“تقدير أوّلِي حول نتائج فوز ترمب”

السلام عليكم
كلام حق من رجل محسوب علئ نفسه

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
لقد تركت اقوال المحللين و أصحاب الرأي منذ زمن .
للاسف تحليلات تتمتع - كما كنت - بالسذاجة الحسنة .
الجميع غارق في ابتلاع طعم الإغراق في التفاصيل .
من يحاولون تحليل الوقائع دون الإعتراف بعمق المؤامرة و الاستراتيجية ، سيقعون ضحية للادبار و الاقبال ، و الأمل و الإحباط ، و التوقع و الخيبة .
إنها اشبه بالعشوائية التي ليست عشوائية ، و التلقائية المبرمجة مسبقا .
هذه التلقائية تأباها أشياء كثيرة ، التكامل و التوافق و التزامن ، مهما كثرة الرغاوي و الزبد علي السطح فإنها تفشل في اخفائها جميعا .
ما يقف حاجزا مانعا أمام التسليم بالحقيقة ، هو امتدادها و بشاعتها وواستعظامها .
لكن الحقيقة هي أن هذا ما وصلنا إليه - كبشر جميعا - علي المسار الذي اتخذناه .
الدجال و من قبله إبليس ، العدو الاقدم هم من يديرون المشهد بكل بساطة ، و رغم القبح .
الديموقراطية الامريكية هي لعبة سخيفة من تبادل الادوار و التلاعب بالازدواجية ، تلك الازدواجية التي صيغت بها الدنيا ، يحاول الشيطان الآن أن يضاهيها في ألعابه ، و علي الاصح فإنه قد تعلم الدرس ، أن لا يسعى للتخريب ، و لكن بدلا من هذا يرقص علي الايقاع ، و يستخدم الهدم من اجل البناء ، و البناء من أجل الهدم ، حتى يطلق علي ممثليه the great architect of the universe .


ترامب ترجمة اسمه الحرفية " الورقة الرابحة " .
من يظنون أن المقاومة تنتصر لا يعرفون أن عدم النصر لا يعني الهزيمة .
من يظنون أن كل شيء تلقائي و خالص ، حتى من أهل الخير و المقاومة فهم سذج .
ترامب الوجه الاقبح للنازية العالمية .
ترامب هو قائد معركة الشعب الأمريكي ضد العالم ، و الرجل الذي سينقذ امريكا من طامة التفكك الوشيك ، و ليس هذا بأقل مما اجاد فعله دوما ، بجعل كل ما ليس امريكيا عدو ، و لا يوحد الشعوب اكثر من صوت المعركة .
ترامب ليس له حليف حقيقي سوى نفسه ، و الصهيونية تمسك بقواعد كرسي الحكم في امريكا بالذات ، سيخدمها كما لم يخدمها احد من قبل .
جريانه السريع نحو خدمتها سيسقط بسبببه كل من لا يسعهم ملاحقته من حكام العرب ، و ليس لأنهم لا يريدون ، بل لأنه فوق ما يطيقون و تطيق اجهزهتهم الامنية و الإعلامية التخديم عليه .
هذا الرجل أتى ليكون المطرقة التي تهشم ما خلخله بايدن و من قبله .
و ما خلخله بايدن اكثر من مجرد نزاعات جيوسياسية مسلحة ، بل بنية اجتماعية و ثقافية عميقة في الكثير من الشعوب .
ترامب لطالما أجاد لعب دور الفتى الأرعن الذي يستطيع ان يفعل ما هو غير متوقع و يدفع بالامور للحد الاقصى و يبدو في نفس الوقت بطلا محافظا عن الشعب الامريكي و هويته و تقاليده .
ترامب سيستعرض قوة أمريكا لاقصى درجاتها أمام جمهوره ، ليس من الجمهورين و حسب ، لكن لكل من يحب الثقافة الأمريكية التقليدية الوطنية .
هذا هو دوره في اللعبة القذرة التي تجري .
ترامب سيتصرف كما لو أنه قيصر روما و حاكم الدنيا المطلق .
هذا هو رأي الشخصي .