"إيران: العالم سيشهد مشاهد مذهلة وأحداث مهمة في الساعات المقبلة"

.
اللهم آمين يارب العالمين..

اخي الكريم صقر .
كبلتموني بحسن الظن و طيب الكلام فشددت الوثاق .
ولست بشيء مما تقولون إلا بستر الله .
والله يا اخي ما الخلاف هو المراد ، و ما أشد علي قلبي شيء من الخلاف بين الاخوة و لو كان في رأي.
و ارجو المعذرة ان حسب الاخوة في تكراري اصرارا ، او ظنوا الاصرارا كبرا و عنادا .
لكن الواحد ترك المنتديات منذ فترة طويلة و حسبت أني اجد في هذا صحبة ابثها الأفكار ، و قد يتراءى لي في بعض الامور نظر ، فيشق علي اخفاؤه و عدم التحذير منه ، و تزداد المشقة حين يراودني سؤال " إن لم يعرف أمثال هؤلاء و قد اصبح أمثالهم قلة ، مراد قولي و يستوعبوا كلماتي فمن تحادث ؟! و من يفهم ؟! "
اخي ، هذا زمن الغربة ، و قد وصل ظلامها حتى يكاد المرء يكون غريبا في بيته و نسأل الله السلامة .
فلا يؤاخذني الاخوة ، فإن الاحاديث كلها صارت ذات شجون ، و لو بسط الكلام في الاوجاع و جراح الظلم العام و الخاص لضاقت به الصدور قبل السطور ، و لله الحمد بلا اعتراض او شكاية لسواه .
مختصر فكرتي ان الصور الظاهرة من علاقات الدول شدا و جذبا ليست كسابق العصور ناتجة من انفعال بشري المنبع ، لوثته وساوس الشيطان ، كلا بل صار الامر الي انها كلها تدابير الشيطان تكسوها مظاهر الرغبات البشرية .
نحن لا نحارب اطماع البشر الذين يوسوس لهم الشيطان بالمزيد ، نحن - حرفيا - نحارب إبليس نفسه و تدبيره و كل ما يظهر من تخطيطه ، و ما كل المظاهر ( كاطماع الدول و العلاقات بينها و خلافه ) إلا الكسوة الظاهرة التي كسى بها و ادار بها الميدان ، بيادق سواء عرفوا او ظنوا انهم احرار يفعلون ما تريده انفسهم فقط .
لا اقول علي سبيل المجاز او البلاغة ، بل الحقيقة ، و تكاد العين تراها .
هذا المخطط الممتد لعشرات السنين ان لم يكن قرونا حتى هذه اللحظة ، كمعركة بطيئة باعمارنا نحن البشر ، و قصر اعمارنا يحول دون رؤية الصورة الكاملة ، كما لو ان احدهم ينفذ مهمة لن تظهر قيمتها او اثرها في عمره هو ، بل يكون لها قيمة و لاثرها حدوى بعد موته بسنوات ، هكذا وزع إبليس المهام علي جنوده ، حتى ان المنفذين انفسهم لا يتبينون ما يفعلون او منطقيته ، هذا تخطيط يجعل كلمة " تخطيط استراتيجي" مزحة بالنسبة لما صدر من إبليس ، و قياسا بهذا المدى العمري الممتد ، لكن كائنا من المنظرين لا تمثل له تلك القرون إلا فترة قصيرة .
من يستطيع تقبل هذه الفكرة ، سيبدأ في ربط الاحداث ، و يعلم انه ليس بالضرورة ان يكون حكام او فاعلون في زمن معين علي دراية بالمخطط الاكبر ، و بينما هم ينفعلون في زمنهم علي التقارير المرفوعة إليهم و الحوادث حولهم ، يحسبون ان ما يفعلون ما هو إلا رد فعل خالص من انفسهم ، فإن خطواتهم قد تم تضليلها ، و نظرهم قاصر عن الصورة الكبرى .
تخيل نملة تعيش في صندوق تحسب انه هو الدنيا كلها ، تعيش فيه و تموت بينما صندوقها هذا ما هو الا واحد من عشرات الصناديق الممتدة علي مرمى البصر في فلاة مليئة به .
هكذا ظن كل صاحب زمن ، لقد اعطاهم الشيطان بالغواية او الأمر المباشر مهمة محددة تكفي زمن حياته ، لكنها جزء من مهمة اكبر .
ان حرب الشيطان الممتدة منذ عقود ان لم يكن قرون قد اوشكت علي بداية معركته الاخيرة ، و هو يظن ان النصر بين قبضتيه ، و لهذا جلس يرقص علي طاولة العشاء الأخير في حفل الاولمبياد .
من علي استعداد ان يرى هذه الصورة من خلف ستار العلاقات الدولية و ازدحام التيارات الفكرية و الحسابات المعقدة لتغيرات اهواء البشر و انماط ثقافتهم ، قد يبصر المعركة الحقيقية التي تجري .

بارك الله فيك أخي إسماعيل و أنار بصيرتك، و مرحبا بك بيننا،
بالنسبة لما دار بينك و بين الإخوة، فلا يجب ان يؤخذ على أنه خلاف، بل إختلاف و فيه رحمة إن شاء الله إذا إعتبرنا أن لكلّ ميزته، فالبعض أفقه من بعض، و البعض أحوط من بعض، و هذا أكثر رجوعا لكتاب الله، و الآخر أكثر تنقيبا في الأحاديث و السنّة المطهّرة، و كلّ على حسب إجتهاده، و لطالما أثارت مواطن الاجتهاد رياح الإختلاف و كلما تشبعت القلوب و العقول بالعلم كلما خفّت حدة الرياح، و ربما تحوّلت لنسيم عليل... فالحمد لله على هذه الصحبة و القلوب الطيبة.
أما عن كيد الشيطان، فإن الله سبحانه و تعالى قال:"الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا "، و في هذه الآية الكريمة فصّل الله سبحانه الأدوار و بيّنها، و أعطانا الحلّ، فإبليس ليس لديك عليه حيلة، فهو يطوّع كل ما سخّره الله لنا من خير في سبيل إغواء الناس و تثبيت بأس الكفار على المؤمنين، إنما حيلتك على اوليائه فقط، فإبليس مهما خططة فإن أدواته من بني آدم، و ربّما اوفاهم له عهدا و ميثاقا اليهود، و الذين أمعن الله سبحانه في ذمّهم...
اليهود اليوم نابوا إبليس و أصبحوا مديري أعماله، فهم ارباب الماسونية و آلهتهم "البافوميت"، و مشروعهم الصهيونية و مخلّصهم الدجال، فما من معصية وسوس إبليس بها يوما إلّا و صنعوا لها مصنعا، و ما من مفسدة أراد إبليس نشرها إلا و جعلوا لها ساحة يتنافس فيها المتنافسون، كأنهم يتحدون الله سبحانه إذ إستبدلهم بغيرهم، و هذا عين ما فعله إبليس بعد خلق آدم عليه السلام...
فهي إذا الفتن تجري من بين أيديهم يعرضها الله على عباده، و هي "فساد في الأرض و علوا كبيرا" كما وصف رب العزة، و زعامة على مقاليد الفساد لا ينافسهم فيها أحد!!!
سواء أكان ذلك مخططا من عندهم او لا، فذلك قدرهم الذي ساقهم إليه الله سبحانه، لا يتجاوزون ما قدّره الله لهم قيد شبر، ليقيم عليهم الحجة و يمتحن بهم المؤمنين، فلا تجزع أخي إسماعيل و تذكر أن مكرهم عند الله سبحانه، له الأمر من قبل و من بعد، كلّ ما عليك اليوم هو أن تجاهد و لو بكلمة و أن تجتاز إمتحان الفسططة.
مهما كبرت خطط إبليس و أولياء تبقى حكمة الله سبحانه من وراء ذلك أكبر، و إن كانت خطط اليهود الكبرى إنطلقت منذ قرن او يزيد، فإن المسلمون بدؤوا بالتنكر للإسلام منذ فجره، و يكفي دليل ذلك قول أبي موسى الأشعري في اهل زمانه"لو خرج عليكم صحابة رسول الله ما عرفوا منكم سوى قبلتكم"، و كذا كل أهل عصر زادوا في الإسلام ما ليس منه و آستهانوا به ما لم يستهن به من قبلهم، و ربّك الغفور يتجاوز عنهم تارة و يعاقبهم تارة أخرى بأن يسلّط عليهم شرار الناس، ثمّ يستبدلهم بمن هم خير منهم، و لا أكذبك القول أخي إسماعيل إذا قلت لك أنني أرى بوادر هذه السنّة الإلهية قد أنزلت منازلها و آستشرفت البلاد و العباد، و تسلّحت بغضب الله تنتظر أمره سبحانه، لا لما خططه لنا إبليس و أولياءه، و لا لما كيدت لنا من المكائد، بل بما دخلنا فيه في نواقض الإسلام زمرا، لا يتحاشاها و لا ينكرها أحد، إلا تلك الشرذمة المحسوبة على المتعصبين نواة التخلّف و مدرسة الإرهاب...
أسأل الله السميع المجيب ان يعفو عنا و عنكم، و أن يهدينا و إياكم سبل الرشاد.

جزاكم الله خيرا الحبيب الطيب صقر .
نفعنا الله بكم .
كنت بالأمس كتبت تعقيبا و لكن اثرت ان تكون لكم الكلمة الاخيرة .
و ان كان من اضافة فقد عثرت علي هذه الرؤيا بغير اتفاق ، وجدت انها تصدق ظني ان الحرب الحالية هي مع الشيطان نفسه ، يقودها و يدبر لها ، ليس انه مساعد لأهل الشر كما اعتاد في سابق الازمان .



و يا اخي الحبيب ليس ما بقلبي الجزع ، لكن فقط غضب و حزن .
و نسأل الله السلامة.