الشَّامِلُ لِرُؤَى المَهْدِيِّ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشَّامِلُ لِرُؤَى المَهْدِيِّ

مُنتَدَى إِسْلَامِيٌّ سُنِّيٌّ يُعْنَى بِجَمْعِ رُؤَى المَهْدِيِّ وَ تَعْبِيرِهَا و تَرْتِيبِهَا مَعَ بَيَانِ الرُّؤَى المَكْذُوبَةِ وَ الوَاهِيَةِ
 
الرئيسيةس .و .جبحـثأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
»  سكــون القرآن - تلاوة خـاشعة...
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyأمس في 11:40 pm من طرف أمة الله.

» التدخين... الصديق اللّدود
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyأمس في 1:13 pm من طرف أمة الله.

» “ أهمية الصداقة في الاسلام “
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyأمس في 12:56 pm من طرف أمة الله.

» صديقتي في الرؤى
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyأمس في 9:03 am من طرف يوسف

» “ نساء غزة”
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyالجمعة نوفمبر 01, 2024 6:59 pm من طرف يوسف

» “ قصة نبي الله داود و جالوت، وسر تابوت بني إسرائيل”
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyالخميس أكتوبر 31, 2024 9:05 pm من طرف أمة الله.

» مقتطفات...
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyالخميس أكتوبر 31, 2024 11:20 am من طرف أمة الله.

» النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعمروعلي رضي الله عنهما
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyالخميس أكتوبر 31, 2024 2:09 am من طرف اسماعيل

» ياخذون الجسد الشريف لسيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الى مصر
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyالخميس أكتوبر 31, 2024 1:46 am من طرف اسماعيل

» رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتديا درعه وسيفه على جانبه
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyالخميس أكتوبر 31, 2024 1:40 am من طرف اسماعيل

» رسول الله صلى الله عليه وسلم راكبا البراق متجها للقدس
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyالخميس أكتوبر 31, 2024 1:19 am من طرف اسماعيل

» فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لايشبه رسول الله كثيرأ
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyالخميس أكتوبر 31, 2024 1:00 am من طرف اسماعيل

» بايعه أهل مصر رئيسا ليس المهدي الحقيقي والمهدي الحقيقي حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبايع بعد
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyالخميس أكتوبر 31, 2024 12:56 am من طرف اسماعيل

» الجن يستعدون للقتال مع المهدي
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyالخميس أكتوبر 31, 2024 12:51 am من طرف اسماعيل

» « تأملات مقتبسة.. »
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyالثلاثاء أكتوبر 29, 2024 5:01 pm من طرف أمة الله.

» “الساعة قد دنت”
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyالإثنين أكتوبر 28, 2024 10:15 pm من طرف أمة الله.

» كيف أحببت رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyالإثنين أكتوبر 28, 2024 5:43 pm من طرف Red

» “ فذكِّر بالقرآن “
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyالإثنين أكتوبر 28, 2024 10:37 am من طرف أمة الله.

» عيسى ابن مريم
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyالأحد أكتوبر 27, 2024 7:45 pm من طرف محمد علي علي

» " لِما لا تسأل الله الهدى.. لِما لا تقف قليلاً ⁉️"
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyالأحد أكتوبر 27, 2024 10:25 am من طرف أمة الله.

» شذرات الذهب من كلام من ذهب
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyالسبت أكتوبر 26, 2024 5:30 pm من طرف أمة الله.

» الرسول ذاهب للحج او العمرة
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyالسبت أكتوبر 26, 2024 3:14 pm من طرف يوسف

»  النبي صل الله عليه وسلم قد ظهر بين الناس
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyالسبت أكتوبر 26, 2024 3:06 pm من طرف يوسف

» “ تطورات الأحداث الأخيرة “
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyالسبت أكتوبر 26, 2024 12:31 pm من طرف أمة الله.

» الشمس تتوقف ٢٤ ساعة.
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyالسبت أكتوبر 26, 2024 9:08 am من طرف يوسف

» « معركة آخر الزمان »
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyالسبت أكتوبر 26, 2024 8:49 am من طرف يوسف

» رسول الله آتٍ إلى فلسطين عن طريق الشام،
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyالجمعة أكتوبر 25, 2024 10:35 am من طرف يوسف

» الله أكبر هذه نهاية اليهود
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyالجمعة أكتوبر 25, 2024 10:31 am من طرف يوسف

» نقل قبر النبي إلى جباليا ومن ثم للقدس
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyالجمعة أكتوبر 25, 2024 1:02 am من طرف اسماعيل

» تمتع اخي بجنة الدنيا.
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyالأربعاء أكتوبر 23, 2024 11:45 pm من طرف اسماعيل

» " بر الوالدين و أهميته "
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyالأربعاء أكتوبر 23, 2024 8:46 pm من طرف أمة الله.

