قال رَسولُ الله : ((المؤمِنُ القَوِيّ خَيرٌ وأَحَبّ إِلى الله منَ المؤمِنِ الضّعيف، وفي كلٍّ خَير)) رواه مسلم(1)[1].
يَنطلِق كَثيرٌ منَ النّاس في فَهمِ مَعنَى القُوَّةِ والضَّعفِ مِن مَنظورٍ مادّيٍّ واعتباراتٍ أرضيّة مُسفّة، فهذا يُقدِّر القوّةَ والضَّعف بحسَب إقبالِ الدّنيا وإدبَارِها، وآخرُ يقدِّر القُوّةَ في فَهمِهِ بممارسةِ الجبَروتِ والقَهرِ والبَغيِ والطغيان، وثالثُ يَظنّ القوّةَ لمن له جَاهٌ أو حَظوَة مِن سلطان، ورَابعٌ يَركَن في قُوَّته إلى مَالِه أو ولدِه أَو مَنصبِه، وخَامِسٌ يَستَمِدّ قوّتَه مِن إجَادةِ فنونِ المكرِ والكَيدِ والخِداع والقُدرةِ علَى التلوّن حسَبَ المواقِفِ وَالأحوَال.
والقُوَّة ليسَت ذلك كلَّه، وإنّمَا هيَ قوّةُ العَقيدةِ والخلُق، القوّةُ في العِبادةِ والسّلُوكِ والجِسمِ والعِلم والصِّناعة والتّجَارة. تِلكَ القوّةُ التي تتَّجِه بجهدِ الإنسانِ إلى الخير وتَقودُه إلى الرَّحمة، وتجعَل منه أداةً يحِقّ الله بها الحقَّ ويُبطِل الباطِلَ.
وأعلى أنواعِ القوَةِ قوّةُ العقيدةِ وقوّة رسوخُ الإيمان، فصاحِبُ العقيدةِ القوِيّة يؤمِن بالله ويَتَوكَّل عليه، يعتَقِد أنّه معه حيثُ كان. ومِن أسرار قوّةِ العَقيدة أنّه لا يَستطيعُ إِنسانٌ كائنًا مَن كَان أن يمنعَك مِن رِزقٍ كَتَبه الله لك، ولا أن يُعطيَكَ رِزقًا لم يَكتُبه الله لك، بهذَا يَنقطِع حَبلُ اللّجوءِ إلى أغنياءِ الأرض وأقويَائِها، ويتَّصِل بحبلِ الله المتينِ، فهو المعطِي المانع والرَّزّاق ذو القوّة المتِين، يَقول رسول الله لابنِ عبّاسٍ رضي الله عنهما: ((يا غلام، إني أعلِّمُك كَلِمات: احفَظِ اللهَ يحفظْك، احفَظِ الله تجِدْه تجاهَكَ، إذا سَأَلتَ فاسْألِ اللهَ، وإذا استَعنتَ فاستعِن بالله، واعلَم أنّ الأمّةَ لو اجتمَعت علَى أن ينفَعوك بشيءٍ لم يَنفَعوك إلا بشيءٍ قد كتبَه الله لك)) الحديث(2)[2]. وَلِقوّةِ العَقيدةِ قالَ رَسول اللهِ لِعُمرَ بنِ الخطاب رضي الله عنه: ((والذِي نفسي بِيَده، ما لَقِيَك الشّيطانُ قطّ سالِكًا فجًّا إِلاّ سلَك فَجًّا غيرَ فجِّك)) رواه البخاري ومسلم(3)[3].
بِقوّة العقيدةِ والإيمان جَعلَ الله لرسولِه مِن الضَّعفِ قوّةً، ومنَ القِلّة كثرةً، ومنَ الفَقرِ غِنى، لقد كانَ فَردًا فصارَ أمّةً، وكان أمّيًّا فعلَّم الملايِينَ، وكانَ قليلَ المالِ فصَارَ بالله أغنى الأغنياءِ، قال تعالى: أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى [الضحى:6-8].
