أحقا على المهدي أن يستعد للخلافة ، كيف يستعد و هو يأنف منها ؟

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

هذا موضوع مهم بحاجة إلى بسط و تشريح
فمن يتفضل أولا ؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . حياك البارئ شيخنا الفاضل .

أنا أفهم أنه يستعد للخلافة بالتزود من العلم الشرعي حتى يكون فقيها بالدين بحيث ما إذا لو ساقته الأقدار إلى الخلافة وأضطر إلى إمامة الناس فإذا هو مستعد لذلك ، وهاذا يحدث حتى في الإمامة الصغرى للصلاة فأعرف من كبار السن من كان يراجع بعض سور القرآن فيما إذا لو أن قدموه الناس للصلاة بهم فجأة فإذا به يكون له حظا من بعض سور القرآن فيصلي بهم بها . فهاذا أولا .

أخيرا يستعد لها بترويض النفس على الصبر في طاعة الله وكثرة الصلاة والذكر حتى ما إذا بويع وأصبح خليفه فلا تكون الخلافه فيها مشقة عليه ، فيكون قد ألف الإعتكاف والذكر والصلاة مسبقا . فهاذا رأيي لهاذه المسألة بشكل خاص .

وأما بشكل عام فهاذا لجميع المسلمين أن يتزودوا بالتقوى والعلم النافع والعمل الصالح في الرخاء حتى ما إذا كانت الشدة فإذا هم بخير حينها .

وقد أوصى شاعر حكيم في زمننا هاذا بلهجه عامية بأبيات جميله قال فيها بعدة وصايا منها العلم فقال ( أولهم المعرف يا أهل التمرجالِ .. ترى الغشامة تضيع بطش راعيها .. راعي الغشامة حري بالتوحالي .. ياكيف يظهر لي نشبت بأيديها ) . والقصد أن الغشيم أو الجهال إذا وقع في مشكلة فكيف يستطيع الخلاص منها وهو حري حينها بنتضار أن يوحي له أحد بشيء أو علم يفيده وقت الشده بخلاف العارف او العالم فيستطيع الخلاص بنفسه وإنجائها وقت المصائب والمهالك . والله اعلم . وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ربنا يحييك و يبارك فيك أخي العزيز

كلامك جميل بمرة ما شاء الله عليك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،،
أعتقد شيخنا الحبيب أن على المهدي أن يُعِدَ نفسه ليكون عبداً خالِصاً لله لا للخلافة، فيتعلم لنجاته من النار، لا لنجاته من الجهل حال كَوْنِه خليفه، ويُجَاهد نفسه ليزكو بها؛ لا لأمر آخر.
فالشاهد والمَقْصِد... على المهدي أن يكون مُخْلِصَاً في كل أفعال لله ليكون من عباده المُخْلَصِين؛ لا أن يفعل من أجل الخلافة.
هذا ما أدين الله به.
والله أعلى وأعلم.

جزاك الله ألف خير أخي العزيز و فتح عليك فتوح الراسخين في العلم .

الحقيقة أننا نجهل بالضبط هل المهدي الان ملتزم أم لا ؟
و هل عنده اطلاع على مسائل الشرع أم لا ؟
و هل هو عالم أو طالب علم متمكن أو طالب علم مبتدئ أو من عوام المسلمين ؟
و ما هي نقائصه أو ذنوبه التي ينبغي له تركها لله لا للعرش ؟

إذن فنحن نتكلم بصفة محتملة
ففهم الموضوع و تصوره بصفة دقيقة يخليك تعرف أين تضع رجلك و كيف تتكلم
و لكنا مع ذلك نستعمل بعض الرؤى و بعض النبوءات المحتملة و نستنبط و نربط الأمور بعضها ببعض .

