كورونا والضربات القادمة..

زائر

.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
.
كورونا والضربات القادمة ( قبل فوات الأوان )
.
اختلفت الآراء، وتضاربت الأقوال، حول الحكمة وسبب وجود وانتشار مرض كورونا!
الجواب بكل وضوح واختصار:
عن ام المؤمنين عائِشة رضي الله عنها قالت:
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون
فأخبرني: هو عذاب يبعثه الله على من يشاء ، وأن الله جعله رحمة على المؤمنين
ليس من احد يقع الطاعون، فيمكث في بلده صابرا محتسبًا، يعلم انه لا يصيبه إلا
ما كتب الله له، إلا كان له مثل اجر شهيد (رواه البخاري)
.
إذاً الوباء عذاب من الله عز وجل تنزل على الناس بكثرة الفساد.
وان أصاب المؤمن ، فهو رفعة درجات، فان كان في بلده صابراً راضياً
مستسلمًا لقضاء الله وقدره، هذا المؤمن اذا مات له اجر شهيد.
.
الله أكبر، ما اعظم هذا الأجر ، وما اشرف هذا الأجر، وما اعز هذا الأجر.
يا اخوة ويا اخوات قبل عدة اشهر ، كنت اتحدث مع بعض الأصدقاء ..
وأقول لهم يا اخوة كنت اشعر ان شيء قادم في الأفق، وأقرب ما يكون
عذاب من الله عز وجل هكذا شعور! وسبحان الله الجميع يوافقني الرأي..
انه نفس الشعور ، هناك شيء قادم..
.
طبعًا، هذا الشعور لم يأتي هكذا يعني.
لا..
إنما عندما نرى الفساد في الأرض، كيف هو منتشر وكيف الجرأة على الله
وكيف وصلت الفاحشة، والرجس، والشرك، والالحاد، والكفر، والظلم، والرشوة والفسق، والفجور
والى هذا الحد ، والى هذه الدرجة !؟
.
المؤمن يخاف.. المؤمن يشعر.
الذي يقرأ كتاب الله، يعلم علم اليقين ان سنة الله في الذين يفسدون في الأرض
ان يتنزل عليهم العذاب
.
الله عز وجل حليم ، ورحيم ، وغفور
يعطي الأيام ،،يعطي السنين، ويعطي الفرص
ويعطي الإشارات، حتى يعود الناس إليه مرة أخرى
.
ولكن اذا غضب الملك جل جلاله فان غضبه أليم.. شديد.
ينزل ألمه على اهل الأرض .
.
في أروبا عندما انتشر الفساد اغتروا بساعاته وآلاتهم
أرسل الله عليهم الحرب العالمية الأولى (والتانية)فدمرهم تدميرا.
.
عندما ترى المشاهد في الوتاقيات والصور ، كيف ان القرى مدمرة
والجدران محطمة! لا يمكن للمؤمن، الا ان يقول: اشهد ان لا إله إلا الله
واشهد ان محمد رسول الله.
.
ويتذكر هذه الآية:
.
(وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ
فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا)
.
(وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا )
.
لا إله إلا أنت سبحانك انا كنا من الظالمين.
رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين.
.

.

زائر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
1- أصاب وباء كورونا العالم كله ولم يستثن دينا ولا جغرافيا
مات وتضرر منه ملحد وموحد، ومظلوم وظالم، ومفسد ومصلح.
هذه سنة الله في النوازل العامة، إذا انعقدت أسبابها.
فما هي موجبات وقوع مثل هذه النوازل عادة؟
وماهي أرجى الطرق المنجية منها؟
وماهي عادة البشر مع وبعد مثل هذه النوازل؟
.
2- النوازل العامة كالأوبئة لاتحدث عادة إلا بسبب الذنوب العامة.
والذنوبُ العامة نوعان:
- فسادُ وفسوقُ عامةِ الناس إذا لم تمنعها الخاصة بقوة بالقانون.
- وذنوب الخاصة المُتعدّية، إذا لم تمنعها الأمة بحمل الخاصة
على الخضوع للقانون.
.
3-وشعوب العالم اليوم لايخرج حالها عن:
شعوب تمارس الفسوق والرذيلة والشذوذ بحماية القانون المكتوب
أو المتواضع عليه.
وشعوب تدفع ثمن ذنوب الخاصة المتعدية من الظلم والاستبداد لغياب القانون.
وأخرى تدفع ثمن الفسوق المُقَنّن، والظلم المفروض.
.
4- ومن ظن أن النوازل بلا سبب، أو أن سببها ذنوب آحاد الناس فقد جهل حلم الله الذي لايعاجل أمة بذنوب آحاد، وعفو الله الذي يعفو عن كثير.
كما جهل حكمة الله ونظامه الذي سَيّر عليه هذا الكون، وأنه لايعاقب العموم بذنوب الآحاد الخاصة، لكن يعاقب الآحاد بذنوب العموم.
.
5- وضابط الذنوب التي لها صفة العموم أنها :
المخالفات المحميّة بالقانون، أو التي لايحاسب عليها القانون.
وذنوب الخاصة المُتعدّية.
وهذا ليس اعتذارا لأحد في تقصير ولا تهوينا من شأن ذنوبنا. لكنه تنبيه إلى أمهات الذنوب الجالبة للعقوبات.وأن كثيرا من أخطاء المجتمعات متولّد منها.
.
6- هذا الأمر هو أول ما يجب فقهه والتسليم به، وما بعده بحسب الموقف منه.
فمن عقَل هذا من الشعوب والأنظمة - وهم قليل جدا - فخرجوا من الذنوب العامة، وغيّروا وأصلحوا في قوانينهم، وفتّشوا في أحوالهم وأحوال رعاياهم، وعقدوا العزم على الخروج من المظالم والفسوق، فقد هُدوا إلى صراط مستقيم.
.
بقلم/ د. حسن الحميد
يتابع...