المؤمِنُ القَوِيّ يَتَمَاسَك أمَامَ المصائبِ ويَثبُت بين يدَيِ البلاءِ رَاضيًا بقضاءِ الله وقَدَره، وقد صَوَّر هذا الحالَ رسولُنا : ((عَجَبًا لأمرِ المؤمِنِ، إنَّ أمرَه كلَّه خَير، وَلَيسَ ذَلكَ لأحَدٍ إلاّ لِلمؤمِن؛ إن أصابَته سرّاءُ شكَر فكانَ خيرًا له، وَإن أصابَته ضرّاء صبرَ فكانَ خيرًا له)) رواه مسلم(4)[4].
وَالقوّةُ في العِبادةِ بالمحافظةِ عَلَى الفرائِض والاجتِهادِ في الطاعاتِ وَالتّنافس في الخيراتِ والتَّقرُّب إلى الله، فلاَ يمدّ يدَه إلاّ إلى الحَلال، ولا يعيشُ إلاَّ في الطاعَةِ والرِّضوَان، وقد كان رسولُ الله يَقوم حتى تَفطَّرت قدَماه، لا يتركُ قيامَ اللَّيل، وكانَ يتصدَّق بكلِّ مَا عِنده.
والقوّةُ في الأخلاقِ، لقد فتحَ المسلمون الأوائِل بَعضَ البلدان بقوّةِ الأخلاقِ فحسب، دونَ أن تتحرَّك جيوشٌ أو تزَلزَل عُروش، وبَعضُ المسلمين اليومَ جمَع مِنَ العلمِ فأوعَى وخَلاَ من الخُلُق الأوفى.
القُوّةُ في الأخلاقِ دَليلُ رسوخِ الإيمان، فإلقَاءُ السلامِ عِبادةٌ، عِيادة المريض عِبادة، زِيارة الأخِ في الله عِبادة، تَبَسُّمك في وجهِ أخيك صَدَقةٌ وعِبادة.
ومِنَ القوّة ثَباتُ الأخلاقِ ورُسوخ القِيَم في الفرَح والشِدّة والحزنِ والألم، مع الصَّديقِ والعدوِّ والغَنيِّ والفَقير، قال تعالى: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [المائدة:8]. ومن وصايَاه : ((ولا تَقتُلوا شَيخًا فَانِيًا ولا طِفلاً ولا صغيرًا ولا امرأةً)) رواه أبو داود(5)[5].
لقَد فَعَل مشرِكو مَكّةَ برَسولِ الله ما فَعَلوا، آذَوه، حَاصَروه، اتَّهموه، كذَّبوه، أخرجوه، ثم شهَروا سيوفَهم ليقتلوه. وتمرّ السّنون، ويَعود رسولُ الله إِلى مكّةَ فَاتحًا مُتَوَاضِعًا للهِ مُتَذلِّلاً، يقول لهم: ((مَا ترونَ أني فاعلٌ فيكم؟)) قالوا: خيرًا؛ أخٌ كريم وابن أخٍ كريم، قال: ((اذهبوا فأنتم الطّلَقاء))(6)[6].
إنّه انتصارِ المبادِئ ورسوخُ القِيَم والقوّةُ في الأخلاق، وحاشا رَسولَ الله أن يَنتَقِمَ لنَفسِه أو يَثأرَ لشخصِه، وفي الحديث: وما انتقَمَ رسول الله لنَفسِهِ إلاّ أن تُنتَهَك حُرمةُ الله عزّ وجلّ(7)[7]. وفي عالمنا اليومَ مَن تنتفِخ أَوداجُه وتحمرّ عَيناه ويصيبه الأرَق والقَلَق ولا يَهدَأ رَوعُه حتى يَثأرَ لنفسِه ويَنتقِمَ لشخصِه المبَجَّل، لكنّه لا يحرِّك سَاكنًا ولا يشعُر قَلبه بامتِعاظ إذا انتُهِكت محارمُ الله.
