كل من عليها فان

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

.. حاولت أن أتشبث بالدنيا كالآخرين.. ولكن لطالما أهملتها وأهملتني حاولت أن أرسم خطواتي بعيداً عنها وأحدد مسارا آخر لا يعلقني بها..!!
لماذا نحاول أن نتشبث بالدنيا وهي زائلة.. أستيقظ من أحلامي فزعة أراها تنتهي..!
عيوني لا تفارق تلك الحفرة الضيقة تتراءى بمخيلتي كثيراً.. هذه الحقيقة التي لا تزول بينما الدنيا ستزول..!!
يوماً ما سننام ببيت آخر أسفل منا التراب وفوق أجسادنا التراب والدود يقترب من أجسادنا ليتغذى على لحومنا ويتركنا عظاما تلك الحشرة القذرة التي كنا ندوسها ونحن على قيد الحياة ستأكل لحومنا حتى تشبع ونحن لن نحرك ساكناً..!!!
لماذا الموت لا يفارق تفكيري مع أنني ببداية العمر.. أمضي بهذه الحياة والصفعات والخييات والإنكسارات لا تغير مساري ما زالت عيوني على تلك الحفرة ماذا أعددت لها؟!
اليوم يتذكرني الأهل والأصدقاء والأحبة..!!
ويحلق حولي المنافقين المتملقين وأهل الزيف..!!
ورغم ذلك لا أجدهم بين أفكاري أقلب أفكاري فأجد تلك الحفرة تحدق بي من بعيد وكأنها تنتظر ذلك اليوم الذي ستضمني به بشدة..!!
يا الله كم الإنسان ضعيف تأملت حال طفل يموت وهو يتلو القرآن وحال عجوز هرم يموت وهو غارق بملذات الحياة..!!
تلف بنا الحياة.. تحاصرنا.. نفوس البشر أصبحت رديئة كل همها التصارع على كل ما هو زائل..!!
تذكرت دمعة مظلوم وجحود ظالم!
تذكرت فتاة جميلة تسرح شعرها فيتساقط ويتساقط ذلك الجسد يتلاشى والعيون تمتلىء بالدموع تجلس على سرير الموت تحاول أن تصفح عن كل من ظلمها تأتي جرعة الكيماوي وتحرق خلايا جسدها إنه موت بطيء تستيقظ تنظر لعيونها بالمرآة تبتسم تتذكر كلمات أمها إبنتي عيونها كالريم أجمل إبنة بالعالم تذهب سريعاً لأمها تنظر بعيونها ما كل ذلك القهر طفلتك الجميلة تموت والأم تدافع عبراتها هل نملك أن نوقف الموت!!!
بمكان آخر جثث مكدسة هذا مُقطع وذاك محروق والطائرات تدك البيوت تتناثر أجساد الأطفال والكبار النساء والرجال!!
هناك صرخة بداخلي الكل سيموت الظالم والمظلوم القوي والضعيف
أسمع بداخلي ضجيجا أن لحظات الفرح والحزن ستمضي سريعاً سيبقى العمل الصالح الذي أخلصنا به لله.. هذا العمل رفيقنا تحت التراب.. يا ليتنا نقدر قيمة القرب من الله يا ليت قلوبنا تقترب منه يا ليتنا نشتاق للقاء الله لماذا نخاف الموت إنه آت!
لماذا لا نصلح سرائرنا من الآن لنستقبل الموت وقلوبنا مشرقة بنور الإيمان وشفاهنا تبتسم..!! لماذا نسرع الخطوات بهذه الدنيا لماذا لا نتمهل أين نسير وكيف نسير ومع من نسير هل نحن بطريق الحق أم الباطل..!!
إن الموت الحقيقي أن تعيش ظالما بدنيا لا تملكها أن تكون جاحدا تزرع الشر والشوك أينما حللت ليست الحياة هماً للمسلم بل رضا الله كل همه.
اللهم ارزقنا الإخلاص بالقول والعمل
اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لنا ، وترحمنا، وإذا أردت فتنة قوم فتوفنا غير مفتونين ، وأسألك حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقربنا إلى حبك.. آمين.

منقول من قناة عبير الجنة الدعوية على التيلغرام
@abieraljana5