ثرثرة..... وماذا بعد؟؟!!!

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

إحذروا الدعوات المشبوهة على شبكات التواصل الاجتماعي ولا تكونوا أداة رخيصة بأيدي الطغاة...!
من عظم البلاء الذي حل بسفهاء هذه الأمة أن الكثير منهم همج رعاع يتبعون كل ناعق دون أدنى فهم ودون قراءة لما بين السطور!

قال الامام الحافظ ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله 
1878 - وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لكميل بن زياد النخعي وهو حديث مشهور عند أهل العلم يستغنى عن الإسناد لشهرته عندهم: " يا كميل بن زياد، إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها للخير، والناس ثلاثة: فعالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق لم يستضيئوا بنور العلم..!

لهذا قلب المؤمن يدله على الخير دائما بأقواله وأفعاله وكل هذا عن بصيرة وعلم وليس عن جهل وتبعية عمياء لا تعرف النور ولم تستضىء بنور القرآن يوما ولا سنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام.

الثرثرة على شبكات التواصل الاجتماعي واتهام البعض باتهامات باطلة ظلما وعدوانا وكذبا باتهامات خطيرة قد تؤدي إلى قتله أو سجنه أو تعذيبه ما غايتها...؟! ولماذا؟! ومن يبث مثل هذه الأكاذيب لمصلحة من؟!
كل هذه الأسئلة يجب أن تدور بعقل كل منتسب للإسلام قبل أن ينطق بكلمة قد تقتل أخاه أو تحطمه هذا إن كان يشعر بأخوة الإسلام أصلاً وأزال عن نفسه عبية الجاهلية والتعصب الأعمى للأحزاب والفرق الضالة والرايات الجاهلية... لهذا انتقوا كلماتكم جيداً قبل أن تكونوا أداة رخيصة تخدم اليهود والنصارى والمشركين دون قصد منكم؟!... كما تجيدون استخدام الانترنت والتشدق بالكلام يا حبذا استخدام العقول التي بالرؤوس قبل أن تصدأ..!

فعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:إن من أحبكم إليَّ وأقربكم من مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وإن أبغضكم إليَّ وأبعدكم مني مجلساً يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيقهون، قالوا: يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيقهون؟ قال: المتكبرون.رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب من هذا الوجه، وصححه الألباني. 
وقال الترمذي عقب رواية الحديث: والمتشدق الذي يتطاول على الناس في الكلام ويبذو عليهم. 
ومن معاني المتشدق: المستهزى بالناس يلوي بشدقه بهم وعليهم.
وكذلك المتشدق الذي يلوي شدقه للتفصح، ويتوسع في منطقة من غير احتياط وتحرز، والتشدق من شدق الفم، أي جانبه.. فالمتشدق هو المتكلم بملء شدقه تفاصحاً وتعظيماً لكلامه. 
والمتفيهق: أصله من الفهق وهو الامتلاء، وهو بمعنى المتشدق لأنه الذي يملأ فمه بالكلام ويتوسع فيه، إظهاراً لفصاحته وفضله، واستعلاء على غيره. تحفة الاحوذي 6/136.

أما العصبية الحزبية التي أصبحت لا تخدم إلا أعداء الإسلام فهي لا تخدم الأعداء وفقط بل تميت قلب صاحبها حتى لا يعود يميز الحق من الباطل
تقتل بداخله كل شيء جميل تجاه إخوانه حتى تجده يفرح بقتل مسلم ويفرح بانتهاك أعراض الحرائر داخل السجون ويفرح بحطام القرى والمدن وسقوط بلاد المسلمين كل هذا لماذا لأن هذا المسلم لم يعجبه... وتلك المسلمة يراها على عقيدة فاسدة وتلك القرية ضمت جماعة لا يحبها.... وهكذا انتصر لنفسه وهواه ونسي أن المسلم ينتصر للمسلم حتى لو كان بأقصى مكان في هذا العالم.... أصبحنا ننتصر لشعارات وأشخاص ونسينا كيف ننتصر للإسلام والمسلمين...طالما بقي هؤلاء السفهاء بهذه الأمة فهم حمل ثقيل عليها وعلى أنفسهم حتى.... بل إن الأرض والشجر والحجر يكره الطغاة وأعوانهم.. وهذه الأفكار المريضة يجب اجتثاثها من عقول شباب اليوم يجب قول كلمة حق عساها تنعش ضمائرهم الميتة..! لا مجال للمداهنة بهذه الأمور ولا مجال للمجاملة والتملق إذا أردت أن تعرف المسلم بحق فاعرف الحق أولاً لتعرف أهله.
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء مؤمن تقي وفاجر شقي أنتم بنو آدم وآدم من تراب ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن"
رواه أبو داود وحسنه الألباني