والقوّةُ في الإرادَةِ بمغالبَة الهوَى والاستِعلاءِ على الشَّهوات. وفي سِيرةِ نوحٍ عليه السلام تَرَى قوَّةَ العزيمةِ والإرادَةِ وهو يَسير في دَعوتِه ليلاً ونهارًا، سِرًّا وجِهارًا، يمرّ عَليه قومُه وهو يَصنَع السفينةَ، فيُلقُون على سمعه عباراتِ التَّهكّم والسّخريةِ، فلَم تهن عَزيمتُه ولم تَضعُف إرادَته؛ لأنَّه كان واثِقًا بنَصرِ الله، مُطمئنًّا إلى وَعدِه، وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ [هود:38، 39].
قالَ ابنُ القيِّم رَحمه الله: “اعلَم أنَّ العبدَ إنما يقطَع مَنازلَ السَّيرِ إلى الله بقَلبه وهمّتِه لا بِبَدنِه، والتَّقوى في الحقيقةِ تقوَى القلوبِ لا تقوَى الجوارِح، قال : ((التقوَى ها هنا)) وأشار إلى صدره(
[8]. فالكيِّسُ يقطَع مِنَ المسافَةِ بصحَّةِ العَزيمة وعلُوِّ الهِمّةِ وتجريدِ القَصدِ وصِحّةِ النية معَ العملِ القليل أضعافَ أضعافِ ما يَقطعُه الفارغُ من ذلك مع التّعَبِ الكثير والسّفَر الشَّاقّ، فإنّ العزيمةَ والمحبّة تُذهِب المشقّةَ وتُطيِّبُ السَّيرَ، والتّقدّمُ والسّبقُ إلى الله إنما هو بالهِمَم وصِدقِ الرّغبة، فيتقَدّم صاحِبُ الهِمّة مَعَ سكونِه صاحِبَ العمل الكثيرِ بمراحِلَ، فإن ساوَاه في همّته تقدّمَ عَليه بعَمَلِه” انتهَى كلامه رَحمه الله(9)[9].
الذلُّ قَبيح، وفي الرضا به هَلاك، وحينَ يوضَعُ في موضِعِه الصَّحيحِ يُعتَبر عِزّةً وقوّة، قال تعالى: وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [الإسراء:24].
القُوَّة في ضَبطِ النَّفسِ والسّيطَرَة عليها، قال : ((ليس الشّدِيدُ بالصُّرعَة، إنما الشَّديد الذي يملك نفسَه عند الغضب))(10)[10].
كَظمُ الغَيظِ قُوّةٌ، قال تعالى: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ [آل عمران:134].
تحصِيلُ القوّةِ البَدَنيّة مِن مقاصدِ الشَّارع الكريم، وفي سبِيلِها كان تحرِيمُ الخبائثِ منَ الطّعام والشراب، كالخمرِ والميتَة ولحمِ الخنزير، وفي سبيلِها كانَت عِناية الإسلام بِرياضةِ البدَن، ومن أجلِ العافيةِ حثَّ الإسلام على التَّداوِي وأمَر بالطبِّ والعِلاج: ((تداوَوا عبادَ الله، فإنَّ الله لم يَضَع داءً إلاّ وَضَع له شِفاءً ـ أو قال: دواءً ـ إلاّ داءً واحدًا))، قالوا: يا رسولَ الله، ومَا هو؟ قال: ((الهرَم)) رواه الترمذي(11)[11].
ومَعَ قوّةِ الإيمانِ والأخلاقِ والجِسمِ تَكون القوّةُ في العِلمِ والمعارِفِ والعمَل وفي كلّ ما يعطيه لفظُ القوّة من دلالة؛ لتكون الأمّة متصدّرةً في كلّ أمر ذي قوّة لا يشَقّ لها فيه غبار. والقوّة في التجارة واستخراج ثروات الأرض. الزراعةُ قوّةٌ والصناعة قوّة. والقوَّةُ في الجدِّ في مُباشرةِ العمَل، وذلك باطِّراحِ الكَسَل وتَركِ الخمول.
