اسم الله « الرحمن » جل جلاله

​
« الرحمن » سبحانه وتعالى

الاية الكريمة

قال تعالى {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا (110) . الإسراء }


الحديث النبوي

(( الراحمونَ يرحمهمُ الرحمنُ تبارك وتعالى ارْحَموا مَن في الأرضِ يرحمْكم مَن في السماءِ )) صحيح الجامع الالباني


قيل في معناه : « الرحمن » ذو الرحمة للجميع الخلائق في الدنيا ، و للمؤمنين في الآخرة .


أحد الاثار المترتبة على الإيمان بهذا الأسم

[ اتصاف الإنسان بالرحمة قال تعالى عن نبي الرحمة { و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } وفي الحديث « أرحم أمتي بأمتي أبو بكر». ]

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته جزيت خيرا اخي العزيز وجعلت في ميزان حسناتك وملأ الله قلوبنا وقلوب المسلمين رحمه في ما بيننا استمر يالغالي بورك فيك وغفر لوالديك

لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا
الله رحمن ورحيم ولكنه ايضا عدل وجبار ومنتقم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ (5)
صدق الله العظيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . عندي فائدة أحببت أن أقدمها عن أسم الله الرحمن سبحانه وتعالى فقد تكرر الكلام على أن الرحمن بمعنى ذو الرحمة الواسعة اللتي تعم جميع الخلائق ويستشهد على ذلك بقوله تعالى ( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ) والشاهد أنه علا على جميع خلقه بإسم الرحمن ، وأما الرحيم فهو يختص بالمؤمنين ويستشهد بقوله تعالى ( وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ) وايضا قوله في حق أصحاب الجنة ( سَلامٌ قَوْلا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ) ، وإذا أجتمع الأسمان الرحمن الرحيم دلوا على ما ذكرنا ، وإذا ذكر كل إسم لوحده الرحمن أو الرحيم دلّ على المعنيين كلاهما وهو ما يعبر عنه بقولهم إذا إجتمعا أفترقا أي بالمعنى فلكل اسم دلالة مستقلة وإذا إفترقا إجتمعا إي إذا ذكر كل إسم على حده دل على المعنيين وهو كقولهم في الإيمان والإسلام إذا إجتمعا إفترقا وإذا أفترقا إجتمعا .

لكن في الحقيقة وجدنا أن أسم الرحمن في القرآن له دلالة خاصة تختلف عن الرحيم وهو كاللذي أُثر عن إبن عباس رضي الله عنه انه قال كما ذكر ذلك إبن كثير والطبري قال: الرّحمن الرحيم: الرقيقُ الرفيقُ بمن أحبَّ أن يرحمه، والبعيد الشديد على من أحب أن يعنُف عليه . والشاهد من المقالة  البعيد الشديد على من أراد أن يعنف عليه وهاذه تكون في إسم الرحمن والله اعلم والشواهد كثيرة
منها قوله تعالى ( يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا ) فالخليل عليه السلام كان يخوف أباه ويعظه بإسم الرحمن قيستقم المعنى إذا خوفه بالشديد ومثلها عن مريم عليها السلام ( قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا ) فستعاذت بالشديد وتخوف به ومثلها ( أَمَّنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَٰنِ ۚ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ) فهنا موضع شدة وغلبة فكان الأسم المذكور لله هو الرحمن والشواهد كثيرة منها كتاب سليمان عليه السلام ( إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ) فإسم الله هنا معرف بأنه الرحمن الرحيم . فإن إعتمدنا تفسير إبن عباس رضي الله عنه إن صح عنه الأثر يصبح معنى بسم الله الرحمن الرحيم الرقيقُ الرفيقُ بمن أحبَّ أن يرحمه، والبعيد الشديد على من أحب أن يعنُف عليه . وبهاذا يستقيم المعنى في قوله ( أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ) ولأنه أيضا قال بعد أن أرسلوا له الهدية ولم يأتوه مسلمين مباشرة بعد كتابه ( ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ) والشاهد قوله (فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا ) فلو كان كتابه ( وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) يشتمل على الرحمة فقط لما ناسب ذلك أن يأتيهم على أثره الجنود ويخرجون منها إذله ولكن والعلم عند الله أن معنى باسم الله الرحمن الرحيم كما ذُكر عن إبن عباس رضي الله عنه فإن كنت تريد الرحمة فهو الرحيم وإن كابرت وعاندت فهو الرحمن ولذا والعلم عند الله جاء في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل وفيه ( بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِن مُحَمَّدٍ عبدِ اللَّهِ ورَسولِهِ إلى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ: سَلَامٌ علَى مَنِ اتَّبَعَ الهُدَى، أمَّا بَعْدُ، فإنِّي أدْعُوكَ بدِعَايَةِ الإسْلَامِ، أسْلِمْ تَسْلَمْ ) والشاهد قوله صلى الله عليه وسلم ( أسْلِمْ تَسْلَمْ ) فالكتاب بسم الله الرحمن الرحيم وأسلم بالرحمن تسلم بالرحيم وأسلم للرحيم تسلم من الرحمن  والله اعلم

والآيات في أسم الرحمن في كتاب الله كثيرة في هاذا المعنى ويستثنى منها آية واحدة وهي ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا ) وذلك والعلم عند الله أن السياق قبلها كان في شدة الرحمن وقهره وغلبته وفيه تخويف وقال سبحانه وتعالى فيه  ( يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا ) فكان ختام ذلك تطمينا للمؤمنين في ختام هاذا السياق أنه سيجعل لهم ودا ولا يعني حشرهم إلى الرحمن أن ذلك سيكون فيه شدة عليهم والله اعلم وسأضع الآيات كامله تقريبا مع سياقها لمن أراد أن يتدبرها لكن بقي أن نقول أن أسم الرحمن مختص لله وحده هو وأسم الله فلم يتسمى بهما غيره ومعنى الله أي الرحمن الرحيم فأعلم معنى أسم الرحيم واعلم معنى اسم الرحمن واجمعهما معا فذلكم الله والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وسلم .

( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا ﴿77﴾ أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَٰنِ عَهْدًا ﴿78﴾ كَلَّا ۚ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا ﴿79﴾ وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا ﴿80﴾ وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ﴿81﴾ كَلَّا ۚ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ﴿82﴾ أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا ﴿83﴾ فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا ﴿84﴾ يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا ﴿85﴾ وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْدًا ﴿86﴾ لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَٰنِ عَهْدًا ﴿87﴾ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا ﴿88﴾ لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ﴿89﴾ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ﴿90﴾ أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا ﴿91﴾ وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا ﴿92﴾ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا ﴿93﴾ لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ﴿94﴾ وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ﴿95﴾ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا ﴿96﴾ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا ﴿97﴾ وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا )