تعليق الشيخ يوسف على الرؤى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

بالأمس نشرت بعض الرؤى التي لفتت نظري -لمن أعرفه معرفة وثيقة ولم يمانع في بحثي عن تفسيرها- لعلي أجد بعض المساعدة في تأويل بعض الأجزاء التي أشكلت علي ، وصار حوار بيني وبين الشيخ يوسف في أحد المواضيع وجزاه الله خيرًا على مشاركته.

ما حدث أني اليوم بعد صلاة الفجر وقراءة ما تيسر والحمد لله -وغالبا ما أدعو قبل النوم بدعاء السيدة عائشة في أن يرزقني الله رؤيا صالحة صادقة - نمت قليلًا فرأيت ما أعلم أنه بنسبة كبيرة هو حديث نفس لما حدث أمس، لكني فضلت العمل به على كل حال ومسح الرؤى في مواضيعي السابقة والأخذ بنصيحة الشيخ وقبله صاحب الرؤى بعدم الإنشغال في البحث عن تأويلها.

رأيت أني أتصفح المنتدى هنا في أحد الرؤى التي نشرتها فكان هناك رد للشيخ يوسف لا أذكره كاملا لكن مجمله أنه كان يلومني على نشر هذه الرؤى ، وأذكر أنه كتب في تعليقه التالي:
"أما ترى أن الرؤى بين يديك كأنها تتألم وتقول لك عندي تتوقف الأقلام؟"

هذا ما رأيت ، والله على ما أقول شهيد.

للأسف لم أستطع حذف المواضيع بالكامل لذا سأحذف المحتوى. وإن تمكن أحد المشرفين من حذف المواضيع يكون أفضل ، وجزاكم الله خيرا.

سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك.
اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ، عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك.

بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله رب العالمين

شيخنا الكريم ، كما قلت فإن ظني باحتمال كبير أن الرؤيا كانت حديث نفس. لكن إن أخذت باحتمال أنها رؤيا صادقة (فلذلك أيضًا وجه كما سأبين بالتفصيل)

وظني والله أعلم أن حديث النفس كما رأيت في كثير من الرؤى يكون ظاهر غير مرموز مما يحدث المرء به نفسه ، ونادرًا ما يكون مرموزا ، وإن كان مرموزًا فإنه يؤخذ ببقية الرموز والقرائن ومعرفة الرائي وحاله للحكم على ذلك. وفي أحوال كثيرة فإنه أيضًا يعبر لكن تعبيره لا يكون مفيدًا للرائي. لذلك فأنا أعذركم لعدم معرفتكم بصاحب الرؤى للوقوف على حاله وأثق إن كنتم مكاني فسيكون لكم رأي آخر.


وكما قال سفيان الثوري رحمه يصف الفقيه الحقيقي : (إنما الفقه : الرخصة من ثقة .. أما التشديد فيحسنه كل أحد)
وكذلك التأويل لمشابتهته الفقه في كونه فتوى (أفتوني في رؤياي) : فإن أسهل شيء أن يقول المعبر هذا حديث نفس لا وجه له ، أما تقليب الأوجه والرموز والقراءن وترجيح إحداها على الآخر وتمييز الغث من السمين وفصل الحق فيها عما اختلط به من حديث النفس فذلك يحتاج لمعرفة بالرائي وايضًا لا يحسنه إلا القليل ممن فتح الله عليهم في التعبير نسأل الله لي ولكم أن نكون منهم ، فلا أدعي أنني منهم بأية حال ، بل أقول أني أقل من طويلب علم في هذا العلم العزيز.

وإن صدق ظني في تأويلها فإن اسمكم فيها فقط رمز فقط ولا يشير لشخصكم الكريم ، ودليل ذلك أن التعليق يعارض ما تفضلتم به من ردود ، حيث اعتراضكم كان له وجهين :1- أنني ناقل للرؤى. 2- أنت قلت أن رؤى صاحبك حديث نفس لا يفسر.  لكن التعليق في الرؤيا ذكر أن الرؤى صادقة لذلك ينصرف عن كونك المشار إليه بالتعليق بل فقط رمز ، ولكنه اتفق معكم أن من الحكمة عدم نشرها.


فتأويلها الإجمالي : الرؤى صادقة لكن الحكمة في عدم نشرها لأنها قد تضر بصاحبها ، وإن ما فيها سيقع كيفما أراده الله وسيعلم صاحبها بذلك عند وقوعه.

التفصيل:

يوسف =
رمز لصدق الرؤى"يوسف أيها الصديق أفتنا"
رمز أن الرؤى قد تضر صاحبها بذكرها "لاتقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا"
رمز أن صاحبها سيتعرض لابتلاءات متعددة وسيجهل كيفية وقوع رؤاه إلا عند حدوثها وأن ذلك سيستغرق وقتا قد يطول لسنين.
وأن صاحبها سيعلم بتأويل رؤاه "التفصيلي" عند وقوعها. "وقال يأبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا"

الرؤى بين يديك تتألم=
تشير أن بحثي عن التفسير أغلبه كتبته (بيدي) هنا ولم أقصه لأحد. وهذا صحيح. فلو أعلم معبرًا حاذقًا ثقة لقصصتها عليه بدلا من نشرها على الملأ.
الرؤى تتألم= (الرؤى = الرائي) تشير أن في كتابتها ما قد يضر بصاحبها ويسبب له الألم.

وتقول لك عندي تتوقف الأقلام=
سبحان الله وهذا مطابق لما قاله صاحبنا أمس في رده "لا تشغل نفسك بتأويلها ، فكل ما وقع أراده الله وكل ما أراده الله وقع"
تتوقف الأقلام = يؤخذ من حديث الرسول صلى الله عليه وعلى آله  وصحبه وسلم لابن عباس "رفعت الأقلام وجفت الصحف"
فتشير إلى أن الضر إن وقع فهو بيد الله ، والنفع إن وقع فبيد الله أيضًا ولا تعوّل على تعبير أو تأويل.
وتشير إلى أنها حق وقضاء الله واقع في أوانه.
وتشير إلى أنه وجب التوقف في نشرها (تتوقف الأقلام) = "ن والقلم وما يسطرون" = (كتابتها = تسطيرها) = تتوقف عن الكتابة.

هذا ظني في وجه تأويلها إن صح ، فإن كان من توفيق في ذلك فمن الله ، وإن كان من خطأ فمن نفسي ومن الشيطان.

نسأل الله سبحانه وتعالى ان يفتح لنا ولكم أبواب الفهم وأن يرزقنا العلم والحكمة ويجعلنا من الصالحين المصلحين غير ضالين ولا مضلين ، ونعوذ به أن نكون من المفتونين أو الفاتنين. اللهم آمين.
سبحانك الله وبحمدك ، أشهد ألا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك.
وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.