لنغير العالم

بحت عن صاحب هذه المقولة فلم اجد اي اتر يدل عليه بل وجدت ان اغلبهم اخدها اساسا و بدأ بالبناء عليه الا ان بحت في القران الكريم تجد قوله تعالى ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ ﴾ [الرعد: 11] 1444 سنة و الله اعلى و اعلم .

هذه الاية تبين الطريقة الصحيحة لتغيير فحالنا اليوم هو نتيجة لافعالنا فالكل اصبح سارقا و مجرما و منافقا وكاذبا الى اخره وكل منا اصابه ولوا قليل من الوحل. فهل تريدون حاكما متل عمر ابن الخطاب او ابوا بكر الصديق لمتل هؤلاء القوم لا تصح و لا يعقل فاين العدل ان حصل هذا و من اسماء الله رب العالمين "المقسط و العدل والحكم والرقيب و الحق".

فلا تاسف على حالك فان كنت تجاهد نفسك و تجاهد شياطين الانس و الجن فقط اصبر واحتسب و لك الجزاء والاجر العظيم فكل هذا ماهو الا ابتلاء من رب العالمين ليمحص الله الخبيث من الطيب .

فاليوم يقال لكل مؤمن ارسل لحيته او تبت على دينه او ادى فريضته تسميات عديدة سلفي ارهابي متزمت ملتزم اخواني او حتى ان ارادوا ممازحته داعشي مع ان داعش لم تمت للاسلام بصلة و الاسلام بريئ منهم و من كل الفرق و الطوائف و الاحزاب و الشيع .

ايضا ان نهظت للحق ونهيت عن المنكر او ادليت بنصيحة لتنقد بها عبدا قيل عنك متخلف رجعي قديم التفكير مهترأ العقل ظيق النظر مع انك متيقن و متأكد من ما تفعله و تعلم ان كل ذلك زينه الشيطان لهم ويجادلون فقط بسبب عزة النفس بالاثم و التعصب لافكارهم و وجهات نظرهم .

فهذا حال المجتمع وحال الامة فلا تحدتني عن الحكام انظر و تبصر موقعك وسط هذا الطوفان هل لك قارب لتنجي نفسك به ام انك تسبح معهم من دون اتجاه فقط تسبح لتظل فوق السطح اي تقاوم .

صدقني من الكوارت التي اصبحت ارها غير المجاهرة بالمعصية و الشرك و الكبائر اصبحت ارى تعصبا للافكار و النقاش فمن قريب و ليس من غريب ان نصحته ادخل لك الصالح مع الطالح ولماذا فلان و فلان ولماذا الحكام و لماذا العالم و لماذا الله لم يعذب او يصلح او او او او ماذا فقد اصبح لساني ينعقد في حلقي لكني في كل مرة احاول اتذكر موقف النبي العزيز نوح عليه السلام حين بدأ الامر العظيم و اتى عليهم الطوفان و هو ينادي على ابنه تعال اركب معنا و جوابه في تلك اللحظة مع انه يرى بأم عينه ما انذر نوح قومه منه كان كالعادة الجدال فقال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء الجدال الجدال الجدال و ما كان رد نوح عليه السلام بعد اليأس منه لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم تخيل نفسك مكان ذالك الفتى هل كنت سوف تجادل سوف تقول لا كنت ساكون من السباقين في الصعود الى السفينة لكن للاسف نفس الامر الان الا اننا لا نرى بعيننا امواج من الفتن في علوها متل الجبال و ان اردت ان تنصح جادلوك وجادلوك ولن تجد سوى الجدال فهل نجا الجدال ابن نوح عليه السلام كلا بل كان من المغرقين رغم انه نشأ و ترعررع في بيت احد الانبياء فكيف حال من فتحوا عيونهم وسط طوفان الفتن .

سوف يقول قائل ما المغزى من كل هذا الكلام و ما علاقته باخر الزمان فنحن سوف ينقدنا حفيد الرسول بسفينته من قلب هذا الطوفان .

و الجواب امعن جيدا في قصص القران و تدبر حال قريتك اليوم فهل حقا ستنتبه للامر حين يحين الاوان ام سوف تجادل و تقول سوف آوي إلى الجبل لان انفراط العقد قد يكون سريعا و تكون انت في الغفلة معرضا .

خلاصة الكلام بمفتاح النجاة في هذا الزمان اذا اردت ان تغير العالم ابدا بنفسك و اصلح نفسك و اذكر الله كتيرا فهو العاصم من الطوفان و ان لم يظهر المهدي و لا الدجال فهنالك ملائكة الموت تطوف بيننا بامر من الرحمن فسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين وهذا مفتاح اخر وهو ان تكون من المتقين ان تتقي الله في نفسك وفي غيرك و في امتك وفي والديك وفي كل زمان و حين و ان تجعل الله امام عينيك اينما دهبت او ارتحلت فمن يتقي الله رب العالمين يجعل له مخرجا في كل مكان وحين.

وفي الاخير اقول قولي هذا و ما العلم الا لرب رحمن رحيم بعباده خبير بصير .تحياتي