جسر العبور..!!

زائر

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

{ يا لَيتَني قَدّمتُ لحَياتِي } ..

آيةٌ كَاشفة للحقائق ؛ كأنَّما هي صوتُ المُواجهة مع ذاتِك !

{ لحَياتي } ..
إذن لَم يَكن الموتُ سَوى لحظة الإنتقال لمُشاهدة إنجازِك .!

ونصّ القرآن هنا يكشِف لك أنّك لا تملُك إلا حياة واحدة .. { قدّمت لحياتي } !

و كُلّما نَقَصت حياتك هُنا ؛ نقَصت هُناك ..
وكلّما تكامَلت هنا ؛ تكامَلت هُناك ..
و أنت من بيدِك أن تجعلَ من الزَّمن المَحدود زمناً مطلقا كلّه خُلود ..!

وأنتَ من بيدِك أن تَبذُر بذرة هنا فَتكون لك شجرة طُوبى !

ترى لو كُنّا نحيا هنا بأكمل ما وهبَنا الله ثمّ نضعه في أصغرِ عملٍ نُتقنه .. مثل نُقطة ماء ظلّت تحفُر في صخرةٍ حتّى انتَهت إلى حفر خندقِ النَّجاة !

لو كنّا نفعل ذلك لامتلَكنا ناصيةَ النّجاة ..

{ قدّمتُ لحَياتي } ..
تلك حياة ممتدة
وهل تفَهم منها إلا أنّها كانت حياةً متّصلة ، و كان الموتُ هو توقيتُ بدء الحَصاد ..!

ما هو الموتُ ؟!
الموت ..
هو انتهاءُ مواعيد التّعب و بَدءِ استلام وثيقة مكتوبٌ فيها { لا نَصَب و لا تعَب } !

ستتوقّف كلّ العَواصف بعد موتِك ، و ستَقبض حياتك التي أرسلتَها ؛ مثل بِضاعة مُزْجاة تودُّ لو أنّ أحدهم يتصدّق عليك !

الموتُ إذن هو جِسر العُبور فَقط !
وما هي البصيرة ؟! ..
البَصيرةُ ؛ هي رُؤية ما يَعجزُ الآخرونَ عن رؤيتِه ..
هي رؤيةُ الخُلود الأزليّ ، ومعنى النّور حيث لا شيء يُشبه شيئاً من الدُّنيا !

و هيَ سماعُ حَسيسَها الذي يَحوْلُ بينك و بين لوثة الذّنب !

البصيرةُ ؛ هي أن تفهَم قولَ النبّي عليه ﷺ :" يا بلال إنّي لأسمعُ دُفَّ نعلَيك في الجَنة "..
خَشْخَشة صَدى قدَميْك على ورقِ النّعيم في الجنّة !

هل تَدري أنّه حيث كان قلبُك ينبِض في الأرض ؛ كانت خَطوتُك تَمضي !
فالخطوةُ هي انعكاس النَّبض !
والخطوةُ تستقرُّ حيث يُقيم القلب ! وتجذِب ما يُشبهُها ..
صَدى خطواتِ بلال كان يرنّ في مَسمع الجنّة إذن .. حتى كأنّ الطّريق هنا هو الطَّريق هناك .!

هل تَدري ( نحن لا نختارُ الطّريق ؛ نحن نُصبح الطّريق ) ثم نجدُ أنفسَنا من سالِكِيه !

نتوحّد مع أعماقِنا ، ومع ظِلال أعمالِنا .. و نذوب في أفكارنا ؛ حتّى لتَرى فلانَ فتظُّنه حَسنةً صالحة .. أو تراه سيئة تدبّ في الظّلام !

{ قدَّمتُ لحَياتي } ..
بعضُ القومِ له حياة مُمتلئة استمرّ فيَضانها .. مُثل انبثاقة زَمزم .. ولِد نبّعا صغيراً في بُقعة من الصّحراء ثم ظلَّ يتَعاظم حتّى سقى البشريّة جمعاء .. حياة اتّسعت آمادُها .. و اتَّسعت من قبل آمالها ؛ فاتّسعت في السّعي خطواتُها !