» « يَأْوِينَا الْقُرْآن كُلَّمَا أَوْحَشَتَنَا الدُّنْيَا »
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyالأربعاء أكتوبر 23, 2024 1:06 pm من طرف أمة الله.

» “ ألا يا قلب لا تحزن”
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyالأربعاء أكتوبر 23, 2024 12:40 pm من طرف أمة الله.

» القطار لم ينطلق بعد والباب مغلقة
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyالأربعاء أكتوبر 23, 2024 11:38 am من طرف يوسف

» كيف تفرق بين الشجر والحجر بالسمع فقط
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyالأربعاء أكتوبر 23, 2024 9:54 am من طرف يوسف

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 8 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 8 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 283 بتاريخ الأحد يوليو 04, 2021 7:25 am

 

 إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الفرزدق
مُنَسِّقٌ عَامٌّ وَ مُعَبِّرُ المُنتَدَى
مُنَسِّقٌ عَامٌّ وَ مُعَبِّرُ المُنتَدَى
الفرزدق


المساهمات : 9401
نقاط : 253
تاريخ التسجيل : 26/12/2017

إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Empty
مُساهمةموضوع: إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟   إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟ Emptyالأحد أبريل 01, 2018 8:11 am

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

هناك خمسة أقوال في هذه المسألة:
1. يتحقَّق التفسير الأوَّل للرؤيا مطلقًا، ولا يتحقَّق أيُّ تفسير آخر بعده.
ويُقصَد بذلك أنـَّه بمجرَّد أن يقوم شخص بتفسير الرؤيا على معنى معيَّن بصرف النظر عن كون هذا التفسير مُحتملًا أو غير مُحتمل، أو كونه صوابًا أو خطأ، فإنَّ هذا التفسير يثبُت على الرؤيا، ويكون هو المعنى المتحقِّق لها.
وقد استند من قالوا بهذا الكلام إلى ظاهر معنى حديث النبيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم): «إنَّ الرؤيا تقع على ما تُعبَّر، ومَثَلُ ذلك مثل رجل رفع رِجلَيه فهو ينتظر متى يضعها، فإذا رأى أحدكم رؤيا، فلا يُحَدِّث بها إلَّا ناصحًا أو عالمـًا» (حديث صحيح – صحيح الجامع).
وقال بعض أنصار هذا القول بأنَّ القَدَر يسوق للرؤيا من يفسِّرها أول تفسير، فتـتحقَّق عليه.
2. يتحقَّق التفسير الأوَّل للرؤيا بشرط أن يكون مُحتملًا، وإلَّا فلا.
ويُقصَد بذلك أنَّ التفسير الأوَّل للرؤيا يتحقَّق يقينًا إذا كان ممَّا تحتمله رموزها، أي التفسير الاحتماليُّ الذي يقوم على قاعدة صحيحة من قواعد تفسير الرؤى. أمَّا إذا كان التفسير خطأ، أو غير مُحتمل، أو لا يستند إلى أيَّة قاعدة من القواعد الصحيحة لتفسير الرؤى، فإنـَّه لا يتحقَّق، ولكن يتحقَّق أوَّل تفسير مُحتمل بعده، فإن لم يكن الذي بعده محتملًا، تحقَّق الذي بعده من التفسير المُحتمل، وهكذا.
وقد استند من قالوا بهذا الكلام إلى قول النبيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) لأبي بكر الصدِّيق (رضي الله [تعالى] عنه) عندما فسَّر رؤيا في حضرة النبيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم): «أصبت بعضًا، وأخطأت بعضًا» (مُتَّفق عليه)، فاستنتجوا من ذلك أنَّ التفسير الخطأ لا يتحقَّق، ولو كان أوَّل تفسير.