وأَقوامٌ غَفَلوا عَن هَذهِ النّصوص الكَثيرة لتعسُّفٍ في تَأويلِها وتحريفٍ في مواضِعها، حتى قعَدوا عن النّهوض، فأصيبَ العقلُ بالتبلُّد والفكرُ بالجمود والحياةُ بالتوقّف، وقامَ مَن ينادي بأنّ التديُّنَ مِن أسباب التخلُّف وأنّ الشريعةَ عَامِل من عوامِلِ التأخُّر، وهذا جهلٌ بالدِّين وغَفلَةٌ عن تعاليمه، وكان رسولُ الله يستعيذ من كلِّ أسبابِ ومظاهرِ الضّعف فيقول: ((اللّهمَّ إني أعوذ بك من العَجزِ والكَسَل)) رواه البخاري(12)[12].
((المؤمِن القويّ خير وأحبُّ إلى اللهِ من المؤمِن الضعيف، وفي كلٍّ خير))(13)[13]، في كلٍّ منَ القويّ والضعيف خيرٌ لاشتراكِهما في الإيمانِ، وقد يَكون المؤمِن ضعيفًا في بَدَنه قويًّا في إيمانِهِ ومَالِه، وقد يَكون نحيلَ الجِسم لكنّه قويّ الفِكر والقلَم، وإلى هذا تُشير الكلمة النبويّة: ((وفي كلٍّ خير)).
إِنّ قوَّةَ المسلِم ضَرورةٌ لا بدّ أن تتَحقَّق؛ ليصدُق عليه وَصفُ الإسلام، وحتى لا يُصبِح المسلمون بِضعفِهم وهوانهم فِتنةً للنّاس، يَصدّونهم عن السَّبيل، وتتدَاعى عليهِمُ الأمَم كما تداعَى الأكلَةُ إلى قَصعَتها.
بارَك الله لي ولَكم في القُرآنِ العظيم، ونَفَعني وإيّاكم بما فيه من الآياتِ والذّكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفِر الله العظيم لي ولَكم، فاستغفِروه إنّه هو الغفور الرّحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله عَلَى إحسانِه، والشّكرُ لَه عَلَى توفِيقِه وامتِنانِه، وأشهَد أن لاَ إلهَ إلاّ الله وَحدَه لا شريكَ له تعظيمًا لشَأنِه، وأشهد أنَّ سيّدَنَا ونَبيَّنا محمّدًا عَبده ورسوله الدَّاعي إلى رِضوانه، صلى الله علَيه وعلَى آله وصحبه وإخوانِه.
أمّا بعد: فاتقوا الله حقَّ التقوى، ورَاقِبوه في السرّ والنجوَى.
يَنبَغي أن لا يَنسَى العبدُ ربَّه مع مُباشرةِ هذه الأسباب، فإنّ العَوَائقَ جمّة، والحاجَة إلى عَونِه وتوفيقِه في كلِّ لحظةٍ وآنٍ ماسّة، وفي محكمِ التنزيلِ: لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ [الكهف:39].
يقولُ عَزّ وجلّ في دعاء نوحٍ عليه السلام بعد أن كذّبه قومه وبذلَ جميعَ الأسباب: فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ [القمر:10]، وقال تعالى عن موسى عليه السلام في وصيّته لقومه بعد أن هدَّدَهم فرعونُ بقتلِ أولادهم: قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ [الأعراف:128]، وقال أيضًا عن وصية أخرى من موسَى لقومه: وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ [يونس:84]، وقال تعالى عن يوسفَ عليه الصلاة والسلام عندما تعرَّض لفتنةِ النساء: قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [يوسف:33، 34].
فينبغي للعبدِ أن يلتجِئ إلى الله عند وجود أسباب المعصيَة ويتبرّأ من حولِه وقوّته؛ لقول يوسف عليه السلام: وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ أي: إن وكلتني إلى نفسي فليس لي من نفسي قوّة، ولا أملِكُ لها ضرًّا ولا نفعًا إلا بحولِك وقوّتك، أنت المستعان، وعليك التّكلان، فلا تكلني إلى نفسي.
ألا وصلّوا ـ عباد الله ـ على رسول الهدى، فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقالَ: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].
اللّهمّ صلّ وسلّم على عبدك ورسولِك محمّد، وارض اللهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين…
-- الشيخ عبدالباري الثبيتي العتيبي.