المسلم تعرفه من أخلاقه فهو يترفع عن الظلم وبث الأكاذيب يخاف على المسلمين على اختلاف أماكن تواجدهم ولا يرضى على نفسه أن يتأذى مسلم أو مسلمة بسبب كلماته المشبوهة.
عندما يتعلق الأمر بدم مسلم أو عرضه أتركوا الحقد والحسد والكره جانباً ولا تأخذكم العزة بالاثم.

قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-: إن الله يبغض كل جعظري جواظ صخاب بالاسواق جيفة بالليل حماربالنهار عالم بالدنيا جاهل بالاخرة.

رواه أحمد وقال عنه الألباني في صحيح الجامع: صحيح .

ومعنى الجعظري-كما قال أهل العلم-: المتكبر الجافي عن الموعظة، وقيل: الفظ الغليظ.

والجواظ: هو الأكول الشروب البطِر الكفور.. وقيل: الجعظري: هو الذي يتنفخ بما ليس عنده. والجواظ: المختال في مشيه الغليظ الفظ.

والسخاب:- بالسين والصاد- كثير الخصام ، والسخب في الأسواق كثرة الخصام ورفع الصوت فيها.

ومعنى جيفة بالليل: كناية عن كثرة نومه وخموله وعدم قيامه لصلاة الليل...

ومعنى حمار بالنهار: أنه بليد في فهمه، منهمك في عمله الدنيوي لا يلتفت إلى سواه من الطاعة والعبادة.. فإذا جاء الليل استلقى على فراشه وبقي كالجيفة إلى الصباح.

وهو- مع هذا- عالم بأمور دنياه ولكنه جاهل بأمر دينه لا يهتم به ولا يسأل عنه.

والحديث تنبيه وتعليم للمسلم أن يبتعد عن هذه الصفات الذميمة ويتحلى بضدها من صفات أخلاق الإسلام الفاضلة.

وعلى جميع المسلمين والمسلمات توخي الحذر بزمن الغربة فمن يكرهك أكثر ممن يحبك
ومن يتمنى الشر لك أكثر ممن يتمنى الخير لك... وأحيانا لا تدري من أين تأتيك الطعنات والخيبات تتوالى عليك الإبتلاءات والمصائب من أعداء الإسلام
وبعد كل هذا تجد رجال الخدور ونساء الخدور الذين لا هم لهم سوى الثرثرة ونفث السموم والأكاذيب على شبكات التواصل الاجتماعي تجدهم يضيفون لك هماً جديداً وجرحا كبيراً وتهمة جديدة.... هذه الخيبات والطعنات تكون مؤلمة أكثر عندما تظن أن من طعنك بظهرك هو أخوك المسلم وبعد أن تتساقط الأقنعة... يكون الإنسحاب من طريق الظالمين وأعوانهم إنتصار لك حتى لو أدماك السكين... ولكن هذه الطعنة أعطتك درساً لتتعلم أن ليس كل ما تراه جميلاً هو جميل.. بالنهاية الباطن ينتصر على الظاهر لهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يوجه أمته للإستعاذة من الخيانة فهي بئس البطانة.

 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنَّه بئس الضجيع ، وأعوذ بك من الخيانة، فإنها بئست البطانة))

وختاما أوصي نفسي وأوصيكم بتقوى الله والثبات على الحق... تقوى الله ليست كلمة تقال بل قول وعمل وعليكم بالتمسك بكلام الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهي طريق النجاة ولا نجاة إلا بها
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

بقلم بنت الشام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين



روى البخاري (6131) ومسلم (2591) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَنَّ رَجُلًا اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : (ائْذَنُوا لَهُ ، فَلَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ أَوْ بِئْسَ رَجُلُ الْعَشِيرَةِ) [الْمُرَاد بِالْعَشِيرَةِ قَبِيلَته , أَيْ بِئْسَ هَذَا الرَّجُل مِنْهَا] .

فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ أَلَانَ لَهُ الْقَوْلَ .

قَالَتْ عَائِشَةُ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قُلْتَ لَهُ الَّذِي قُلْتَ ، ثُمَّ أَلَنْتَ لَهُ الْقَوْلَ .

قَالَ : (يَا عَائِشَةُ إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ وَدَعَهُ أَوْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ) .

(اتقاء فحشه) أي لأجل قبيح قوله وفعله .

وفي لفظ للبخاري (6032) : (يَا عَائِشَةُ مَتَى عَهِدْتِنِي فَحَّاشًا ، إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ) .

قال ابن حجر: "قَوْله : (اِتِّقَاء شَرّه) أَيْ قُبْح كَلَامه".

وعند أبي داود بإسناد صحيح (4792) بلفظ : (يَا عَائِشَةُ ، إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ الَّذِينَ يُكْرَمُونَ اتِّقَاءَ أَلْسِنَتِهِمْ) .

قَالَ الْقَاضِي عياض : "هَذَا الرَّجُل هُوَ عُيَيْنَة بْن حِصْن , وَلَمْ يَكُنْ أَسْلَمَ حِينَئِذٍ , وَإِنْ كَانَ قَدْ أَظْهَرَ الْإِسْلَام , فَأَرَادَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبَيِّن حَاله لِيَعْرِفهُ النَّاس , وَلَا يَغْتَرّ بِهِ مَنْ لَمْ يَعْرِف حَاله ... وَكَانَ مِنْهُ فِي حَيَاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَعْده مَا دَلَّ عَلَى ضَعْف إِيمَانه , وَارْتَدَّ مَعَ الْمُرْتَدِّينَ , وَجِيءَ بِهِ أَسِيرًا إِلَى أَبِي بَكْر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ .

وَوَصْف النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ بِأَنَّهُ بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَة مِنْ أَعْلَام النُّبُوَّة ; لِأَنَّهُ ظَهَرَ كَمَا وَصَفَ , وَإِنَّمَا أَلَانَ لَهُ الْقَوْل تَأَلُّفًا لَهُ وَلِأَمْثَالِهِ عَلَى الْإِسْلَام" انتهى ، نقله عنه النووي في "شرح صحيح مسلم" .

وقال النووي : "وَفِي هَذَا الْحَدِيث مُدَارَاة مَنْ يُتَّقَى فُحْشه ... وَلَمْ يَمْدَحهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلَا ذَكَرَ أَنَّهُ أَثْنَى عَلَيْهِ فِي وَجْهه وَلَا فِي قَفَاهُ , إِنَّمَا تَأَلَّفَهُ بِشَيْءٍ مِنْ الدُّنْيَا مَعَ لِين الْكَلَام" انتهى ، "شرح صحيح مسلم" (16/144) .

وفي هذا الحديث بيان خطورة فحش الكلام ، وأن من أكثر منه حتى تحاشاه الناس خوفاً من شر لسانه فهو بشر المنازل عند الله .

"فشر الناس منزلة عند الله من تركه الناس اتقاء فحشه ، لا تراه إلا متلبساً بجريمة ، ولا تسمعه إلا ناطقاً بالأقوال الأثيمة .

فعينه غمازة ، ولسانه لماز ، ونفسه همازة ، مجالسته شر ، وصحبته ضر ، وفعله العدوان ، وحديثه البذاءة ، لا يذكر عظيماً إلا شتمه ، ولا يرى كريماً إلا سبه وتعرض له بالسوء ، ونال منه ، وسفه عليه" انتهى من كتاب "إصلاح المجتمع" للبيحاني صـ 199 .

وإن الله جل جلاله ليبغض من هذه صفته ، كما قال صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ) رواه الترمذي (202) وصححه الألباني .