
أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال:
لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى تنزلَ الرُّومُ بِالأعماقِ أو بِدابقٍ والأعماقُ ودَابقٌ مَوضعانِ بِالشَّامِ بِالقُربِ مِن حَلَبٍ
فَيخرجُ إليهم جيشٌ مِنَ المدينةِ مِن خيارِ أهلِ الأرضِ يومَئذٍ احترازًا مِن زمنِه صلَّى الله تعالى عليه وسلَّم
فإذا تَصافُّوا قالتِ الرُّومُ:
خَلُّوا بَينَنا وَبَيْنَ الَّذينَ سُبَوْا مِنَّا نَقتُلهم
يريدونَ بذلك مُقاتَلَة المؤمنينَ ومُخادعَةَ بعضِهم عَن بعضٍ ويَبغونَ بِه تفريقَ كلِمَتِهم
والْمُرادونَ بِذلك همُ الَّذينَ غَزَوْا بلادَهم
فَسَبَوْا ذُرِّيَّتَهم
فَيقولُ المسلمونَ: لا واللهِ لا نُخَلِّي بيْنَكم وبين إخوانِنا
فَيُقاتلونَهم
أي: المسلمونَ الكفرةَ
فَينهزِمُ ثُلثٌ
أي: مِنَ المسلمينَ ولا يتوبُ اللهُ عليهم أبدًا كنايةً عَن موتِهم على الكفرِ، وتعذِيبِهم على التَّأبِيدِ
ويُقتلُ ثُلثُهم أفضلُ الشُّهداءِ عِندَ اللهِ
ويَفتَتِحُ الثُّلثُ
أي: الباقي مِنَ المسلِمينَ
لا يُفتَنونَ
أي: لا يُبتلَوْنَ بِبليَّةٍ، أو لا يُمتحنونَ بِمقاتَلةٍ أو لا يُعذَّبون أبدًا
فَفيه إشارةٌ إلى حُسنِ خَاتمتِهم
فَيفَتتحونَ قُسطَنْطِينيَّةَ
أي: يَأخذونَها مِن أيدي الكفَّارِ
فَبينَما هم
أي: المسلمونَ يَقْتسِمونَ الغنائمَ
قد علَّقُوا سُيوفَهم بِالزَّيتونِ:
أرادَ الشَّجرَ المعروفَ
وهو دليلٌ على كمالِ الأمْنِ
إذ صاحَ فيهمُ الشَّيطانُ
أي: نادى بِصوتٍ رفيعٍ
إنَّ المسيحَ
أي: أعْلَمَهم
والمرادُ بِالمسيحِ هَاهنا الدَّجَّالُ
قد خلَفَكم
أي: قامَ مَقامَكم في أهلِيكم
أي: في ذَرَارِيكم
فَيَخرجونَ
أي: جيشُ المدينةِ مِن قُسْطَنطينِيَّةَ
وذلك، أي: القولُ مِنَ الشَّيطانِ باطلٌ
أي: كذِبٌ وزُورٌ
فإذا جاؤوا
أي: المسلمونَ الشَّامَ خرَجَ
فَبينما هم يَعْدُونَ
أي: يَستعِدُّون ويَتهيَّؤُونَ لِلقتالِ
يُسوُّونَ الصُّفوفَ
إذْ أُقيمَتِ الصَّلاةُ
أي: وقتُ إقامةِ المؤذنِ لِلصَّلاةِ
فَينزلُ عيسى ابنُ مَريمَ عليه السلام
أي: مِنَ السَّماءِ على مَنارةِ مَسجدِ دِمشقَ فَيأتي القُدسَ
فَأَمَّهم
أي: أَمَّ عِيسى المسلمينَ في الصَّلاةِ
فَإِذا رآه
أي: رأى عِيسى عدُوُّ اللهِ
أي: الدَّجَّالُ
ذَابَ
أي: شرَعَ في الذَّوبانِ
كما يَذوبُ الملحُ في الماءِ
فلو تَرَكه
أي: لَو تَركَ عِيسى الدَّجَّالُ ولم يقتُلْه
لَانْذابَ حتَّى يَهلِكَ
أي: بِنفسِه بِالكلِّيَّةِ
ولكنْ يقتلُه اللهُ بِيدِه
أي: بِيدِ عيسى عليه السلام
فَيُريهم دَمَه
أي: دمَ الدَّجَّالِ
في حرْبَتِه
وهي رُمحٌ صغيرٌ.
في الحديثِ:
***إخبارُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَنِ الغَيبيَّاتِ.
وفيه:
***بيانُ فتنةِ المسيحِ الدَّجَّالِ.
وفيه:
***بيانُ الملحمَةِ الكبرى