إقامة شرع الله

بسم الله الرحمن الرحيم،
و الصلاة و السلام على محمد الرسول الكريم،
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،

إقامة شرع الله في الأرض، هو الأمر الذي كلّف به الله تبارك و تعالى رسوله الكريم، و أقامه السابقون في الإسلام، و اليوم أصبح ضربا من الخيال يداعب أحلام الموحدين الأوّابين، و أصبح كلمة عابرة في آذان عامّة "المصلّين" و تهمة عند الطواغيت و الحاكمين، فما خطبنا اليوم حتى أصبحنا لا نحمل من الإسلام إلا إسمه و الظاهر من أركانه؟؟
أختصر حتى لا يصبح الكلام و التحليل مملّ، فأقول ببساطة هو تركنا لفريضة الجهاد، و أخص جهاد النفس قبل غيره، فهو ريّة الماء الأولى التي بها تخرج البذرة اوّل عرق من عروق الشجرة.
أقول و بسوط عال" من أراد أن يحكّم شرع الله في الأرض، فليبدأ بتحكيمه على نفسه" عندها ستنجلي الغشاوة عن الأبصار فيعلم المؤمن في أي صفّ يقف، و نحن في زمن تعاظمت علينا الفتن و تكالبت علينا أمم الكفر يشتى انواع أسلحتها، و عليه فإن من لم يستطع ان يردأ عن نفسه الفتن الظاهرة و آطمأنّ لإنتشارها، فليعلم أنه قد جعل من نفسه حطبا لها، فلا يسأل عن شرع الله في الأرض.

إقامة شرع الله في انفسنا هي ما تروّض النفس، فتجعلها توّاقة لشبيهاتها من الأنفس، فيجمع الله بينها يوم يأمر بإستعمالها، فرسول الله صلى الله عليه و سلّم يقول:" الأرواح جنود مجنّدة ما تعارف منها إئتلف، و ما تناكر منها آختلف"
إئتلاف القلوب هي نفسها الدعوة الملحّة للإجتماع و لوحدة الصفّ يوم يأذن الله بأمر يسيّره على يدي عباده، فآنظروا لقوله تعالى"وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"
هنا ألّف الله بين قلوب الذين آمنوا و سلّموا بكلّ ما جاء به رسول الله صلى الله عليه و سلّم، فجمع القلوب قبل الأجساد فأيّد بهم رسوله الكريم و كتب لهم النصر من قبل، و تلك سنّة من سنن الله تبارك و تعالى في خلقه لو تدارسنا كتابه الحكيم، و تداسنا التاريخ.

خاتمة المداخلة، جاهدوا أنفسكم و أقيموا شرع الله فيها، إن كنتم ترجون نصرة لله، فالله تبارك و تعالى لا يجمع شتاة قوم عزموا على ان يجعلوا قلوبهم شتّى، كلّ قلب تعلّق بما هوى من دون الله، و تحابّوا في الله و لو فرّقتكم أصقاغ الأرض، فإن الله قادر على جمعكم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

صدقت جزاك الله الجنة... التغيير يبدأ من النفس المعركة الحقيقية تبدأ من نفسك كم مرة انتصرت وكم مرة هزمت....مع نفسك ومن هنا يبدأ الجهاد الحقيقي هي أُولى الخطوات على الطريق الصحيح... لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}




هذه الجملة قالها الحسن البصري بزمن الصالحين فكيف لو عاش بزمننا هذا؟!!!!!
اللهم ردنا إليك رداً جميلاً والله المستعان

أحسن الله إليك و أكرمك أختي الفاضلة،
نحن يا أختي في زمن الغربة، و جهاد نفسك هو ما يصنع هذه الغربة.
أوّل الغربة أنك إذا تركت النميمة إنفضّ من حولك الأصدقاء، و إذا تركت الغيبة و قذف المحصنات إنقطع حديثك مع الناس و قلّت مجالسك، و إذا كلّمت الناس في دينهم تشتت الأعين و صمّة الآذان و آنصرفت عنك إلى ما يطربها إلا ما رحم ربّي، و لا أدري هل ألوم او أعذر، فأنا عن نفسي جهادي لنفسي جعلني أرى أنني أعدى لنفسي من عداء الكافر للمؤمن إذ أرى المنكر فأعرفه ثمّ أصيب منه فأصير نادما.
صدق رسول الله حين سمّاه الجهاد الأكبر، و لن يستقيم لنا حال بدونه.
بارك الله فيك أختي و زادك فهما و علما.

آميين جزاك الله خيراً اخي الكريم على دعائك الطيب فتح الله عليك ونفع بك