الشَّامِلُ لِرُؤَى المَهْدِيِّ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشَّامِلُ لِرُؤَى المَهْدِيِّ

مُنتَدَى إِسْلَامِيٌّ سُنِّيٌّ يُعْنَى بِجَمْعِ رُؤَى المَهْدِيِّ وَ تَعْبِيرِهَا و تَرْتِيبِهَا مَعَ بَيَانِ الرُّؤَى المَكْذُوبَةِ وَ الوَاهِيَةِ
 
الرئيسيةس .و .جبحـثأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» "قصة كليم الله موسى عليه السلام"
الإيمان و اليقين4 Emptyاليوم في 1:16 am من طرف رُقيّة..

» رقم 8 يحيطه مربع أصفر
الإيمان و اليقين4 Emptyاليوم في 12:37 am من طرف رُقيّة..

» "صدقًا ! صوته يهدئ الاعصاب ؟! مزمار من مزامير آل داوود ! "
الإيمان و اليقين4 Emptyأمس في 7:23 pm من طرف رُقيّة..

» "ماذا قال النبي ﷺ عن الصابرين من أهل غزة (رؤيا حق)"
الإيمان و اليقين4 Emptyأمس في 6:52 pm من طرف رُقيّة..

» « تأملات مقتبسة.. »
الإيمان و اليقين4 Emptyالثلاثاء يوليو 23, 2024 11:55 pm من طرف رُقيّة..

» كلام مهم و جميل كصاحبه
الإيمان و اليقين4 Emptyالإثنين يوليو 22, 2024 10:53 pm من طرف اسماعيل

» " بَيَّنَ النبيّ ﷺ الداء ووصف الدواء"
الإيمان و اليقين4 Emptyالإثنين يوليو 22, 2024 10:50 pm من طرف رُقيّة..

» " عند ظهور المهدي نصيحة وتحذير للمسلمين في الدول الاوربية !"
الإيمان و اليقين4 Emptyالإثنين يوليو 22, 2024 6:55 pm من طرف رُقيّة..

» ":ما ذِئبانِ جائعانِ"
الإيمان و اليقين4 Emptyالأحد يوليو 21, 2024 5:21 pm من طرف رُقيّة..

» نصر من الله
الإيمان و اليقين4 Emptyالسبت يوليو 20, 2024 11:15 pm من طرف اسماعيل

» المهدي يدعو على شخص اكل حقه
الإيمان و اليقين4 Emptyالسبت يوليو 20, 2024 5:19 pm من طرف رُقيّة..

» " شاشة ويندوز الزرقاء” تشل العالم.. "
الإيمان و اليقين4 Emptyالجمعة يوليو 19, 2024 7:04 pm من طرف رُقيّة..

» رؤيا بانفجار القصر الجمهوري
الإيمان و اليقين4 Emptyالجمعة يوليو 19, 2024 11:38 am من طرف ذات النطاقين

» "التغيير الحقيقي الذي سيحصل في الأمة الإسلامية، سيكون على يدي المهدي "
الإيمان و اليقين4 Emptyالجمعة يوليو 19, 2024 10:52 am من طرف رُقيّة..

» موت مؤذن الحرم
الإيمان و اليقين4 Emptyالخميس يوليو 18, 2024 3:38 pm من طرف يوسف

» إجتماع الرسول بقادة المقاومة-رؤيا باطلة-
الإيمان و اليقين4 Emptyالخميس يوليو 18, 2024 10:45 am من طرف يوسف

» ثلاثون رجل يحملون السيوف بغضب من وراء رجل
الإيمان و اليقين4 Emptyالأربعاء يوليو 17, 2024 8:41 pm من طرف اسماعيل

»  "حكمة الله تتجلى في حرب غزة"
الإيمان و اليقين4 Emptyالأربعاء يوليو 17, 2024 12:49 am من طرف رُقيّة..

» "اللهمَّ يقيناً بكَ كيقين موسى"
الإيمان و اليقين4 Emptyالثلاثاء يوليو 16, 2024 10:54 am من طرف رُقيّة..

» تهدئة الأعصاب والنفوس..
الإيمان و اليقين4 Emptyالإثنين يوليو 15, 2024 12:49 am من طرف رُقيّة..

» (((( نهاية الرحلة ))))
الإيمان و اليقين4 Emptyالأحد يوليو 14, 2024 8:59 pm من طرف رُقيّة..