زائر

7-وهؤلاء المُوَفّقون - باستقراء التاريخ - هم النادر في الأمم. وقد قصّ القرآن أخبار أمم كثيرة هلكت، واستثنى قوم يونس"فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس، لمّا آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا.." أي أنهم اعتبروا قبل فوات الأوان، ولم يصروا على فعل الهالكين.
.
8- أما أكثر الخلق فهم إما:
مكذب بأسباب هذه النوازل، أو عَارِف يروغ عن الحقائق، أو معاند متجاهل.
وهذه النوازل إما نُذُرٌ وتحذيرات، أو قوارع مهلكات. والأمم قد تصاب بهما جميعا أو بأحدهما. وعادة ماتكون النجاة من الآفات سببا في الاستهانة بالمُهلِكات.
.
9- وكل أمة بحسب أحوالها تحاول تجاوز الآفات، بمعزلٍ عن سلوكها، وكأن الآفات بلا أسباب اختيارية، كفصول العام وما يكون فيها من عوارض. وكنمو الأجساد وما يعتريها من تغيرات.
ومع تقارب العالم وتداخل التأثير أصبح التعاطي المادي مع النوازل متقاربا. كما نشاهد في حالة وباء كورونا.
.
10-ومع تقارب العالم وتداخل التأثير أصبح الأخذ بالأسباب المادية في النوازل والأوبئة والكوارث متشابها؛ في أساليب الوقاية والبحث عن العلاج. وهي إجراءات صحيحة عقلا وشرعا. وأكثر الناس يقتصر عليها، ومنهم من يستهين بها. والعاقل من أخذ بالأسباب بحزم، واعتبر الوباء نذيرا وموقظا.
.
11- إذا تجاوزنا ذلك إلى أسباب وقوع الوباء المحتمَلة، وما يجب أن تكون عليه حالنا أثناء وبعد الوباء – وهو الأهم – فسنكون وجها لوجه أمام إشكالات جوهرية؛ في التشخيص والعلاج واستثمار الحدث، وهنا تقع الأخطاء القاتلة.
والقرآن يروي لنا وقائع تاريخية وسوابق تختصر لنا التشخيص والتوقعات.
.
يتبع...
.

