ولا يظلم ربك احدا

السلام عليكم

معلوم ان الناس جميعا متفاوتون فى كل المجالات فمنهم الغنى ومنهم الفقير ومنهم القوى ومنهم الضعيف ومنهم القبيخ ومنهم الجميل ومنهم المريض والصحيح

ومع ذلك فالكل متساوى من حيث عطاء الله له ولكنهم متفاوتون كيف ذلك

مثلا تجد الغنى مريضا سقيما وقد يكون ليس لمرضه علاج او قد يكون غنيا وصحيحا ولكنه عقيما وولكل ذلك امثله نعايشها ونشاهدها يوميا فى الناس

اذن الناس سواسيه كاسنان المشط ولا تفاضل بينهم فى الحقيقه وانما هو فيما يرى الناس فى خصوصيه معينه

لذلك يقول النبى الكريم صلى الله عليه وسلم

إِنَّ رَوْحَ الْقُدُسِ نَفَثَ فِي رُوعِيَ أَنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ أَجَلَهَا وَتَسْتَوْعِبَ رِزْقَهَا ، فَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ وَلا يَحْمِلَنَّ أَحَدَكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أَنْ يَطْلُبَهُ بِمَعْصِيَةٍ ، فَإِنَّ اللَّهَ لا يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلا بِطَاعَتِهِ".




وهذا هو الملخص للقضيه

انت متساوى عمن سواك ولكن المفاضله هى للابتلاء والاختبار فينظر اصبرت ام سخطت على ربك كما انها للتكامل بين الناس حتى لا يحقد اخدهما  على اخيه او يتعالى عليه

قال تعالى

وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئًا ۚ وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34) وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا (36) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) لَّٰكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38) وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا (39) فَعَسَىٰ رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (41) وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَىٰ مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا




فى القصه السابقه هما رجلين احدهما مغرور بنعم الله وكفر بالساعه واليوم الاخر الا انه فى النهايه يؤمن بربه ولكنه غره عمله فامن مكر الله واغتر على عباد الله

كما ان الثانى لم يكن بالحمل الوديع او البرىء ولكنه ذكره بربه اولا ثم وبعد ان فشل فى المنافسه فى امر الدنيا والمال قرر ان ينافس فى امر اخر الا وهو القربى من الله والادعاء انه لن يشرك بربه ابدا مع ان صاحبه لم يشرك بربه ولكنه اعجب بماله وبما اتاه الله واستكبر به على عباده

ولكن هل فعلا الرجل الفقير اقرب الى الله ولم يذنب ؟

اللذى يتضح ان الرجل الفقير تمنى زوال النعمه من الغنى وحقد عليه بل وتمنى زوال النعمه من صاحبه وان تنتقل هذه النعمه اليه هو حيث قال

فَعَسَىٰ رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا


الخلاصه ان الناس جميعا متساوون نسبيا فى كل شىء
كما ان هذا التساوى يتغير نسبيا بين كل المجالات ليعطى فى النهايه الواحد الصحيح فليس بينهما ناقص
فكم من غنى عاش عقيما يتمنى الولد وبعد ان رزق به صار فقيراومن كان فقيرا صحيحا فاصابه المرض واصبح غنيا
فمن ادرك هذه الحقيقه ارتاح قلبه ورضى عن ربه وتوكل عليه وفوض امره اليه فنال سعاده الدنيا والاخره
اللهم اقدر لى الخير حيث كان ثم رضنى به