وقد حاول أصحاب هذا القول بذلك تقييد وتصحيح الفهم الواسع جدًّا للمسألة عند أصحاب الحديث المُستَنَد إليه في القول الأوَّل، وذلك بالحديث المُستند إليه في القول الثاني.
فحديث أصحاب القول الأوَّل صحيح عند أصحاب هذا القول، ولكن قيَّدوه وحدَّدوا معناه بالحديث الثاني، فاستثنوا التفسير الخطأ أو غير المُحتمل من التحقُّق، ولو كان هو التفسير الأوَّل للرؤيا.
وقد كان الشيخ مُحمَّد ناصر الدين الألبانيُّ (رحمة الله [تعالى] عليه) من أنصار هذا القول، فجاء عنه في كتاب السلسلة الصحيحة: «…والحديث صريح بأنَّ الرؤيا تقع على مثل ما تُعبَّر، ولذلك أرشدنا رسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم) إلى ألَّا نقصَّها إلَّا على ناصح أو عالم؛ لأنَّ المفروض فيهما أن يختارا أحسن المعاني في تأويلها فتقع على وفق ذلك، لكن ممَّا لا ريب فيه أنَّ ذلك مُقيَّد بما إذا كان التعبير ممَّا تحتمله الرؤيا و لو على وجه، و ليس خطأ محضًا، وإلَّا فلا تأثير له حينئذ. والله أعلم» ا.هـ
ومع ذلك، فهناك إشكال في القولين الأوَّل والثاني، وهو أنـَّه إذا ما افترضنا أنَّ أيًّا منهما صحيح، فبناء على ذلك، يستطيع الإنسان أن يعرف الغيب بشكل يقينيٍّ لا شكَّ فيه من خلال الرؤيا بمجرَّد أن يتمَّ تفسيرها أوَّل تفسير أو أوَّل تفسير محتمل، وهذا غير ممكن؛ لأنَّ الغيب اليقينيَّ لا يعلمه إلَّا الله (عزَّ وجلَّ) وحده لا شريك له (سبحانه وتعالى) (تناولنا هذه المسألة تفصيلًا في سؤال سابق، فليرجع إليها من أراد الاستزادة).
3. تتحقَّق الرؤيا على الخير أو الشرِّ في أوَّل تفسير مُحتمل دون شرط أن تتحقَّق تفاصيل هذا التفسير الأوَّل.
ويُقصَد بذلك أنَّ الرؤيا إذا فُسِّرت أوَّل مرَّة على معنى خير مُحتمل تحقَّقت على الخير، ولكن على أيِّ خير محتمل، وليس بالضرورة الخير الذي ذكره المفسِّر في التفسير الأول.
فمثلًا: إذا فسَّر مفسِّر رؤيا تفسيرًا أوَّل على أنـَّها بشرى بزواج، فهذا أوَّل تفسير للرؤيا على احتمال خير. وبالتالي تقع الرؤيا على الخير عمومًا، ولكن ليس بالضرورة أن يكون هذا الخير زواجًا كما قال المفسِّر الأوَّل، فقد يكون زواجًا كما قال، أو قد يكون خيرًا آخر محتملًا أيضًا.
وبالمثل، إذا فسَّر مفسِّر رؤيا تفسيرًا أوَّل على معنى شرٍّ محتمل، كإنذار بمرض خطير مثلًا (عياذًا بالله تعالى)، فهذا أوَّل تفسير للرؤيا على احتمال شرٍّ. وبالتالي تتحقَّق الرؤيا على الشرِّ، ولكن ليس بالضرورة أن يكون هذا الشرُّ مرضًا خطيرًا كما قال المفسِّر الأوَّل، فقد يكون كذلك أو قد يكون أيَّ شرٍّ آخر.
ويستند هذا القول إلى حديث النبيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم): «إذا عبرتم للمسلم الرؤيا، فاعبروها على خير فإنَّ الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها» (حديث حسن – فتح الباري).
وكذلك حديث النبيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم): «رأيت في المنام أنِّي أهاجر من مكَّة إلى أرض بها نخل، فذهب وَهَلِي إلى أنـَّها اليمامة أو هَجَر، فإذا هي المدينة يثرب» (مُتَّفق عليه).
فذهب أصحاب هذا القول إلى أنَّ الرؤيا إذا فُسِّرت على خير، تحقَّقت على خير، وإذا فسِّرت على شرٍّ، تحقَّقت على شرٍّ، وذلك استنادًا إلى نصِّ الحديث السابق الأوَّل.