زائر

13-لقد اعترفوا لموسى بمكانته وتأثيره، وأن الله الذي يكفرون به هو الذي يملك التأثير ويرفع الوباء، وأن موسى الذي يصفونه بالجنون أقرب إليه منهم. كما ترتفع اليوم حول العالم دعوات وصلوات ومراجعات.
وقد أعطوا موسى وعودا تضمّنت اعترافهم بالذنوب
التي يرون أن تجاوز الأزمة يبدأ بتصحيحها!
.
14-"قالوا ياموسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك" أي لنتبعنّك ولنصدقنّ برسالتك. وهذه توبة من الكفر والعناد "ولنرسلن معك بني إسرائيل" يعني ولنَخرُجنّ من ظلم المستضعفين والمخالفين لنا ونمنحهم حريتهم. وهذه توبة من الظلم والطبقية والاستبداد.
.
15-لقد كان سبب العقوبات معروفا لهم، وكان سبيل التعافي منها معروفا أيضا. لكنهم خبثا وجهلا انحنوا للعاصفة تكتيكا، واعترفوا بموسى ورفعوا منزلته، وقدّموا وعودا إصلاحية كانت ستنفعهم لو صدقوا، ولكن كانت توبتهم سياسية غير حقيقية، كانوا لجهلهم يخادعون الله، الذي ابتلاهم بعلمه وحكمته.
.
16-"فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجلٍ هم بالغوه إذا هم ينكثون" بمجرد زوال الوباء تنكّروا وتراجعوا. وهذا ديدن أكثر الأمم.
ولأننا هنا أننا أمام نكوص جماعي، أي ذنوب جماعية، فقد وجبت العقوبة "فانتقمنا منهم" والنتيجة أنهم عاشوا التجربة القاسية، وبدلا من الاعتبار، كانت النتائج مدمّرة.
.
17-وحدثنا القرآن عن فريق من البشر تتكرر منهم توبة مصلحية هدفها ضمان البقاء، والخروج من محنة مؤقتة؛ كفعل الذين إذا ركبوا في الفلك وتغيّر عليهم ما كانوا يعرفون من الريح الطيبة والبحر الهادئ "وظنوا أنهم أُحِيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لإن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين"
.
18- إنهم يعرفوا حالهم، ويعرفون درب النجاة، ومَن هو الذي يملك التأثير في الوقت الحرِج. "فلمّا أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق"
ومرة أخرى تذهب التجربة القاسية دون اعتبار. إنها الطبيعة البشرية الجاهلة الشّقيّة التي توعظ بنفسها كل مرّة، ولا ترى في الدين إلا سلما لمتاع وشهوة.
.
19-وبناءً على هذه التجارب ونظائرها في القرآن والواقع، فإن المتوقع أن يترك جيل الوباء الحالَ كما هي عليه دون إصلاح أو تصحيح، فإذا تَصَرّم عهدهم وخَلَف من بعدهم جيلٌ لايعرف من الوباء والمحنة إلا أحاديث الكبار فسيقولون، وقد تَبدّلت الأحوال "قد مَسّ آباءَنا الضّرّاء والسّرّاء".
.
20-سوف يُعَزِّز كل أولئك مواقفهم والدفاع عما هم عليه.
سيقولون إن هذا الوباء له نظائر، وله أمَدٌ ثم يرتفع عن عموم الناس، وسيعود الناس إلى حالهم العادية. ألم نقل لكم إن ما نفعله ليس جزءً من المشكلة.
بل سترفض فِئة منهم التغيير، حتى لا يقال إنهم أخطأوا.. أو أن الوباء بسبب الذنوب.
.
21-وسيقول بعضهم إنه مؤامرة، لتصفية حسابات سياسية واقتصادية. فكيف يكون بسبب ذنوبنا؟
وسوف يَشمَت جهلةٌ رعاعٌ بمُصاب غيرهم.
وبالمُحَصِّلة سيصبح الوباء - إلا عند قِلّة من الناس - حدثا بلا اعتبار. وسينشغل الناس بأخبار الوباء عن أسبابه، وبهموم يومهم عن التغيير لصالح مستقبلهم.
.
22-وسوف يعود أكثر الخلق إلى حالٍ ربما أسوأ مما كانوا عليه؛ ويرون ذلك تعبيرا عن الانتصار على الوباء، وتعويضا عما فات من مُتع الحياة، وسيحشدون لمسح آثار الإنابة التي قد يكون بعض الخلق سَكَن إليها وأَنَسَ بها.
سينقلب كثيرون على توبتهم، ويكونون كمن باع مصحفه واشترى طنبورا.
.
23-هذا ما قرأته وما فهمته من التجربة والطبيعة البشرية. أما ما أتمناه وأتوقعه من الرب الرحيم فهو أن يرفع البلاء عن عباده، ويجعل حالنا بعده خيرا من حالنا قبله. ولكني أكتب من وحي التاريخ، وما ثبت من طبائع البشر، وليس بالأماني، ومن تأمل التاريخ والواقع فلن يجد مساحة لقول شيء آخر ..
.
24- وهل كانت وظيفة الأنبياء والمصلحين إلا تصحيح هذا الانحرافات وتقويم المسار. والقرآن الكريم روى لنا بالتفصيل أحوال مَن سبقونا، ومواقفهم من الكوارث لنعتبر، وليقيم الحجة علينا، وليخرجنا من الأماني إلى عالم الأسباب. وإنه لايليق بعاقل إلا النصح والصدق لأئمة المسلمين وعامتهم
.
25- مسألة: هل الوباء عقوبة أو تكفير أو رفعة في حق من أصيب به؟ وتطمئن النفس إلى التفصيل :
فالنوازل العامة؛ كالزلازل والفيضانات، ومنها وباء كورونا تصيب عموم الخلق؛ والناس فيها:
إما مستحقٌ للعقوبة قبل الوباء؛ فالوباء في حقه عقوبة، وقد يكون عقوبة وكفارة.
.
26- وإما مذنب خلط عملا صالحا وآخر سيئا؛ فالوباء كفارة له، فإن كان سببا في توبته وإصلاح حاله، كان في حقه نعمة وقرينةَ حُسنِ خاتمة.
ويصيب صالحا، سالما من ظلم الخلق، أو مظلوما، فالوباء رفعة في درجاته، وترجى له المنازل العالية.
.
اللهم عاملنا بما أنت أهله.. أنت أهل التقوى وأهل المغفرة
اللهم آمين يا ارحم الراحمين.
.

» دولة الخلافة القادمة
» يخرج المهدي السنة القادمة
» ليكن لك يد لرفعة الخلافة القادمة
» ظهور المهدي خلال ٢٤ ساعة القادمة
» الجفاف سيكون ابتداءا من السنة القادمة