مصابنا أننا ننسَى في غَمرة السَّعي أن نلتقِط وَقْع خطواتنا و هي تحمِلنا إلى هُناك ..
ننسى أن نُصغي إلى دقّات الزّمن وهو يقودُنا إلى ساحة العَرض الأخيرة ..
ننسى .. لكنَّ اللهَ لا ينَسى !

إذْ يُبقي لكَ الخُيوط مُتّصلة نابضة بما كنت تهمِس و بما كنتَ تحيكُ فيها !
ثم يومَ القيامةِ تسمّع أُذنيكَ كثيراً { يا ليَتني } ..

يا ليتني ..
هوَ صوتُ الحَسرة حيثُ لا غَمام سيخفّف عنكَ حرارةَ المُشاهدة يوم يُقال لك { وكَشفنا عَنك غِطاءَك فبصَرُكَ اليومَ حَديد } !

يا ليتَني .. وبعضُ الأُمنيات عَذاب !
يا ليتَني .. فالأغلالُ لا تُولدُ فَجأةً ؛ ولكنّها تصنع زَرَدة و زَرَدة حتّى إذا اكتَملت صارت قيداً !

يا ليتَني .. كلمة يُصبح ألمَها بسَعةِ الدُّنيا و الآخرة ، فقد كان يملِك عَتبات القُرب لو أنّه تخلّص من قديمِ عَثراتِه !
لا تُسافر إلى الآخرة ؛بل كُن في الأخرةِ قبل المَوت .. حتى لكأنّك { ترى عَرش الرّحمن بارزاً } !

لأجلِ ذلك .. أيقِظ عَينك !
واستعِن بالله على بُعدك .. و أطِل النّظر إلى نفسِك .. وتساءل .. هل تَشُمّ في ثيابِك باطِنها و ظاهرِها بعضاً من ريح الجنّة !

ثم انظُر إلى قامَتِك .. هل تُقاربُ قامة الأصفِياء ..
انظُر إلى كلماتِك .. هل تُقارب حديث أهلِ الجنة ..
انظُر إلى رُوحك .. إلى عينيِك .. هل يليقُ بها رُؤية الله !

لا تَرحل إلى الدّار الآخرة ؛ بل هاتها إليك .. و ابحث عن نَفسِك فيها .. أين تجدُ ذاتَك و أين عَثرت عليها !

صدّقني .. إنّ أشدَّ أنواعِ الألمِ ألمُ المُعاينة ؛حيث تتألّم بالوعيِ و بالبَصيرة معاً .. حيثُ لا سبيل يومَها لدَفن الحقائق ؛ لأنَّ الحقيقة مثل الشّمس لا يُمكن وَأدها !

و هل تنبهت يوما أنَّ العُمر لا يُعدّ عدّاً ..
العمر يُسمع .. العُمر يُرى و العمر يُكتب بالحبر المسكوب من دمِك !

العُمر هو ما اقتُطع منك وأنت تنظُر اليه .. تحتَمل وَجع فِراقه وهُم يغادرون به للدار الآخرة ..
لكنَّهم يَمنحونك به بعد ذلك مقعداً ..
أو ربّما كلَّ مقامِ القُرب !

_ منقووووووول

زائر

زائر

زائر

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .مشاء تبارك الله اهتزت القلوب بذكر الله جعل الله لكم ولنا ولكل اخواننا واخواتنا هنا والمسلمين من التقوى والعمل الصالح والرضى والرحمه مايبلغنا قرة عين في الجنه قولو اااااااااااااااااااااااامين اللهم امين يارب العالمين

________________
صبرٱ جميلٱ ، وقلب فسيحٱ ، ورضٱ عميقٱ ، ونورٱ من نورك يا آلله

زائر

ابو رآجي كتب:: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .مشاء تبارك الله اهتزت القلوب بذكر الله جعل الله لكم ولنا ولكل اخواننا واخواتنا هنا والمسلمين من التقوى والعمل الصالح والرضى والرحمه مايبلغنا قرة عين في الجنه قولو اااااااااااااااااااااااامين اللهم امين يارب العالمين

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين وإياكم أخي الكريم.... جزاكم الله الجنة

» مسافة العبور إليه...!!!