لن تصدق من سيقضي علي الماسونية العالمية!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
كنت أتحدث البارحة مع صديق لي عن آخر الزمان و ما يحدث حولنا ، و قد بدت لنا فكرة وجدت فيها وجاهة ، رغم غرابتها الشديدة ، لكنها كانت استنتاجا بعد  نقاش.
إن الدجال سيعمد إلي تدمير الماسونية العالمية ، علي الحقيقة او تظاهرا بهذا .
و منطقية الفكرة كانت من وجهين .
الأول أن هذا المسلك هو سمت الفكر الماسوني ، ألا و هو استخدام الهدم ببراعة لتحقيق البناء ، فالبناء الماهر يجيد البناء ، لكن البناء المتفرد هو من يهدم بنفس دقة البناء ، أما الماسوني الحر ، فيعتقد ان الهدم والبناء جناحين لشيء واحد ، فالبناء يقود للهدم و الهدم يستخدم للبناء .
و ربما يخطط الدجال لتدمير النظام الماسوني العالمي ، لأنه اصبح فضفاضا ، و به الكثير جدا من العمالة الزائدة ، والتي لا تناسب توجهه الاعمق و الاصدق في التفرد بالحكم و الاحتكارية .

و الوجه الثاني: أن من يدعي أنه الإله ، فلن يجد أكثر ما يبرهن و يقنع به الناس في كونه هكذا من ان يحارب من لطالما عرف الناس عنهم أنهم ضد الأديان و ضد الإله .
سيثبت لهم أنه العدو الحقيقي للماسونيين " الاشرار" ، و ينأى بنفسه عنهم ، بل و قد يزعم أنه سيتكفل بأمر الدجال إن ظهر ، أو أنه احبط بالفعل مخطط ظهوره .
Games inside games ، تلاعب داخل التلاعب .
هذا الأمر خطير ،.. جدا .
و قد بدأت تظهر له شواهد منذ فترة ، بل ربما تزاد .
هناك توجه مقصود وواضح من الماسونية نفسها لكشف نفسها ، مرات عن طريق ارخاء الرقابة و التقييد الذي كان من قبل شديدا علي من يفضحوها ، و مرات وصل الأمر للزج بعملاء لهم بكشف الماسونية للعلن !!
كما لو أنهم يتعمدون ليس فقط كشف أنفسهم ، لكن شيطنتها أيضا .
هذا سلوك من يتعمد الظهور بمظهر الوحش ، تمهيدا لصناعة البطل الذي يكتسب صدقه و بطولته من القضاء عليه !!!
و هكذا تكون آخر خدمة تقدمها الماسونية لسيدهم هو ان يكونوا هم انفسهم الكبش ، و الدرجة الأخيرة التي يتسلق عليها .

هذا السمت رأيته من  الكيان الصهيوني في حرب غزة ، تعمد اظهار البطش و الوحشية و الظلامية حتى علي مستوى عالمي ساحق ، و لكن كان لهم في هذا غايات ليس هذا محل الكلام فيها .

و لو صدق هذا الظن فستشهد الأيام المقبلة تصاعد الحديث عن الماسونية العالمية ، بل و ربما من أفواه أناس كبار و ذوي سلطة و تأييد !! ، إنها الرقصة الأخيرة فيما يبدو .

المهم عندي ما يتفرع من هذا ، أولا ، خطورة الكلام عن المهدي و دوره في حرب الماسونية بهذه السطحية التي يذكرها البعض ، لأن هذه الصورة النمطية البسيطة تكاد تكون نفس الصورة التي سيدعيها الدجال نفسه .
و ثانيا: علامة المهدي ليس منها شيئا اسمه حرب الدجال او الماسونية ، هذه مهمة عيسى عليه السلام ، و المهدي لاشك اعلم منا جميعا بدين الله و لابد يعرف أنه لا يسلط علي الدجال إلا عيسى عليه السلام ، و لن يتحرك ضده - إن ترافق زمنه اصلا مع الدجال - إلا في وجد عيسى عليه السلام. .
و علامة المهدي جيش الخسف و البيعة بين الركن و المقام ، و المواطأة و النسب الشريف و اختلاف الناس قبله و صفتي الجبهة و الأنف ، هذه الصفات هي اوثق ما قيل عنه .

فلا داعي للاكثار من الحديث عن حربه مع الماس نية ا او الدجال كما يحدث في بعض القنوات ، أولا لان هذا قد يخدم تمهيدا للدجال نفسه ، و ثانيا لأنه مجرد احتمال ، و ثالثا لأنه لا ينفع العلم به و لا يضر جهله .

أخيرا ، مازلت اخشى مهديا مزيفا يبدو ظاهره ما تكلمت عنه من ادعاء حرب الدجال او الماسونية .

هذا والله أعلم بالصواب