ومع ذلك، فليس بالضرورة أن تتحقَّق الرؤيا على احتمال الخير (أو الشرِّ) الذي ذكره المفسِّر الأوَّل، وذلك استنادًا إلى نصِّ الحديث السابق الثاني، حيث فُسِّرت الرؤيا تفسيرًا أوَّل مُحتملًا على الخير (اليمامة أو هَجَر)، فوقعت على الخير، ولكن على خير آخر مختلف (المدينة) ممَّا يحتمله تفسير الرؤيا غير الاحتمالين المذكورين في التفسير الأوَّل.
وهذا القول هو محاولة لتلافي الإشكال في القولين الأوَّل والثاني. فهو من جهة يثبت وقوع التفسير الأوَّل للرؤيا، ومن جهة أخرى ينفي أن تكون الرؤيا مصدرًا للعلم بالغيب اليقينيِّ، فيؤكِّد على دخول الظنِّ والاحتمال في تفسيرها.
وهذا القول أقوى وأفضل من سابقيه.
4. للرؤيا تفسير واحد فقط هو الذي يتحقَّق، وليس بالضرورة أن يكون أوَّل تفسير، ولا حتَّى أوَّل تفسير محتمل.
لهذا القول شعبيَّة كبيرة بين مفسِّري الرؤى. وقد استند من قال به إلى حديث النبي (صلَّى الله عليه وسلَّم): «رأيت في المنام أنِّي أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب وَهَلِي إلى أنَّها اليمامة أو هَجَر، فإذا هي المدينة يثرب» (مُتَّفق عليه).
فقال أصحاب هذا القول أنَّ النبيَّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) قد فسَّر هذه الرؤيا تفسيرًا أوَّل مُحتملًا (اليمامة أو هَجَر). ومع ذلك، فلم يشأ لها الله (تعالى) أن تتحقَّق عليه. وبالتالي فلكلِّ رؤيا تفسير واحد صحيح متحقِّق، وليس بالضرورة أن يكون أوَّل تفسير، ولا حتَّى أوَّل تفسير مُحتمل.
وتظهر هنا محاولة أصحاب هذا القول لفهم الحديث بشكل مختلف عن فهم أصحاب القول السابق له.
وهذا القول هو من الأقوال القويَّة المعتبرة، تؤيِّد صحَّته وأهمِّيَّته التجربة والخبرة لكثير من مفسِّري الرؤى.
5. جميع الأقوال السابقة تستند إلى أدلَّة صحيحة. وبالتالي فكلُّها مُحتملة الصحَّة. وعلى المسلم أن يحسن الظنَّ بالله (تعالى)، وألَّا يَقُصَّ رؤياه إلَّا على عالم أو حبيب.
ويُقصَد بذلك أنَّ جميع الأقوال السابقة يُحتمل أن يصحَّ بعضها أحيانًا، ويُحتمل أن يصحَّ البعض الآخر أحيانًا أخرى.
فقد يتحقَّق أوَّل تفسير للرؤيا أحيانًا، وقد لا يتحقَّق في أحيانٍ أخرى. وقد تتحقَّق الرؤيا على أوَّل احتمال خير أو شرٍّ أحيانًا، وقد يكون لها تفسير واحد صحيح تتحقَّق عليه في أحيانٍ أخرى.
وواجب المسلم دائمًا في التعامل مع الرؤى أن يحسن الظنَّ بالله (تعالى)، وأن يعلم أنَّ الله (عزَّ وجلَّ) لا يريد لعباده المسلمين الموحِّدين إلا الخير في الدنيا والآخرة، وأن يعلم كذلك أنَّ المسلم الصالح يتقلَّب دائمًا من خير إلى أفضل برحمة الله (جلَّ جلاله)، وكرمه، وتوفيقه (سبحانه). فلا ينبغي لرؤيا أن تُغيِّر هذا المعتقد أبدًا عند المسلم الصالح مهما كان ظاهرها سيِّئًا.
وينبغي للمسلم أن يدرك أنَّ رؤياه إن لم تتحقَّق على الخير الذي يتوقَّعه، فستـتحقَّق بفضل الله (تعالى) وكرمه (سبحانه) على خير أفضل ممَّا يتوقَّعه. وهذا هو شأن المولى الكريم (سبحانه وتعالى) مع عباده المسلمين الموحِّدين الصالحين.
وكذلك ينبغي للمسلم – بعد أن أدرك ما قد يكون لتفسير الرؤى من خطورة – أن يحرص على ألَّا يقصَّ رؤياه إلَّا على عالِم أو حبيب كما علَّمنا النبيُّ (صلَّى الله عليه وسلَّم).
ولعلَّ هذا هو أفضل وأشمل ما قيل في هذه المسألة، ولعلَّ هذا القول يكون حلًّا لإشكالات كثيرة في تفسير الرؤى لم تستطع الأقوال الأخرى حلَّها.