»  القمر نزل فوق البحر
الإيمان و اليقين4 Emptyالأحد يوليو 14, 2024 9:45 am من طرف رُقيّة..

» " صيام عاشوراء "
الإيمان و اليقين4 Emptyالأحد يوليو 14, 2024 9:42 am من طرف رُقيّة..

» عدد شهداء غزة ٥٠ الف
الإيمان و اليقين4 Emptyالأحد يوليو 14, 2024 8:04 am من طرف اسماعيل

» خواتم بالعالم من فضة
الإيمان و اليقين4 Emptyالسبت يوليو 13, 2024 10:49 am من طرف ذات النطاقين

» " طلبة العلم والسالكين في سبيل العلم"
الإيمان و اليقين4 Emptyالجمعة يوليو 12, 2024 9:42 pm من طرف رُقيّة..

» "كنا نقتل الفلسطينيين بمجرد شعورنا بالملل"
الإيمان و اليقين4 Emptyالجمعة يوليو 12, 2024 6:56 pm من طرف ذات النطاقين

» " الرسول ﷺ قادم ولا يخاف منهم وأنه جاء ليحل هذه المعركة " رؤيا اليوم (منقولة)
الإيمان و اليقين4 Emptyالجمعة يوليو 12, 2024 6:55 pm من طرف ذات النطاقين

» رجل بلحية مكلف من الله
الإيمان و اليقين4 Emptyالجمعة يوليو 12, 2024 3:12 pm من طرف يوسف

»  فيضان كبير تسونامي سيضرب الأرض
الإيمان و اليقين4 Emptyالجمعة يوليو 12, 2024 10:12 am من طرف يوسف

» “الفوضى القادمة بإدارة التوحش / القادم صادم”
الإيمان و اليقين4 Emptyالأربعاء يوليو 10, 2024 6:36 pm من طرف رُقيّة..

» السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإيمان و اليقين4 Emptyالأربعاء يوليو 10, 2024 1:08 pm من طرف اسماعيل

» السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإيمان و اليقين4 Emptyالأربعاء يوليو 10, 2024 12:56 pm من طرف رايتنا مرفوعة

» السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإيمان و اليقين4 Emptyالأربعاء يوليو 10, 2024 12:55 pm من طرف رايتنا مرفوعة

» السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإيمان و اليقين4 Emptyالأربعاء يوليو 10, 2024 12:55 pm من طرف رايتنا مرفوعة

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 14 عُضو متصل حالياً :: 1 أعضاء, 0 عُضو مُختفي و 13 زائر

ذات النطاقين

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 283 بتاريخ الأحد يوليو 04, 2021 7:25 am

 

 الإيمان و اليقين4

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
العباسي

العباسي


المساهمات : 38
نقاط : 62
تاريخ التسجيل : 28/02/2024

الإيمان و اليقين4 Empty
مُساهمةموضوع: الإيمان و اليقين4   الإيمان و اليقين4 Emptyالإثنين مارس 04, 2024 5:20 pm

نحمده ونصلي على نبيه الكريم ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا

لا بد من ترسيخ اليقين في القلوب: بأن الله خالق كل شيء، وخالق كل المخلوقات بقدرته وحده لا شريك له، سواء المخلوقات التي خلقها بقدرة مباشرة، والمخلوقات التي استخدم الله جهد الإنسان ويده، خالقها كلها الله.
وإذا لم يترسخ هذا اليقين في القلب فلا يمكن حفظ الإيمان والثبات عليه عند ظهور اختراعات الدجال لأنه معه جنة ونار، ويقول للسماء أمطري فتمطر، ويقول للأرض أخرجي كنوزك فتخرج، الأرض كنوزها .... الخ.
ولا ريب أن كلها بأمر الله، وأمر الله في الغيب وأمر الدجال في ال مشاهد، فضعفاء الإيمان يؤمنون بالدجال والعياذ بالله، تأثروا بمشاهدة أعينهم واختراعات الدجال، فلذلك ننفي تأثير جميع المخلوقات، ونثبت صفة الخلق لله وحده.
ولما ننظر إلى الصناعات الحديثة الفاخرة فننفى العظمة عن كل ما سوى الله ونقول: خالقها هو الله وحدة، وإذا لم ننفها عما سوى الله فيضعف الإيمان ويتأثر الإنسان بالمشاهدات، وإذا ضعف الإيمان ضعفت الأعمال، فالله - عز وجل - أكبر وأعظم، ففي كل صفة من صفاته أكبر وأعظم من كل صفة وصف بها أحد من خلقه مهما كانت عظيمة، وسمي نفسه الخالق البارئ المصور، كما قال - عز وجل: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} .
وصفة من صفاته البديع، كما قال - عز وجل: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} .أي خالق السماوات والأرض علي غير مثال سابق، وهو الذي يخلق أشكالا مختلفة، كما قال تعالي: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} .
فإذا كان هو الخالق وهو المصور وهو البارئ فكيف نحتاج في قضاء حوائجنا البشرية، وحل مشاكلنا إلي شكل معين نُريده نحنُ، وهذا فساد يقين الناس في زماننا أنهم يريدون قضاء حوائجهم بشكل معين، قد حددوه بدلا أن يتوجهوا إلي الله -عز وجل -الذي هو خالق الأسباب والأشياء والأشكال.
إنهم يتوجهون إلى شكل معين، فهم يجتهدون ليل نهار للحصول على ذلك الشكل المعين، فإما لا يعطيهم الله ذلك الشكل المعين في أيديهم، وإما يُعطيهم ذلك الشكل المعين، ولكن ينزع تأثيره، فيهيمون في كل واد، وبدلا
أن تنقضي حوائجهم وتنحل مشاكلهم، تزداد مشاكلهم، مثلا الله - عز وجل - يعطي تارة أسبابا للحصول علي الصحة من المستشفى والأدوية والآلات والأطباء ولكن ينزع الصحة عنها، ليفهم الناس أن الشافي هو الله، ويعطي تارة أسباب العز والملك، والمال والجاه والمنصب وغيرها، وينزع العزة عنها، ويعطي تارة أسباب الحفظ والحماية وينزع عنها الحفظ والحماية، كما قال - صلى الله عليه وسلم: "إنما وكل ابن لمن رجا ابن آدم، ولو أن ابن آدم لم يرجو إلا الله لم يكله إلي غيره، إنما سلط علي ابن آدم ما خافه ابن آدم، ولو أن ابن آدم لم يخف إلا الله لم يسلط عليه غيره."
وقدرة الله - عز وجل - لا تحتاج إلي شكل معين، ولا تتقيد بشكل دون شكل، بل قدرته مطلقة، فيفعل الله ما يشاء بقدرته، أحيانا يفعل بالشكل الظاهري، وأحيانا يخلق الشكل بقدرته فجأة من حيثُ لا يحتسب الإنسان، قال تعالي: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ{، وعنده أشكال لا تعد ولا تُحصي للنصر والهزيمة، فكيف نصر الله الأمم الماضية المؤمنة بأشكال مختلفة، وكيف أخذ الأمم الماضية الكافرة بأشكال مختلفة فوق التصوير، قال تعالي: فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ
حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ.
فالحاصب والصيحة والخسف والغرق من الأشكال المخلوقة بقدرته وخلقها الله فجأة، ويخوف الله -عز وجل -الأقوام الموجودة، فيقول: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يأتيهم بَاسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نائمون * أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يأتيهم بَاسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَامَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}.
فقدرته مطلقة لا تتقيد بالظاهر، ولما فقد يعقوب -عليه السلام -، يوسف -عليه السلام -، فبكي على فراقه، كما قال الله تعالي: {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ * قَالُوا تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ}.
فماذا أجاب يعقوب عليه السلام؟  
أجاب قائلا: {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}.
معناه: اعلم من قدرة الله ما لا تعلمون أنتم، أنتم تعلمون الظاهر، وأنا أعلم قدرة الله الغيبية.
ثم قال يعقوب عليه السلام: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}. ثم الله -عز وجل -جمع بينة وبين أخويه كما قال تعالى: {قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}
وقال يوسف -عليه السلام -{اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يأت بَصِيرًا وَاتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ}
رد بصر يعقوب -عليه السلام -بقميص يوسف وهذا خلاف الظاهر ويعقوب -عليه السلام -لم يأخذ سبب ظاهريا للعلاج ولكن الله -عز وجل -جعل التأثير بقدرته في قميص يوسف
ولم يكن قميص يوسف مؤثرا بذاته بل جعله الله سببا كما قال -عز وجل: {فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}  
فعلم من ذلك أن كل مخلوق في تأثيره محتاج إلى الله والله -عز وجل – لا يحتاج في إظهار أثر من الآثار إلى شيء من خلقة وهو قادر أن يظهر أثر بدون شيء من الأشياء أو يجعل الأثر في أي مخلوق من مخلوقاته مثلا اللسان في النطق يحتاج إلى أمر الله والله -عز وجل -لا يحتاج في إظهار النطق إلى اللسان بل هو قادر أن يخرج النطق من أي عضوا شاء كما قال -عز وجل: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}
وكذلك تتحدث الأرض يوم القيامة كما قال -عز وجل: يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا
* بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا والله -عز وجل -ينطق أعضاء البدن يوم القيامة كما قال -عز وجل: حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ

وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ  
هكذا الله - عز وجل - لا يحتاج لإبصار أحد إلي العين بل العين تحتاج إلي أمر الله، والله - عز وجل - لا يحتاج إليها واليد في البطش تحتاج إلى أمر الله والله - عز وجل - لا يحتاج إليها والرجل في المشي تحتاج إلى أمر الله، والله لا يحتاج إليها هكذا المخ والقلب في التفكير والتدبر والفهم و لأدراك يحتاج إلي أمر الله - عز وجل - و الله - عز وجل - لا يحتاج إليه و الطعام في سد الجوع يحتاج إلي أمر الله، والله - عز وجل - لا يحتاج في دفع الجوع إلي الطعام والماء في دفع العطش يحتاج إلي أمر الله - عز وجل - ٍ، والله - عز وجل - لا يحتاج إلي الماء كما ورد عند خروج يأجوج و مأجوج يختفي المسلمون في الغار ليس طعامهم إلا التسبيح فيندفع جوعهم و عطشهم بذكر الله - عز وجل - وقس علي ذلك سائر المخلوقات والأسباب والأشياء المنتشرة في الكون فإنها تحتاج في إعطاء تأثيراتها إلي أمر الله - عز وجل - والله - عز وجل - لا يحتاج إليها٠فنرجع إلي قصة يوسف - عليه السلام - ولما اجتمعت العائلة بأكملها خاطبهم يعقوب - عليه السلام - وقال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون لأنه هو الذي قال سابقا وأعلم من الله ما لا تعلمون أي أعلم قدرة الله الغيبية و أنتم تعلمون الظاهر محضا وتتأثرون بالمشاهدة وأنا أتأثر بقدرة الله الغيبية، فالله - عز وجل - جمع بين عائلتنا كلها خلاف الظاهر بقدرته الغيبية٠ والله - عز وجل - هو الفعال
الحقيقي يفعل ما يشاء بقدرته ولا يحتاج إلى أحد من خلقه وهو خالق جميع الأشكال والصور والأسباب والأشياء ويفعل٠

كما قال -عز وجل: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}
كما رزق الله مريم عليها السلام في محراب زكريا -عليه السلام -قال الله -عز وجل -{فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ} .
وكما رزق خبيب -رضي الله عنه -في أسره وكان بيده عنقود من عنب ولم تكن حبة من عنب في مكة كلها.
وكما رزق المقداد بن الأسود -رضي الله عنه -لما ذهب لقضاء حاجته فجاءت الفأرة بدينار وألقته أمامه ثم جاءت بدينار أخر هكذا ألقت سبع عشر دينارا.
وكما رزق الصحابة -رضي الله عنه -في غزوة سيف البحر، دابة يقال لها العنبر أكل منها، ثلاثمائة من الصحابة -رضي الله عنه -، ودخل ثلاثة عشرة من الصحابة في حلقة عينها.

أن الله - عز وجل - هو خالق الأحوال كلها، وما من حال يأتي على الإنسان إلي بأمره ومشيئة، فينبغي للإنسان أن يلتجئ إليه في كل حال من الأحوال، وأي حال من الأحوال يمر على الإنسان فينسبه إلى الله، وتطرأ الأحوال المختلفة على الإنسان ليلا ونهارا، وفي أول وهلة لا بد من الالتفات إلي الله قال - عز وجل: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا * وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى * مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى * وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى * وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى * وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى * وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى} .
وإن الله -عز وجل -يقلب الأحوال كيف يشاء كل يوم هو في شأن لا يسأل عما يفعل وهم يسألون يعز هذا ويذل هذا ويضحك هذا ويبكي هذا يميت هذا ويحي
هذا يغنى هذا ويفقر هذا وهو قادر أن يحفظ الإنسان مع جميع أسباب الهلاك وهو قادر أن يهلكه مع جميع أسباب الحفظ والحماية وهو قادر أن يعز الإنسان مع جميع أسباب الذل وقادر أن يذل الإنسان مع جميع أسباب العز قال - عز وجل: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ}
وذكر الله -عز وجل -قصص الأمم الماضية الكافرة، كيف الله قلب أحوالهم من العز إلي الذل، ومن القوة إلى الضعف، ومن الغنى إلى الفقر، ومن السراء إلى الضراء، ومن الحفظ إلى الهلاك.
وكذلك ذكر الله -عز وجل -قصص الأمم المؤمنة كيف أصلح الله أحوالها من الذل إلي العزة، ومن الضعف إلى القوة، ومن الهلاك إلى الحفاظة، ومن الضراء إلى السراء، ومن الفقر إلى الغنى، ومن الأحزان إلى الأفراح.