حسب علمي أنه توجد بعض الرؤى الحديثة تأمر المهدي بالاستعداد لساعة البيعة ، بمعنى الاستعداد لتولي الحكم .
و هذا الاستعداد إذا صحت الرؤى و صدقت فهو أمر له بالاستعداد و أنه قد أزفت الآزفة
فالمهدي سيبايع حتما شاء أم أبى ، و هذا تكليف من ربه سبحانه سيقع لا محالة ، إذن فلا مناص من الأمر
فهنا عليه أن يستعد لذلك ، يستعد بأن يفتح عينيه و يوسع أذنيه لارتقاب أي شيء جديد له علاقة بالأمر من رؤيا قوية في النت أو خارجه ، أو حدث ما سيقع من اقتتال عند موت خليفة و نحو ذلك ..
فعليه بتتبع الأحداث و انتظار ما قد يحصل له معها و بعدها
فهذا استعداد نفساني مهم
و يستعد فلربما يأتي أمر يقتضي تواجده بمكة بتقدير من الله ، فلربما يدفع له أحدهم مالا ليعتمر أو ليحج ، و يكون ذلك دفعا من الله إليه ليأتي مسرعا إلى البيت العتيق ليبايع
فهذه أمور مرتبطة بعض الشيء بالاستعداد
و هناك استعداد تخطيطي بأن يفكر و يخطط من الآن كيف سيتصرف من لحظة البيعة إلى الخسف إلى إسقاط آل سعود إلى تعيين حكومته و إلى و إلى... إلى حين فتح الأقصى المبارك ...
فهذا استعداد إن شئت فسمه استعدادا سياسيا و عسكريا و قياديا
و هناك استعداد روحاني إيماني و هو أهم هذه الاستعدادات يتطلب منه الاجتهاد في العلم و الايمان و الصلاة و التلاوة و الذكر ، و ترك ما أمكن من الذنوب و الآثام و العودة إلى الله تعالى و التضرع له و التذلل بين يديه و الاكثار من الاستغفار و محاسبة النفس ....الخ .
فهنا عليه أن يجعل ذلك لأجل الله و لأجل التقرب إليه و النجاة من عذابه ، سواء كان هو المهدي أو لم يكن
و هو أمر ضروري للغاية و هو سبب قوي لإصلاحه و تهذيبه ..
و عليه مراجعة نفسه و طبائعه التي لا تصلح في الملوك و الخلفاء ، فعليه بإزالتها
و هناك استعدادات أخرى مثل ما ينبغي عمله بخصوص ممتلكاته في وطنه و أشغاله الخاصة و حياته و شؤونه و وظيفته ...ماذا سيفعل تجاهها بعد توليه زمام الأمور .

هذا و الله أعلم
ثم المهدي أدرى بشؤونه منا وفقه الله و أعانه و يسر أموره

اللهم آمين ولكم مثله وزياده شيخنا الفاضل الكريم
وجزاكم الله خير الجزاء على مجهوداتكم وانشغالكم بهم الأمة
ونسأل الله بمنه وكرمه وفضله أن يجعلنا وإياكم وجميع القائمين على هذا المنتدى ومرتاديه من المؤمنين من صَحْبِ الإمام المُخْلَصِين.

اللهم آمين يا رب العالمين .

اختي الكريمة رفيدة الفرضيتان ممكنتان
فيمكن أنه يبايع على غرة من أمره بمكة ، فيتخطفه المبايعون و يهددونه بالموت إن لم يتأمر عليهم ، فلا يفهم ما يجري و لا يعقل مما يقولون شيئا
فهذا ممكن
لكن تعكر عليه بعض الرؤى التي تدل بمجموعها على أن الرجل يعلم أنه المهدي ، و بعضها يصرح أنه يعلم ذلك من سنة ١٩٩٣ ، بل إن بعضها يقول أنه كاد أن يعلنها للناس صراحة أنه المهدي .
فإن كان يعلم أنه المهدي فلا جرم أنه سيدور الأمور في عقله و لو بشكل جزئي ، و إذا كان داهية شديد الذكاء ذا علم بالسياسة الشرعية و غيرها فسيدورها و يطحنها طحنا في عقله ...

و قولك أن الله سخر له طريق علم و دين فتنطبق عليه الاية الكريمة و تكون نشأته تطابق المهام التي سيتحملها : فأنا أرجح هذا الاحتمال بموجب بعض النصوص و الرؤى و المنطق

و العلم عند الله تعالى