احتدم الجدال بين الذين قالوا بأنَّ التفسير الأوَّل للرؤيا هو الذي يتحقَّق يقينًا وبين الذين قالوا أنـَّه لا يتحقَّق بالضرورة، فنذكر هنا جانبًا آخر منه.
فبالإضافة إلى الحجج المذكورة في إجابة السؤال، فقد احتجَّ فريق القول الأوَّل بقول الله (تعالى) على لسان يوسف (عليه السلام) عندما فسَّر الرؤيـيين لصاحبيه في السجن: ﴿قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ﴾ (يوسف:41)، أي أنَّ تفسير الرؤيـيين قد أصبح واقعًا مُتحقِّقًا لا محالة بمجرَّد أنَّ فسَّرهما لهما يوسف (عليه السلام).
بينما احتجَّ فريق القول الثاني بما ذهب إليه بعض المفسرين لقول الله (تعالى): ﴿وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ﴾ (يوسف:42) – بأنَّ كلمة “ظنَّ” في الآية الكريمة تشير إلى أنَّ تفسير الرؤيا هو عمليَّة تخضع للاحتمال، وأنَّ وقوع تفسيرها هو مسألة ظنيَّة، وليست يقينيَّة.
فَرَدَّ الفريق الأوَّل عليهم بأنَّ كلمة “ظنَّ” في الآية السابقة إنَّما تعني عَلِم وأيقن كما أشار إلى ذلك عدد من المفسِّرين، فهو (عليه السلام) قد أيقن أنَّ التفسير واقع، وليس ظنًّا.
فَرَدَّ الفريق الثاني عليهم بأنَّ المقصود بقول الله (تعالى): ﴿قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ﴾ ليس بالضرورة يعني أنَّ تفسير الرؤيا واقع لا محالة، بل قد يكون فيه إشارة إلى انتهاء الكلام، أي كأنـَّه (عليه السلام) يريد أن يقول لهما: تمَّت الإجابة على سؤاليكما.
فَرَدَّ الفريق الأوَّل بأنـَّه قد جاء عن عبد الله بن مسعود (رضي الله [تعالى] عنه) أنـَّه قال: «الفتيان الذان أتيا يوسف (عليه الصلاة والسلام) في الرؤيا إنَّما كانا تكاذبا، فلمَّا أوَّل رؤياهما قالا: إنـَّا كنـَّا نلعب، قال يوسف: قُضي الأمر الذي فيه تستفتيان» (أثر صحيح – رواه الحاكم في المستدرك).
وقد أورد بعض المفسِّرين هذا الكلام بلفظ آخر كما جاء في تفسير البغويِّ وغيره: «قال ابن مسعود: لمـَّا سمعا (أي الفتيان) قول يوسف، قالا: ما رأينا شيئًا، إنَّما كنَّا نلعب، قال يوسف: ﴿قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ﴾، أي فُرغ من الأمر الذي عنه تسألان، ووجب حكم الله عليكما الذي أخبرتكما به، رأيتُما أم لم تَرَيا».
فردَّ الفريق الثاني أنـَّه حتَّى ولو كان هذا الأثر عن عبد الله بن مسعود (رضي الله [تعالى] عنه) صحيحًا، فلعلَّ يوسف (عليه السلام) أخبرهما بما سوف يقع لهما يقينًا بناء على وحيٍّ أوحاه الله (تعالى) إليه، وليس بناء على تفسير رؤيا فقط؛ لأنَّ الأنبياء لا يفتون الناس إلَّا بوحيٍّ من الله (تعالى).
والله (تعالى) أعلم بالصواب.

منقول.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alchamil.ahlamontada.com
 
إذا اختلف المعبرون في التفسير،فأي أقوالهم سيتحقق ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ( الإخوة المعبرون )
» كتب التفسير المعتمدة
» لمسات مع الحروف في التفسير
» بلد الجزائر -اعطو التفسير حقه او اصمت
» التفسير بالرسم... أحكام الميراث موضحة وميسرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشَّامِلُ لِرُؤَى المَهْدِيِّ :: جُمَّاعُ رُؤَى المَهْدِيِّ :: مَدْخَلُ إِلَى عِلْمِ التَّعْبِيرِ-
انتقل الى: