صورة المهدي في مسجد

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

المعبر رشيد
بسم الله الملك الحق والصلاة والسلام على سيدي رسول الله وعلى آله وصحبه الكرام

وبعد،،، فرؤيا جميلة شديدة التفاصيل لعل لم يمر بي مثلها منذ سنوات من كثرة تفاصيلها

والله أعلم

فإن صدقت الرؤيا فالمهدي عليه السلام متعبدٌ في بيته منقطع عن الناس لا يزوره أحد ولا يزور أحد، ولا يخرج من بيته للعمل وهو إغلاق المسجد في وقت ضحى وهو وقت خروج الناس لأشغالهم، وأما أن المسجد يمثّل بيته ففي هذا إشارة إلى أن لا زوجة تعيش معه في بيته، وأما فتح الرائي للمسجد بالمفتاح المعلق، فأما المفتاح المعلق فهو رؤيا الرائي والرؤى معلقة، واستخدامه للمفتاح لفتح باب المسجد يعني أنه ولج من خلال هذه الرؤيا إلى عالم المهدي عليه السلام من خلال هذه الرؤيا، وأما دخوله إلى المنبر مباشرةً يعني أن الرائي اطلع على جزء من ما يحويه المكان "المسجد/ البيت" من أسرار، وليس على كل الأسرار، فعلى المنبر هناك عدة أمور تتم، فمنها ما يقوله الخطيب من معلومات للناس عن الدين، ومما يقال على المنبر الوعظ، وأيضاً مما يقال على المنبر أمور غائبة عن ذهن كثير أو قليل من الناس لا يعلمونها، فكم من حاضرٍ لخطبة جمعة حين ينفض جمع الناس وتنقضي الصلاة يقول لأول مرة أسمع هذا الحديث، أو لأول مرة أعلم هذه المعلومة. وأما أن الصورة المعلقة عند المنبر مرسومة بضوء القمر فهذا يعني أن الرؤيا تتحدث عن المهدي عليه السلام وتخصه، وأما قول الرائي أنها ليست للإمام فهذا يعني أنه لا يعرف الإمام، وشك الرائي في السن له مدلول أن الإمام الذي جاءت الرؤى الكثيرة بأنه تحت الأربعين ورؤى أخرى أنه في الأربعين، لم تمر بي رؤيا أنه في الخمسين، وهو مما يتعارض مع ثبوت ظهوره وبيعته وهو ابن أربعين، فالشاهد تنبىء الرؤيا أن المهدي عليه السلام يمتلك عقل أو خبرة رجل في الـ 50، وهنا خرج الرائي من المسجد وأغلق الباب فهنا انتهى معرفته بأسرار المهدي عليه السلام وانغلقت الأسرار، وبدأت رحلته أمور لا ترقى إلى أن تكون أسراراً فالتقى بالمهدي ابن الأربعين ولم يعلمه اسماً وبياناً لقوله "ألقي في روعي"، فليس الأمر عنده على معرفة اسمه وشخصه، ولكن علم مما ألقي في قلبه أن هذا هو المهدي عليه السلام، وركوبه الحافلة معه يقتضي إما أنهما يتشاركان المكان الجغرافي ولا علم لي أين يعيش الرائي، أو أنهما يتشاركان العصر والزمان فكلاهما يعيش الآن حي يرزق كما أن الرائي حي يرزق فالمهدي عليه السلام حي يرزق، وأما نزول امرأة معهما على مشارف الخمسينات، فهذا يعود بنا إلى مسألة أن المهدي يرى دنياه كرجل في سن الخمسين، ولعل الرائي أيضاً هكذا رجل قد خبر من التجارب ما جعل الدنيا في عينيه كهلةً وكأن كلاهما قد استحقرا الدنيا وهانت عندهما كما أن المرأة في سن ال 50 غير مرغوبة كما هي ابنة العشرين والثلاثين والأربعين مثلاً، والدنيا عندهما كمقبرة أي لا قيمة البتة لها، لا يلهثان خلف شهواتها وبريقها، وإن أراد البعض مزيداً من التخصيص، فلا يحرم مسلم الحلال، ولكن شتّان ما بين أن يحب الرجل الحلال، وبين أن يلهث خلفه ويشغله عن دينه، والحلال هنا هو ابنة المرأة والتي هي في سن العشرين، فالإمام دنياه في عينيه كامرأة بلغت الخمسين ولكن فيها من الحلال ما يماثل ابنة العشرين، وأما الإسعاف فالإمام مريض وعليه أن يتصدق بنية الشفاء، وأما الشخص الثالث فهو مريض أيضاً وعليه أن يتصدق بنية طلب الشفاء من الله تعالى، وأما الرائي فلعله أيضاً مريض لكن لا يملك ما يتصدق به، فإن لم يملك المال فأقول له فلتتصدق بتحفيظ طفل غريب سورة الفاتحة، أو تتصدق بحمل شيء ثقيل في السوق عن امرأة عجوز وتقوم بإيصال حاجاتها لها حتى باب دارها، وهكذا فإن غاب المال فإن مكارم الأخلاق وعمل الخير لا ينقطع إلا حين يشاء الله تعالى، فلا تتحسر فالصدقة موجودة معك ولكن لعلك لم تنتبه لها، وأما أن الجميع هم بالدخول إلى المقبرة فهذا يعني أن جميعهم على وشك الموت ومغادرة هذه الدنيا، فالمهدي لا يعمر طويلاً، والرجل والثالث لعلهما أيضاً لن يعمرا، ودنياهم امرأة الخمسين لن تعمر بموتهم، والحلال وملذاته ويمثله ابنتها ابنة العشرين أيضاً لن يعمّر بموتهم.