الغريب

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
خانتني الأيام و سرت غريبا في أرض أجدادي،  جالسا أتأمل الحياة وكل تلك السنين التي مضت لعلي أجد مخرجا أو طريقة تقيني حر هذا الزمان،كل الطرق ملغمة و الرؤية غير واضحة و الضباب كثيف ولا يسعني سوى الجلوس في مكاني.
لصوص في جنح الظلام سلبوني أرضي وجعلوني أهدي بالليل و النهار و ليسمعو هدياني،ألم يحذروكم في المدرسة ألا تلعبو بالنار،ألا تسيرو في طريق الشيطان، ألا تشربو من نهر الشر و الأهم من هذا ألا تقربو أرض المسلمين فهي حرام،يبدو انكم درستم في مدارس الشيطان و شربتم من نهر الشر حتى أرتويتم  و ها انتم اليوم جثثا بلا أرواح يلفها الشر و يغطيها الشر وفي جوفها الشر و كأس الشيطان كان سما دمر الإنسان حتى صار فارغا متجردا من كل معاني الإنسان .
ألم يعلموكم في المدارس أننا أمة لا تنحني إلا  للصلاة،لا تركع إلا للرحمان، أمة الشهداء،أمة المختار وبه نباهي و تاج على الرؤوس كان ولا زال،يبدو أنكم نسيتم وتحتاجون لمن يذكركم فصبرا فقد بقي القليل و نراكم في مكانكم المعهود حفاة عراة على جنبات الطريق مشردين كسالف الأيام.
يقولون لي في كل يوم كن مهذبا كن عاقلا ولا تفتعل المشاكل و خذ لك كأسا من الشيطان تشفى و هذه الطريق أمامك سر معنا و شاركنا و سنعطيك التاج،هذا الكأس مر و هذا التاج ملعون و الشيطان نبنذناه و رجمناه و الحبل الذي بيننا و بينكم قطعناه و العابر إلينا سيعود على الأكثاف،هل من شيئ آخر بيننا و بينكم تركناه،لا شيئ سوى الحرب ولطالما كنتم الجبناء،ما لكم غير الهرب و الإختباء و أينما كنتم سنأتيكم و كل الأرض لنا ولو كنتم تبصرون لسمعتم وقع خطوات جيوش الإسلام،مدنكم بدأت تهتز من الآن ويبدو أن الأساس لم يكن مثينا و قد خدعكم الشيطان و إلى الهاوية جميعا في يوم لن ينفعكم فيه لا البكاء ولا النواح.
أنا الغريب في أرضي وقد قسى علينا الزمان بكل ما تشتهيه قلوب الحاقدين و رمتنا الأمواج بعيدا في وسط المحيط،تحطمت سفينتنا و الشؤم بسط جناحيه و حجب ضوء الشمس عنا،نمنا طويلا و أفقنا على كابوس لم يكن حتى في الأحلام،أقدامنا في الوحل و أيدينا مقيدة بقيود من أشد أنواع الفولاذ،خذعونا بالالوان و زينو لنا الحياة و اليوم سرنا نشتهي الموت على أن نعيش حياة الأوغاذ.

السلام عليكم

اخي الكريم الاسلام بدأ غريبا و سوف يعود غريبا فطوبا للغرباء و اما معاملة الناس بالخلق الحسن هو واجب و لكظم الغيظ اجر عظيم استدلالا بقول النبي الكريم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليس الشَّديد بالصُّرَعَة، إنَّما الشَّديد الذي يملك نفسه عند الغَضَب) و تأكيدا بقوله عز و جل "وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ . الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " اما لحسن التعامل مع الناس بالاخلاق الحسنة فلك في هذه الكلمات موعظة عظيمة "انما الامم الاخلاق ما بقيت ان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا" و ان اردت ان تصلح امة اصلح اخلاق اهلها و لك في رسولنا الكريم أسوة حسنة فاخلاقه قران لقوله تعالى 'وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ' فصبرا جميلا اخي الكريم و الله هو المستعان . تحياتي