- Ashraf y كتب:
- أتيت لك يا أخي بقصة عن سيدنا عمر واخرى عن سيدنا عثمان واخرى عن سيدنا علي أتريد ان اكررها فلم تفهمو المغزى
واتيتم بأية وقلت انفا ان القرءان يريد رجل يفهم الكتاب والسنة وعلم اللغة العربية
انت قلا بأنه نص صريح ما رأيك في هذه القصة لتفهم ما اقصد برجل يفهم الكتاب
آت رجل اسيوي الى حلقة علم بدولة عربية وكان الشيخ أعمى فقال ان النص في القرءان لا يحتمل تأويل ولا تفويض ولافهم بل هو بما نفهم منه نحن
فقال له الاسيوي(قال تعالى . وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا ) فسكت الشيخ وقال الا في هذه
سأقرب لك المسألة
اولا هذا تعريف الغيب
والغيب هو كل حقيقة لا يدرك طبيعتها العقل أو لا يتعامل معها الإنسان بالحواس حيث لا سبيل إلى معاينتها أو الوقوف عليها، لكنه يدركها كحقيقة ، كالملائكة والجن والشياطين والجنة والنار أو كالمستقبل وما سيقع فيه. والروح التي تحيي هذا الجسد عند الإنسان والحيوان هي من علم الغيب أيضاً، ندركها كحقيقة لكن لا سبيل إلى معاينتها أو إدراك طبيعتها
ثانيا لا ادعي تفسير القرءان حشى لله
لكن الله قال لايعلم الغيب إلا الله ومم ارتضى من رسول
والغيب الذي نتحدث عنه غير الغيب الذب تحدث الله عنه مثلا قصة سارية الجبل لا ملائكة ولاجنة ولا نار وممن اتا بها تعريف الغيب
انا مثلا الأشياء التي تحدث أمامي يوميا هي بالنسبة لك غيب اذا سلمنا ان هذا اسمها غيب والأشياء التي تحدث معك انت هي غيب بالنسبة لي فهل هذا دليل على اني انا وانت نعلم الغيب
الأخ الكريم .
ننصح لكم بالروية حتى يحسن منكم البيان ، خاصة و قد ذكرتم لنا اللغة العربية و الدراية بها ، فقد غصت مشاركتكم بالأخطاء ، و احسبها سبق قلم من فرط الحماسة ، و إن كان واحد منها يمس ذكر الله عز و جل .
أما يا أخي و إن كنت تبغي جدلا فليس لي فيه غاية .
لكن أقتصد فأقول الآتي .
أما الدفاع عن إبن تيمية أو غيره فليس من أولوياتي ، فلا أؤمن بعصمة أحد إلا الأنبياء وحدهم ، و هذا المبدأ بالذات لابد أن يصلك بتمامه و يستقر في عقلك لأنه من عدم استقراره أتى تخبطك في الاقوال .
و مبدأ هذا الخلاف أنك يا أخانا لا تعرف الفرق بين قوله تعالى " فلا يظهر علي غيبه أحدا" و بين الرؤى و الإلهام و الفراسة .
و المشكلة أصلها في اختراع ظاهرة " الكشف " هذه ، و كذاك مصطلحها ، فأنت إلى الآن و كذا غيرك أيا من يكون ممن يقول بها ، لا تزال لا تستطيع ان تدرجها تحت أي صنف من صنوف العلم التي جاءت في القرءان و السنة .
و دعني اوضح لك أن العلم نوعان ، علم ظن و علم يقين .
قال تعالى " كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) "
و علم اليقين هو كل علم لا يبقى بعده شك في صحته .
و قد يقع هذا بالمباشرة بالحواس ، أو بقول من الله عز وجل و رسوله فهذا أبلغ في اليقين .
و دون هذا العلم الظني ، و يدخل فيه كل علم بشيء يحتمل ان يكون علي الحقيقة غير المعلوم به ، و تحت هذا تنطوي الفراسة و الإلهام و الرؤى .
فتحت اي صنف منهما تجعل " الكشف " ؟!
و علي ذكر اللغة العربية و البلاغة فإنك لو تأملت قوله تعالى " فلا يظهر علي غيبه أحدا" لعلمت البلاغة في لفظ " يظهر على " فالظهور لفظة تفيد العلو و التمكن ، فلعل المراد - والله أعلم - أن الممتنع علي العباد دون الرسل علم اليقين بما جعله الله غيبا ، و إن جاز للعباد ان يطلعهم الله بصور دون اليقين ، كالرؤى المنبئة ، أو الإلهام إن خلص ، أو الفراسة و توفيق الفكر ، غير انها كلها تحتمل الخطأ في الفهم و التصور .
و لكن أتعلم لماذا من يتاجرون بالكشف يعرضون عن مصطلحات الإلهام و الفراسة و الرؤى ؟! لأنهم يريدون ان يجعلوا " الكشف " علم يقين ، حتى لا تنقص وجاهة من يدعيه فيصير " بكشفه " كسائر الناس ممن كان علمهم ظنا و إن غلب .
أو تعلم أيضاً لم يحشروه - كما فعلت - مع الفراسة و الإلهام و الرؤى ؟!
حتى لا يكون ممتنعا علي عبد دون الرسل و لا يدخل في نطاق الاظهار علي الغيب الذي قصدته الآية الكريمة فيكون ممتنعا علي " الولي " و غيره ممن يدعوه .
هذه الزئبقية في وصف الكشف و عدم الثبات و القرار في أي فئة يقع و أي باب يتبع تجعلك تدبر و تقبل في تعريف الكشف و الغيب .
فاخبرنا هل تقصد بالكشف علم يقين ام علم ظن ؟!
اما كلامكم الاخير باللون الأزرق ، فصدقا لا اعلم ماذا أقول فيه .
لكن اقطع عليك السبيل فأقول نعم ، سيظل ما أفعله و لا تعلمه غيبا بالنسبة لك ، و كذا ما تفعل و لا أعلم غيب عني حتى تعلم أو أعلم به يقينا ، و حتى يحدث هذا العلم فإنه لا يمنعك هذا من ان تتفرس او تلهم او حتى ترى فيه رؤى ، و كذلك قد افعل ، لكن هذا كله ظن يصيب و يخطأ .
و المشكلة يا اخي في من يدعي أنه تحصل علي علم مطلق يقيني بشيء هو عنه من قبلها غيب ، ثم تسأله كيف تحصلت عليه بدون المباشرة أو الوحي الإلهي - قطعا لأنه ليس نبياً - ؟ يقول لك هو كشف !! فتقول له اذا تقصد انه ظن - كالالهام و الرؤى - ؟! فيقول لك كلا ، بل هو كشف ، فنقول له كل علم بغيب دون مباشرة و معاينة أو وحي من الله فهو ظن ، لا يمتنع في حقه الخطأ او الشك او الكذب بالكلية .
و ختاما ، عودا علي بدأ .
فإن معرفة من هو المهدي المنتظر قد يقع فعلا لأحدهم ، و لكن لا تجعلوا " الكشف " في مرتبة أعلى من الرؤى الصادقة ، فإنه لا وحي بعد النبوة إلا الرؤى الصادقة ، و عندنا في هذا دليل من كلام النبي ﷺ ، و حتى هذه فتاويلها و تعبيرها ظن راجح ، فلا يبقى علم يقين بغيب إلا الوحي من الله لرسول ، و إن النبوة و الرسالة قد ختمت بمحمد ﷺ .