قال -عز وجل: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ}
وقال -عز وجل: {كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ}
وقال -عز وجل: {وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَانَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ * فَلَمَّا أَحَسُّوا بَاسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ * لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ}.
وقال الله -عز وجل: وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون
هذه الأحوال كانت في بداية إسلامهم ثم الله أصلح أحوالهم بقدرته، وقال: {فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون} فإذا طرأ أي حال من الأحوال علي الإنسان فأولا يتوجه إلي الله، ويتيقن يقينا جازما أنه من الله، ويرضي بقضاء الله، ويعلم أن الله رب العالمين فما من حال من الأحوال إلا والمقصود منه تربية الإنسان والله - عز وجل - أعلم بأحوال عباده، وأعلم بأساليب تربيتهم، فيربي بعضهم بالغنى، وبعضهم بالفقر، وبعضهم بالسراء، وبعضهم بالضراء، وبعضهم بالصحة، بعضهم بالمرض، وبعضهم بالقوة، وبعضهم بالضعف، قال الله - عز وجل: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاء إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ} .
وربط الله -عز وجل -الأحوال بالأعمال، لا بالأسباب والأشياء، إن كانت الأعمال صالحة، فالأحوال صالحة، وإن كانت الأعمال فاسدة فالأحوال فاسدة، قال الله -عز وجل: مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُون َ.
وقال الله تعالي: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.
وربط الله -عز وجل -الأعمال باليقين إن كان اليقين صالحا فالأعمال تكون صالحة، وإن كان اليقين فاسدا كانت الأعمال فاسدة.
بعبارة أخري: علي حسب اليقين الذي في القلب، تصدر الأعمال من الجوارح، وعلي حسب هذه الأعمال تنزل الأحوال من السماء، أي كما تصعد الأعمال من الأرض إلي السماء، تنزل الأحوال من السماء إلي الأرض، وفساد الأحوال بفساد الأعمال وفساد اليقين، فلا قوة في العالم تصلحها، ولا يمكن أن تصلح الأحوال إلا بأمر واحد، وحل وحيد وهو الجهد لإصلاح اليقين والأعمال، ولذا نري كثيرا في زماننا أن الفساد قد فشا في العالم مع كثرة أسباب الأمن، لأن الله - عز وجل - رفع الأمن عن العالم، لفساد يقين القلوب، فأسباب الأمن المادية، لا تأتي بالأمن، قال الله - عز وجل: {الّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوَا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلََئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُمْ مّهْتَدُونَ} .
أي لا يختلط يقينهم الصحيح باليقين الفاسد، بل كان يقينهم خالصا، علي الله -عز وجل -(أُوْلََئِكَ لَهُمُ الأمْنُ) أي في الدنيا والآخرة (وَهُمْ مّهْتَدُونَ) .

بين الله -عز وجل -في الآية الكريمة إن أردتم الأمن فاجتهدوا بتقوية إيمانكم وإصلاح يقين قلوبكم، فيصلح الله أحوالكم، وبدون ذلك لو بذلتم كل القوة من الأسباب المادية للحصول على الأمن لا يأتي الأمن أبدا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإيمان و اليقين4
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  قوة الإيمان مع قلة العمل أعظم من كثرة الأعمال مع ضعف الإيمان
» الإيمان و اليقين
» الإيمان و اليقين2
» الإيمان و اليقين3
» الإيمان حين تقع الفتن في الشام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشَّامِلُ لِرُؤَى المَهْدِيِّ :: القِسْمُ العَامُّ :: سُوقُ لَيْلٍ وَ جَارِفُ سَيْلٍ-
انتقل الى: