المهدي يُخَيِّرُه بين حلوى حمراء وأخرى خضراء

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،،

من الرؤيا ومضمونها يتبين لنا ما سبب الاستخاره.... (وهو شك الشخص في نفسه بكونه المهدي أم لا)... فجاءته تلك الرؤيا لتهديه وتُزِيل عنه ما شغل باله وأرهق ذهنه، وتُرْشِدَه أنه ليس المهدي، وأن المهدي (الحق) شخص آخر له منزلة أعلى عند الله، وتُخَيِّرُه بين قبول هذا الأمر وأن يحي حياة طيبه بذلك؛ أو لا يقبل ويكون في هذا ضلاله وهلاكه.

صحراء جرداء = ما وضع الرائي نفسه فيه من انشغال بما لا ينفعه
بها جبال = رجال لهم مقام عند الله
كنت تائه = هو حائر لا يدري هل هو المهدي أم لا
محتار ليه عاوز ترتاح = هو جواب الرائي المُسْتَخِير فيما أَهَمَّه وشَغَلَ باله
صعد الجبل للمهدي = هو مقام المهدي الحق
مكتوب على جبهته المهدي = هو المهدي الحق.... قال (ﷺ) في الدجال : "مكتوب على جبهته كافر"... الدجال الحق "مكتوب على جبهته كافر" = المهدي الحق مكتوب على جبهته المهدي...
وكذا قوله تعالى {سيماهم في وجوههم}... فصفة هذا الشخص في وجهه، والصفة المكتوبه على وجهه أنه المهدي.
باللون الأسود = هو السَّيِّد (ويؤخذ من هذا أنه ربما يكون بعض الأشخاص الذين يتشابهون كثيرا مع المهدي في صفاته وابتلاءاته؛ ولكنه هو السَّيِّد عليهم)
حلوى = ترمز للأيام.... يقول المثل الدارج (مَحْلَّهَا ها الأيام).. وكذا الدعاء المنتشر : (ربنا يِحْلِي أيامك).
قَدَّمَ له حلوى حمراء وأخرى خضراء = يُخَيِّرُه، ولكن هذا ليس خَيَار هو مُخَيَّر بأخذ ما شاء، ولهذا قال : (وعلمت أنه اختبار)، والاختبار يكون لتجاوز مرحله ما أو أمر ما مفروض على الشخص تجاوزه؛ ولكن ب إجابات محدده؛ وليس كما يساء الشخص (كما قُدِّم للنبي(ﷺ) في نومه الخمر واللبن).
الحلوى الحمراء = هو الاختيار السيئ، والذي هو عدم الرضا على عدم كونه المهدي فستكون أيام سيئة في حياته (وكذا الايام الحمراء هي ايام الثوره على الحاكم وأصحاب السلطه)
الحلوى الخضراء = هي أيامه الجميله، فقد وُفِّقَّ في متابعة الحق والدين كما أُمِرَ فيه
في حيره (حاله آخر الرؤيا)... ماذا يختار= قال لي أنت محتار ليه (حاله أول الرؤيا)...... تدل على أنه حاله حتى هنا لم يتغير بعد ولم يَتَيَّقَن من الحقيقه.
فلم أخذ شيئ = لم يَتَيَّقَن بعد بأنه ليس هو المهدي.

نسأل الله أن يهديه طريقه المستقيم وأن يُرِيَهُ الحق حقا ويرزقه اتباعه ويُرِيَهُ الباطل باطلا ويرزقه اجتنابه، وأن يحفظنا جميعا من الفتن ما ظهر منها وما بطن بمنه وفضله وكرمه.

والله أعلى وأعلم.